هل بيننا فاطميّون - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل بيننا فاطميّون

  نشر في 20 يونيو 2017 .

هل بيننا فاطميّون؟

في ظل هذه الأحداث السياسية التي يعجز العاقل عن فهمها، ويشيب رأس الولدان من عظمة هول أهداف أصحابها ومن يقف ورائها. فلم يترك لنا الإعلام ولا الإنسان ولا كذلك الزمان ما نستخِير به أو نصفي به قلوبنا مما نراه ونسمعه كل يوم من قتل وتفجير وتكفير وسب وقذف وتشهير بقادة ورواد وعلماء هذا العصر وهذه الأحداث. كذلك لم يترك لنا الزمان والأحداث المرافقه له ما يستعان به لنستلطف به عطف فكرنا وسليم فطرتنا وذلك لكذب ما نراه بأمّ أعيننا ودجل ما نسمعه من مّن يتزكى ويدعى سلامة العقل والقلب والضمير. لقد وضعوا هؤلاء المتصنعين والمتلمعين بجواد مالهم أو تخلف أتباعهم لنا ما ندلس به ناصع البياض ووضوح البيان وتعكير صفاء الماضي وتغيير الفطره السليمه، وتهميش التاريخ وأهله لنؤمن بما يقولونه ولا يفعلونه وأن فعلوه إلا تصنع.

ففي شهر الله شهر رمضان، وانا امرُ على المساجد التي يتهئ للمشاهد لها من أول وهله أنها سجون مما يحيط بها من أسوار وجدران وحيطان وحراس وذلك للحفاظ على مرتاديها من أصحاب الأفكار المنحرفة. فيزداد العاقل يقينآ أن ما يحدث ليس بفعل الشيطان الذي نستعيذ الله منه بكلماته وكفى، بل نثق ثقه تامه أن ما يجرى بفعل شياطين جهله تجرى لمستقر لها ونهاية عتمى لا يجد للإنسان معهم مكان ولا للعقل منهج ولا للنور طريق. فهم كفانا الله شرهم يظنون أنهم المؤمنون القانتون الصائمون الركع السجود، وهم كفانا الله شرهم يظنون أنهم المفسرون والعالمون وأولي الألباب. وهم كفانا الله شرهم يظنون أنهم الحاسبون والمصنفون والمُعطين لما ليس بأيديهم وليس لهم عليه سلطان. هؤلاء الفئة أبوا إلا أن يشاركوا الله جهره في أمره وفي عظيم عطائه وعطفه وفي شديد حسابه وعقابه.

فهل أنتم تشاهدون ما نراه، وهل تسمعون ما نسمع، وهل تتفكرون فيما يحدث؟ بالتأكيد نعم.

فما دعاني للتفكر هو الفطره السليمه والفكر السوى والعقل الحر والتاريخ النير برموز وأحدث يعجز التاريخ عن نسيانها. فقد حدث في عصر مثل عصرنا وفي بشرٍ مثلنا ما هو عكس ما نراه ونسمعه ونجهله الأن. هذا العصر هو العصر الذهبي وهو عصر العلم والمعرفة والحرية الإنسانية المطلقة، أنه عصر العقل وتدبره وعصر البحث ومعارفة وعصر الفكر ونقبائه. هذا العصر الذي لازلنا نجنى ثماره ونتفاخر به بين طيات هذا العصر الذي تزين بالعدل والعلم والسلام والتسامح. هذا العصر الذي أصله الإنسان وجوهره العقل وناتجه التعايش، هوعصر الدولة الفاطمية ورواده وناسه الفاطميون.

فمن جواهر تاريخه وتقيدآ بموضوعنا، إنتشار العدل والمساواة ونبذ الطائفية التي لايوجد لها بيت أو فكر أو ملجأ تفر إليه وتتقوقع فيه. نعم فقد أشتهر ذلك العصر وبالأخص الأزهر الجامع والجامعة بإقامة المحاضرات بأنواعها في شتى العلوم حتى تسيدوا الرتب وصار فوق كل ذِي علم عليم. وأنتشرت حلقات وحصص علوم الحياة ومنها الدين بمختلف المذاهب في أروقة ذلك المسجد كلآ بما يؤمن وحسب ما يتبع. وليس ذلك وحسب بل أكثر من ذلك بإقامة المناضرات والمناقشات بين كل اختلاف لكي لا يحصل الخلاف ولكي يتعايش الجميع بفهم من حولهم، كل ذلك كان فرض كل عام ومنتشر ومعهود في ذلك العصر. وكان ناتج ذلك كله التعايش والتفاهم بأن الأصل الأنسان والجوهر العقل والنتيجة التعايش. فقد أشتهرت الدولة الفاطمية بتعدد وتنوع قادتها ووزارئها الإداريين وبالأخص في الدين والمذهب حتى أُحيلت قيادة الجيوش والقضاء الى أشخاص يتبعون غير فكر ومذهب الدولة الفاطمية.

في النهاية, وعندما أقراء مثل هذه الحقائق وأتفكر فيما نعيشه الأن من تنظير وتكفير وتشدد وغلو ونظره دنيوية من علماء ورواد العديد من مذاهب ديننا الإسلامي، أثق أن ما صنعه الفاطميون ليس بالسهل وأنهم أستخدموا العقل وإحتراموا الفكر والفكرة وعملوا بمنهج الإسلام وأخلاقه، وجاهدوا أنفسهم وشهواتهم وأفكارهم.فهل يوجد بيننا فاطميّون يُطعِموّن أفكارنا وسياساتنا وأيمانياتنا ببعض ما رادوا ونجحوا فيه. لذا الفكر هو الأصل والمرجع، وهو من يُأهل ويصنع وهو من يعمل وينجح، فالجدير بالدولة الإهتمام بالفكر السليم وإجتثاث الفكر المتطرف مهما صغرت أخطائه وقل تطرفه والتشديد على كل ما يدعى إلى الطائفية لأنها شرارة الفتنه وداءٌ بها تفنى الشعوب.


  • 2

  • هادي سالم ال شريه
    Passionate about lifelong education and the improvement of life for all people,I aim to utilize my skills and educational background to create, develop, and promote programs, projects, and new initiatives that will increase quality of life for all involved and beyond.
   نشر في 20 يونيو 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا