أن يطلق أكثر من 12 صاروخ يوم أمس الخميس, تسقط قرب مطار بغداد الدولي ومن داخل العاصمة بغداد تطلق, أن يحدث هكذا خارق أمني ويتعرض محيط مطار للقصف, ولم يحدث منعناً للتجوال ولا تخبط أو أرتباك وأعتقالات كعادة أي خرق أمني, لا بل الحكومة في حالة من الهدوء “الرومانسي” كهدوء لقاءات “سليم الجبوري” مع “هادي العامري” حيث يخرج لنا بيان متأخر من الحكومة العراقية على لسان “خلية الاعلام الحربي” يخبرنا بسقوط عدد من الصواريخ على معسكر “الحرية” التابع لحركة مجاهدي خلق الايرانية, وتم العثور على منصة اطلاق الصواريخ في “البكرية” بدون أي توضيح أو تفصيل عن سبب العملية وهدف الجهة المنفذة لها.

وعلى الصعيد الاخر لم تصرح “الادارة الاميركية” بأي تصريح حول هذا الموضوع, ولم يسمع أي صوت لصفارة الانذار في سفارتها, أو تقوم بأي أجراء تقليدي, عندما حصول أي خرق أمني في العاصمة, كأن الموضوع لايعني لها شيئاً.

يا سادة هكذا أنباء أجدها “نكات سخيفة” أسخف من مواقف سياسي السنة مع النازحين, يحاول الاعلام والساسة أقناعي بها, وتمريرها كمرور الكرحوت على جسر “بزيبز”, وأسخف من كل ما ذكر اليوم الجمعة يخرج لنا بيان من ميليشا البطاط التي تسمى “جيش المختار” تعلن تبني العملية.

لا أريد الاطالة عليكم أكثر, وفق المعطيات والاخبار التي ترد أجد تحليلين حول هذا الحدث أحدهم, بسيط كردة فعل التصرحيات والمواقف مع عملية أطلاق الصواريخ والاخر معقد نوعاً كالواقع الذي نعيشه.

الاول: قصف عادي

المقصود هو عملية تقليدية الغرض منها ضرب والنيل من حركة مجاهدي خلق, اذ حكومة “الملالي” في “طهران” تسعى دوماً بشكل أو باخر بدون ملل القضاء على هذه المنظمة, بمناسبة أو عدمها ولاسيما “مريم رجوي” المسؤولة عن هذه الحركة صرحت قبل أيام تصرحيات جديدة, او يحتمل المنظمة لها نشاطات أو تعدَ لنشاطات معينة داخل ايران ضد مصالح حكومة الملالي في ايران, و جاء القصف ضد هذه النشاطات كمحاولة ردع, تحليل واردة جداً, لكن التحليل الاخر يبدو أكثر واقعياً من هذا.

الثاني: قصف مدروس

هذا التحليل بالرغم من تعقيده وقلة توضيحه لكنه أكثر منطقية قبل أن نوضحه, لابد أن أشير الى بعض التوضحيات:

– ائتلاف دولة القانون أول أمس يحاول اقالة العبادي ويجمع التواقيع

-بعد القصف في مساء أمس “العبادي” يجتمع مع المنهدس والعامري

– اليوم “جيش المختار” يتبنى قصف معسكر ليبرتي التابع لمجاهدي خلق

– أمس اتحاد القوى يعلن رسمياً عن عدم “قناعة” جميع نوابه بإصلاحات العبادي

– المسافة بين الصواريخ ومدها مثيرة للشكوك, أي اذا أطلقت من “البكرية” حسب ما صرحت الحكومة ,سوف يكون أحتمال سقوطها في مناطق قرب أو بعد جسر “بزيبز” حسب نوع ومكان وحشوة الاطلاق.

-هكذا أطلاق للصواريخ في مثل هكذا ضروف جوية (أمطار, وأعاصير) نسبة دقة الاصابة ونجاحها صعبة جداً, اذ تستوجب دقة في معلومات البرقية الجوية (الاحداثيات) وحساب “المسح” للمنطقة وأيجاد أرضية مناسبة للاطلاق الصواريخ, فضلاً عن تهئية ضروف وخبرة عسكرية وهذا ما لايتوفر بكل تأكيد لدى ميلشيات البطاط (هذه التوضيحات العسكرية من الناشط رجل المطر أستعرضت بتصرف).

– التسريبات حول أتفاق خليجي- اميركي- ايراني لأقالة العبادي ووضع محله بديل التي كشفتها مصادر خليجية قبل أسبوعين لأحدى الصحف التي أستعرضناها في مقالة سابقة.

-المعطيات حول محاولة أميركا تنفيذ سياسة جديدة لها في العراق التي بموجها أشرفت على مؤتمر قطر وأجبرت الشيعة على الحضور, اذ تحاول -اميركا- جمع السنة لعقد مصالحة مع الحكومة هذه النقطة والتي قبلها وضحناها بتفاصيل دقيقة في مقالة سابقة حملت عنوان(الخرساني شفرة السياسة الاميركية الجديدة في العراق)

هكذا توضحيات إعلاه عندما نقوم بجمعها تقدم لنا أستنتاج معين, المقصد من العملية بكل تأكيد ضرب “عصفورين بحجر واحد” بمعنى ضرب حركة “مجاهدي خلق” كهدف ثانوني مع هدف رئيسي يتمثل في محاولة أقالة “العبادي” بتواطئ وأشراف أميركي-ايراني لغرض تطبيق سيناريو جديد في العراق, هذا القول يؤكده كل من تحركات “ائتلاف القانون” الذي يسعى للاطاحة بالعبادي وتصرحياته وجمعه للتواقيع ضد العبادي, و اعلان “اتحاد القوى” عدم قناعة جميع نوابه بإصلاحات العبادي, وتسربيات الصحف حول أقالة العبادي وترشيح بديله “الخرساني” فضلاً عن مجريات العملية, اذ هكذا عملية تحتاج الى دقة وأمكانيات عسكرية هائلة في ظل هكذا أجواء ممطرة وعاصفة لاتتوفر لدى هكذا ميلشيا فضائية “جيش المختار” التي يتزعمها الحالم والمجنون “واثق البطاطا” الذي نعرف جيداً مستوى قدرات ميليشاته الهزيلة, كما نعرف شخصيتة-البطاط- التي تتسم بالخسرية والجنون, مع ذلك لم يتضح هدف “البطاطا” من هذا العملية في البيان الذي أصدرته ميلشياته , فضلاً أعلان هذه الميليشا العملية من دون غيرها وصمت أميركا عنه قصة أخرى ومثار للشكوك من نوع اخر.

هل يعقل أميركا ليست على علم بهذه العملية أن لم تكن تحت اشرافها؛ والا كان صوت انذار سفارتها في بغداد يزلزل البيت الابيض, اليس من الوارد أن تكون أمريكا على علم أو شراف بهذه العملية. فضلاً عن الموقف الاميركي المثير للشكوك الموقف العراقي كذلك, حيث ألاجهزة ألامنية أو سياسي الحكومة , لم يبدر منهم أي تصريح أو تعليق كأن لم يحصل شي قط.

ما أريد قوله هو محاولة تنفيذ مسرحية جديدة بموجها يتم اقالة “العبادي” أو على الاقل الضغط عليه من قبل الميلشيات الشيعية كجزء من سياسة اميركية جديدة في العراق بأتفاق أيراني, ليس “العبادي” بذاته فهو أصغر من يقف بوجة المشاريع الاميركية والايرانية أنما للمجريات والواقع الذي حوله.

هذه التحليلات قد تبدو للبعض غير منطقية أو بعيدة, في الحقيقة اللامنطقية تتمثل في عدم تصريح يصدر من الحكومة الاميركية والعراقي سواء عسكرياً أو سياسياَ, واللامنطقية تتمثل في أن تقوم ميلشيا “البطاط” بهكذا عملية!