قبل الرحيل، لم أكُنْ حاضراً ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قبل الرحيل، لم أكُنْ حاضراً !

أتعبني بُعدك طويلاً، وأوجعني بُعدي عنكِ قبل الرحيل ،،،

  نشر في 15 شتنبر 2016 .

ها أنا ألفظُ من الذكرى أنفاسي بوجع مُرهق وأنا التائه المُحتاج لصوتك، ما زلت الهائم بُحبّك.. بقلبك .. بهواكِ الذي لم يعفُ عني منذ أن رحلتِ دون أن تستأذني مِنّا، دون أن تطرقي باباً لم يفتحه أحدٌ من قبلك.. رحلتِ بعيداً، وتَركْتِنَا هُنا على وجعٍ نُصارع فيه الحُزن الذي خلّفه فقدُك، ذهبتِ إلى هُناك دون أن تطرقي باباً كي تستأذني ذلك.

كيف أعيش والقلب يُهميه الدمع عن الخفق، وتيجان الحُزن نصّبت من نفسها رايةً كي تُذكّرني بذنبي يا جدّتي؟ ، ذنبي قبل ميعادٍ لم يُحدد منك للرحيل، قبل أن تتساقط تلك الأعمدة من السعادة، تلك التي كانت تحمل عنّا هم الفقد والألم قبل أن يغيب ذلك النور الذي أضاء لنا الحياة في ظلامها حين كُنتِ هُنا.

كيف أعيش يا ليلى؟

ومُقلةً في نفسي تُحدثني بالإيمان بالقدر، الإيمان باللقاء الآخر، الإيمان بأنّكِ هُناك .. في الجنة التي يسكن فيها ابنُك الشهيد حسن وجدّي الذي كان أوّل أوجاعي في هذه الحياة، أوّل فقدٍ أبصرت عليه معنى الألم، وأوّل حزنٍ يمحق في قلبي قانون السعادة في اللقاء المُنتظر، الحياة التي نالت من طفولتي عندما قاتَلت في نفسي نداء الجدّة، يا إلهي! ... كم أحببتك وأحبك وسأحبك يا جنّة أمي وسعادتها.

كيف أعيش يا عائشة ؟

والمُقلة الأخرى تُحدثني بأنني الظالم، تُنادي عليَّ بصفتي ذلك المُجرم.. وكأنني من أذن لكِ أن ترحلي دون عتابٍ مُهذّب أرثيكِ به، لو تعلمين فقط!، كم أحِن إلى نداؤك، إلى اليوم الذي تصرخين فيه باسمي عالياً منذ أن تخرج العصافير من أعشاشها كي تُغرّد إلى الحياة، إلى الذين ما زالوا على قيدها، تُناديني كي أخرج وإياكِ في نُزهةٍ على مقعدك المُتحرّك نحو الإستجمام بشمسٍ لطيفةٍ على باب منزلنا، أو حتّى إلى ذلك اليوم الذي نِمت فيه بجانبك، لم أكُن صغيراً، لكنني شعرت بالأمان عندما رأيتك بخير، أحسست بشعور أبي عندما كان يُقبّل جبينك كُل يوم، الشعور الذي كان يغمره كُل ساعةٍ يطمئن عليكِ فيها، أفتقدك وأفتقد ابتسامتك الملائكية تلك، يا جنّة أبي وسعادته.

كيف أعيش أنا ؟

و أنا الذي لم يكن حاضراً عندما دق الموت أجراس الرحيل لديكنّ، كيف أحمل في قلبي ذلك الذنب العظيم ؟، الذنب الذي أبقاني بعيداً عنكنّ حتى عندما حان ذلك الموعد المؤلم، كيف غبت؟ كيف كُنت بعيداً؟ لمَ لم احظَ بفرصةٍ أخرى كي أقبّل جبينكنّ البارد؟

أنا التائه هُنا، والشريدُ من الذكرى..أنا الذي لم يقبل على ذهنه أن حضوركن باتَ من الذكرى، ما زلتُ أسيراً لتجاهلي، وسجّاناً لمُر فقدي ولكن ...

أتعبني بُعدكن عني، وآلمني بُعدي عنكنَّ قبل الرحيل،،



  • 4

   نشر في 15 شتنبر 2016 .

التعليقات

آيــآ منذ 6 سنة
أربط بين آخر ما كتبت و بينها و تتضح التفاصيل...
ثبتك الله
0
ياسين خضر
شكراً لنُصحك آية السَعْد دُمتِ سعيدة :)
أوجعتني :(
1
ياسين خضر
ما حيلة القلب، إن تملّكه شعور الفقد ..

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا