وعن الرغبة في سحب القوات الأمريكية من أفغانستان - أرض الحرب الأمريكية الأطول - قال الجمهوريون في مجلس الشيوخ: "إن ترك أفغانستان سيكون بمثابة استسلام".

ربما يميل بايدن نحو قلب قرارات ترامب بقطع القوات الأمريكية في الخارج ، بناءً على رؤيته الخاصة للأمن الأمريكي ، والتي شكلتها أربعة عقود قضاها في أوليمبوس السياسي بواشنطن. من المرجح أن ينظر بايدن في تداعيات قرار إدارة أوباما بمغادرة العراق في عام 2011 ، مما ساعد في خلق فراغ لظهور داعش.

على الرغم من تقليص ترامب لعدد ما يقرب من سلسلة من القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق وسوريا ، فقد أضاف ما لا يقل عن 14000 جندي إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران. كانت هذه الخطوة نتيجة تصاعد التوترات بعد انسحاب إدارته من الاتفاق النووي مع إيران.

ليس من الواضح الآن عدد القواعد التي تم إغلاقها في عهد ترامب منذ عام 2016. وفقًا للبنتاغون وفاين ، فقد أنشأ نقاطًا إضافية في أفغانستان وإستونيا وقبرص وألمانيا والمجر وأيسلندا وإسرائيل ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ والنيجر ، النرويج وبالاو والفلبين وبولندا ورومانيا والمملكة العربية السعودية وسلوفاكيا والصومال وسوريا وتونس.

كما تعلم ، أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق تعليمات للبنتاغون لتحويل التركيز من مكافحة الإرهاب إلى مواجهة الصين وروسيا. ما إذا كان بايدن سيستمر في هذا الخط أم لا. ومع ذلك ، كما يُظهر النشاط العسكري للولايات المتحدة من 2018 إلى 2020 ، لم يكن هناك انخفاض مقابل في موارد وعمليات مكافحة الإرهاب خلال هذه الفترة.

خلال تلك الفترة ، قام الجيش الأمريكي بدور نشط في عمليات مكافحة الإرهاب في 85 دولة ، بشكل مباشر أو من خلال حلفائه ، من خلال تدريب أفراد عسكريين أجانب ، أو تنفيذ هجمات بطائرات بدون طيار ، أو عمليات سرية لقوات العمليات الخاصة الأمريكية. حتى عندما لا يكون للجيش الأمريكي قوات أو قواعد ، فإنه يستخدم جيوش الحلفاء وطائرات بدون طيار لمراقبة وإطلاق الصواريخ عن بعد في بعض الأحيان ضد القوات الإرهابية المشتبه بها.

في عام 2019 ، ألقى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يدعم الحكومة الأفغانية ضد متمردي طالبان المزيد من القنابل والصواريخ من الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار أكثر من أي عام آخر من الحرب منذ عام 2001. وفقًا لسلاح الجو ، في عام 2019 ، أطلقت الطائرات المقاتلة 7423 وحدة. لضرب المقذوفات. تم تسجيل الرقم القياسي السابق في عام 2018 ، عندما تم إسقاط 7362 وحدة. في عام 2016 ، العام الأخير لإدارة أوباما ، كان هذا الرقم 1337 فقط.

أصبحت مثل هذه العمليات الخارجية للقوات المسلحة الأمريكية أقل صرامة في السنوات الأخيرة. لم يكن الكونجرس على علم بحجم الوجود الأمريكي في إفريقيا قبل بضع سنوات ، عندما قُتل أربعة جنود من القوات الخاصة الأمريكية في النيجر. تتراوح الأعمال الأمريكية من القتال في كينيا إلى المناورات الحربية في طاجيكستان وتثير أسئلة جديدة حول المعنى الحقيقي لإنهاء "الحروب التي لا نهاية لها" إذا كان الجيش الأمريكي في الواقع ينخرط بانتظام في الأعمال العدائية في الخارج.

في عام 2001 ، أقر الكونجرس الأمريكي قانون العمليات العسكرية الخارجية (AUMF). في ذلك ، أنشأت واشنطن نفسها الحدود التي يمكنها من خلالها استخدام قواتها المسلحة. حتى الآن ، قامت الوحدة الأمريكية بانتهاكها مرارًا وتكرارًا. القيادة العسكرية الأمريكية تقرر متى تستخدم القوة. بايدن لن يقلل من العمليات العسكرية في الخارج. على الأرجح ، ستعمل إدارته على اتخاذ تدابير لخفض نفقات الميزانية ، وتقليل التهديدات لأرواح أفراد الجيش الأمريكي. سيتم تحقيق ذلك من خلال استخدام أسلحة عالية الدقة - صواريخ وقنابل جوية وطائرات بدون طيار ، ولكن مع هذا النهج ، سيزداد أيضًا معدل الأضرار الجانبية والخسائر ، وهذا في المقام الأول مدنيون وبنية تحتية ذات أهمية اجتماعية.