كنت قد نشرت تقريرا عن الأمور التي تدفع شابا في الثانوية أو الماجيستير و الهندسة أو الدكتورا للتحضير لبداية تجربة ريادة الأعمال، وذكرت في الجزء الأول من التقرير 3 دوافع و مميزات لدى الطلاب و هي : الصرامة و الجدية في العمل، الحاجة الدائمة للمساعدة و تطوير الذات إضافة إلى الحرية و عدم التقيد و الانتماء.

لماذا بداية ريادة الأعمال في سنوات الدراسة ؟

و إليك في مايلي تتمة التقرير

4 - الأصدقاء 

كونك لديك القابلية لبناء العديد من الصداقات و التعرف إلى أشخاص جدد فهذا دافع جيد لك 

سنوات الدراسة هي أفضل أوقات العمر التي قد تحصل فيها على علاقات رائعة و متينة.. و عندما تكون طالبا لديك الفرصة لإثبات مهاراتك و طاقاتك لتؤثر إيجابية في من هم حولك.. إمضاء الكثير من الوقت مع الأصدقاء يكسبك البديهة و الفرصة في اختيار الأفضل من شركاء. هاته الخاصية لا يملكها إلا الذين قضوا وقتاطويلا مع الأصدقاء و الناس، و تعاملو مع شخصيات متنوعة..

لا تقلل من أهمية الأصدقاء، هذا مهم جدا، لماذا ؟

لأنك غالبا ما ستختار شريكك المؤسس لمشروعك من بين أصدقائك، و هو الشخص الذي ستشترك معه في الأفكار و الرؤية، سترتكب خطأ كبيرة في حياتك أن ابتدأت متأخرا في البحث عن صداقات جديدة، لذا أفعل ذلك في سنوات الدراسة.. من تجربة شخصية قد تكون صداقات كثيرة، لكن 2 أو 3 من أصدقائك هم من سيكونون الأجدر بمشاركتك أهدافك، وهم من سيبدون اهتماما بالمغامرة و الريادة، وغالبا ما ستقتصر الرحلة على شريك أو إثنين. 

5 - الجهل

هل تعلم أن أكبر عائق في وجه ريادة الأعمال هو الخبرة و التجربة، و هو ما قد يبدو ضد البديهة لأن الخبرة و التجربة سيساعدانك كثيرا نحو تسهيل رحلة النجاح.

الجهل من أكثر الأمور التي تساعد رواد الأعمال على المضي قدما في المغامرة. عدم المعرفة و الوعي  بجميع الأمور هي أشياء في صالحك، لماذا؟ هذا سيساعدك على القيام بالأمور بطريقة مختلفة، عما تم القيام به من قبل ، و هو ما يتطلب صفاء الذهن و عذوبة الوعي ..

هل يحتاج الأمر لتكون ذكيا، لتبدأ مشروعك وتعمل على منتجك؟

 لا يحتاج الأمر إلى ذلك، فالذكاء موضوع آخر.. 
الذكاء يحدد التخصص و المجال الذي تريد أن تنشئ فيه نشاطك..

إختر المجال الذي تحس بذكائك فيه بدون الحاجة لمعرفتك الكاملة عنه.. فلو تمتلك ذكاء Elon Musk مؤسس Paypal ،Tesla و Spacex فلا بأس بأن تقوم بمحاولة لغزو كوكب مارس..!! غير ذلك، بذكاء متواضع، لابأس ببيع العصير أو مستحضرات التجميل مثلا..

 قد تستغني عن الذكاء، لكن المعرفة و التعلم المتواصل لا غنى عنهما 

Elon Musk قرأ أكثر من 200 كتاب في مجال الميكانيك و المحركات النفاثة ليقوم بعد ذلك بإنشاء شركة spacex التي تطمح لإرسال البشر إلى كوكب مارس.. إضافة إلى إطلاعه الكبير بهندسة المعلومات، هندسة الطب، هندسة المادة..

و حين سؤاله عن سر معرفته الكبيرة أجاب قائلا

أقوم بقراءة الكثير من الكتب، و ألتقي بالعديد من الأشخاص   

لا تحتاج لأن تكون أذكى من السوق الذي تعمل معه، و إلا ستمل من العمل في مجالك سريعا.. لذا دعنيأؤكد لك أن الذكاء ليس سوى أداة لمعرفة مجال التخصص.

عامل آخر يدفعك إلى خوض غمار تجربة ريادة الأعمال في سنوات الدراسة و هو نتيجة لجهلك و عدم معرفتك بعواقب المخاطرة، و هو

الشجاعة و عدم الخوف

توجد طريقتان لتكون شجاعا: أن تمتلك الصفة من الله و أن تكون مستعدا للمخاطرة في كل وقت بل وتجد المتعة في ذلك.. أو أن لا تكون شجاعا بطبعك، و هي النسبة الكبرى من الناس، في هذه الحالة عدم المعرفة و الوعي بكل مخاطر المغامرة هما أكبر غذاء لشجاعتك..

صدقني لي نظرة مختلفة عن مسابقات دعم الشركات الناشئة كستارتب ويكند Startup Weekends أو Business Angel.. غالبا سينصحك الجميع بأن تكون واقعيا و أن لا تغامر و إلا سيتم سحقك .. صغيري أنت لست جوجل، أنت لست ميكروسوفت، أنت في البلاد العربية، لا تفكر خارج السرب ..!

لكن أغلب من سيقومون بنصحك هم غالبا مدربو تنمية ذاتية، أو مديرو شركات لم يجربو أعمالهم الحرة يوما ما، وهو أمر مضحك، شخص لم يجرب في حياته ريادة الأعمال، ينصح شخصا ليست له تجربة ..!

النجاح يأتي عادة من الشركة التي لا نتوقع نجاحها، و إلا لتم الاستحواذ على جميع الأفكار منذ بدايتها من الشركات العملاقة، و لم نكن لنرى كل هذه الابتكارات..

أهم شيء في ريادة الأعمال هو التفائل بالمستقبل

رائد الأعمال الجيد لا يأخذ موعدا منذ اليوم الأول مع المحامي و المحاسب، الأعمال الناجحة لا تخضع للقوانين منذ اليوم الأول، المنتوج الناجح يتكفل بجذب شركاء مهتمين بتطويره، سيساعدونك على تقنينه و إشهاره ..

لا تتسرع

ريادة الأعمال ليست مسابقة سرعة، هي عملية و مجهود يومي للبقاء في القمة أو على مستوى الحياة في السوق لمدة أطول.. تعلم الملاكمة لا يعني عدم تلقي الضربات وتفاديها، بل الاستعداد لتحويل الضربات القوية على الخصر، وتفادي الضربات القاضية و الهجوم في الوقت المناسب..

لذا فإن الطريقة المثلى لبداية ريادة الأعمال ليست بتفادي الأخطاء، بل بارتكابها منذ البداية و تفاديها في المستقبل..

أمل أن أكون قد أقنعتك عزيزي القارئ بأهمية ريادة الأعمال في سنوات الدراسة، و إذا أعجبك التقرير أرجو منك الدعم عبر مشاركته مع من يهمه الأمر..