وعد ( الجزء الثاني) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وعد ( الجزء الثاني)

وعد

  نشر في 20 ماي 2016 .

قالَ للإمام ِعبدِ المقصودِ: لا أنفكْ أسمعُ صوتها تقرأ ُالقرآنَ في الصحوِ و في المنامِ. قالَ له: يا ولدي أنها أمارةٌ , و خيرُ ما تفعلُ هو صلاةُ الإستخارةِ. و هذا ما فعلْ . جلسَ في المسجدِ يقرأُ القرآنَ , حتى هَلَّ الشيخُ موسى لصلاةِ الجمعة. جلسَ إلى جانبِه و إستمعَ للخطبةِ التي أضافَ عليها الإمامُ عبدُ المقصودِ موضوعاً جديداً عن الرضا بقضاءِ الله, و عن الوفاءِ بالعهودِ, و إلتزامِ بالوعود , فعرفَ قاسمٌ أنه المقصود. ما إن إنتهتْ الخطبةُ حتى سلمَ على الشيخِ موسى ,و سألهَ مرافقتَه طريقَ العودة.ِ بادرهُ الشيخُ قائلاً: هلْ من جديدٍ لديكَ يا ولدي؟ لم يرفْ جفناه,و لم تجفلْ عيناه , و لم يترددْ و قالَ: أرغبْ في الزواجِ من رقية .. و أريدُ مباركتكَ للزواجِ بها.. نظرَ الشيخُ في عينيهِ للحظاتٍ , يستشفُ فيها صدقَ الرجلِ .. و يتساءلْ لمَ غيرَ رأيَهُ .. أدركَ قاسمٌ السؤالَ و أجابَ: لا أستطيعْ النومِ إلا و صوتها يقرأُ القرآنَ في أذنيّ حتى أنام َ, و إستخرتْ اللهَ في أمري, و سكنَت قلبي الطمأنينةَ و السلام.. سألَهُ الشيخ ُما الذي ترغبهُ في إبنتي؟ قالَ قاسمٌ: زوجةُ مطيعةٌ و أمينةٌ .. طيبةُ المعشر. قالَ له الشيخَ : أتقطعُ على نفسكِ وعداً أن لا تهينها و لا تحزنها و لا تشركْ معها إمرأةً في بيتها .. طالما دامَ لك ما رغبتْ فيه؟ قال : أفعلُ إن شاءَ الله.

وافقتْ رقيةُ بشرطٍ واحدٍ هو أن يحفظَ سورةَ البقرةِ. نفذَ قاسمُ الشرطَ بعد إسبوعٍ من الزمانِ و دخلَ حياةَ البنيةِ و أبيها, كأنه سيدَ البيتِ و المكان. ما لم يعرفهُ عنها ..أنها كانت مرحةً بشوشةً, كثيرةَ الإبتسامِ, و قد أوصتْها أمها ذاتَ مرةٍ: بنيتي كوني بشوشةً, و اياك و العبوسَ ففيك من البشاعةِ ما سيصدُ عنكِ النفوس. كوني مرحةً, حلوةَ المنطقِ …و إياك و الشكوى و التذمر.. فهي تُخَرّبُ أسعدَ البيوتِ و تدمر.

ساعةٌ من الليلَ يمضيها كلَِ يوم مع الشيخِ و إبنتهِ يتعلمُ منها القرانَ و العلمَ ,و تنتهي بمسكِ الختامِ, و رقيةُ تقرأُ القرآنَ, مما جعلَه يري فيها ما يحبُ و يرغب. لحديثهاَ حلاوة كأنه عزفٌ على قيثارة, تفرحُ قلبَه و تشعلُ فيه دفْ الودِ و الإثارة. و لكن السنينَ توالت واحدةً تلو أخرى, و لم يرزقْ قاسمُ و رقيةُ البنينَ, و حاصرَهُ الشوقَ والرغبةَ في الذريةِ و البنين, كان يدركُ أنه إبتلاءٌ من ربِ العالمين, و بدأ يرى الحزنَ الذي تغالبُهَ رقيةُ -بروحها المرحةِ و نفسِها الأبية – أن يظهرَ عليها أو يبينْ. توفي الشيخُ موسى, و لم يعدْ قاسمُ يحبُ العودةَ للبيتِ إلا للنوم .. لئلا تكشفُ عيناه عما به من عدمِ الرضا و الهم. فاجأتهُ ذات مساءٍ بقولها: ألم تشتقْ لرؤيةِ أخويك؟بلى : أجابَ بإستغرابٍ شديد. تابعتْ قائلةً: إذهبْ لزيارتهِما .. و فكرْ في أثناءِ الرحلةِ في حياتنا .. فإن شئتْ أنهينا هذا الزواجُ. قاطعها قائلاً: لقد قطعتْ وعداً لأبيكِ . قالتْ بنبرةٍ حاسمةٍ :أنا بإنتظارِ قراركِ حينَ تعودْ …. و أرضى بهِ … و أُحِلُكَ من كلِ العهودِ و الوعود.




  • راوية وادي
    كاتبة و رسامة فلسطينية .مدونتها الخاصة علي الإنترنت Rawyaart : (https://rawyaart.com) متفرغة للكتابة و الرسم في الوقت الحالي.
   نشر في 20 ماي 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا