دقت الساعة الثامنة معلنة عن قدوم المولود الأول وبينما الفرحة تعلو الأهل وينتظرون خروج الأم والمولود سالمين لأهلهم من غرفة العمليات إلا وتبدأ حرب الإستنزاف الثانية ولا يستخدم فيها أي نوع من أنواع الأسلحة التقليدية المعروفة لكنها تستبدل بسلاح اللسان والإلحاح من العاملين والعاملات بالمستشفي حيث يبدأون بالثناء المبالغ فيه علي جمال المولود ومدي شبهه بوالده ووالدته دون أن يدققوا في ملامحه من الأساس فهي ليست إلا كلمات نفاقية تهدف إلي إخراج ما يمكن إخراجه من جيب كل فرد من أفراد عائلتي الأب والأم مستغلين فرحتهم الغامرة بالمولود الأول وإذا تأخرت الأموال فيزداد الإلحاح عليهم حتي يملون ويسكتوهم بالأموال غير مبالين بما دفعه الأهل من أموال لم يكن من السهل توفيرها في سبيل خروج هذا الطفل للحياة معتبرين أن الأهل أغنياء ولابد أن يدفعوا الأموال لهم حتماً طالما أقدموا علي خطوة الإنجاب وكأنهم يعاقبونهم علي ما فعلوا ورغم أن أهل المولود كانوا سيعطونهم الأموال طواعية وعن طيب خاطر فرحة بالمولود ليكون رزقاً قد ساقه الله إليهم بالحلال دون أن يطلبوه إلا أنهم قد تعجلوا الرزق فصار كالإتاوة تؤخذ بالإكراه مصحوبة باللعنات والإحتقار لمن يفعل مثل هذه الأفعال حيث هانت عليهم كرامتهم وسمحوا لأنفسهم باستجداء الناس وأخذ ما ليس بحقهم بعد أن أصبح في نظرهم حقاً مكتسباً لهم ومثلهم كثيرون في مواقف أخري متعددة نتعرض لها بشكل يومي ليتحول الإنسان إلي غنيمة كبري مستباحة أمامهم ليس أمامه إلا أن يرضخ لمطالبهم حتي ينهي مصالحه وتسير حياته!!!
-
Ahmed Tolbaشاب في نهاية الثلاثينات يرغب في مشاركة ما يجول بخاطره مع الآخرين تقييماً ونقاشاً حتي نثرى عقولنا فهيا بنا نتناقش سوياً