تساؤلات حول قطع الرؤوس بين السعودية وداعش وهيئة الأمم
نشر في 05 يناير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
نفــــذ النظام الدموي القائم في السعودية فجر أمس السبت 02 يناير 2016 ، وبدم بارد إعدام ما لا يقل عن 47 شخص . كان من بينهم رجل الدين الشيخ " نمر باقر أمين النمر " . وأضفى على هذه المجزرة الوحشية نكهة أفلام الرعب ليخوف معارضيه . حيث عمد الى جــــــــز الرؤوس بالساحات العامـــــــة .
وعشية هذه المجزرة الرهيبة التي لن تكون الأخيرة . طلع علينا الأمين العام للأمم المتحدة السيد " بان كي مون " ليعرب عن " استيائـــه العميق " ودعوته الجميع إلى ضبط النفس . هذا في الوقت الذي كان العالم ينتظر استصدار قرارات أممية ؛ كفرض حالة الحصار على نظام الغدر الدموي في السعودية ومعاقبته على كل ما يقترفه من جرائم ضد الانسانيـــــة بالتتابع .
وقد نسي السيد " بان كي مون " في" استيائه " ذاك ، أن البشرية باختلاف أعراقها وألوانها معنية أمام هول هذه المجزرة التي تتماهى تماما وأفعال الإرهاب التي يحاول تنظيم '' داعــــش '' أن يصدرها باسم الاسلام الصحيــــح الى كل العالـــــــــم .
لكن وباعتماد مبدأ الواقعية السياسيـــة القائل " من يملك القوة يملك الحق " . ومقابل تمكين مجرمي السعودية من ترأس مجلس حقوق الانسان بهيئة " الامم المتحدة ". هل كان بإمكان " بان كي مون " أن يُصدر موقفا آخر أكثر صرامة وحزما . كأن يرفع الورقة الحمراء في وجه النظام الدموي القائم بالسعودية . ويعلن بدء اتخاذ كل التدابير القانونية لمحاكمته دوليا . أو يدين الانتهاك المنظم لقدسية الحق في الحياة من طرف عصابة آل سعـــــود . أو يستنكر بشاعة إزهاق الأرواح بأرض الحرمين الشريفين بمبررات واهية : كاعتناق الضحايا ل " المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج ، المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ....." كما جاء في التهمة الأولى بإعلان " تنفيذ حكم الإعدام قصاصا " في بيان وزارة الداخلية بالسعودية ...
فهل من بشاعة أكبر من قطع رأس إنسان ــ باسم الله وباسم الدين والقانون ـــ في الساحات العامة . لتكون سببا كافيا يُمنع بموجبها هذا البلد أو ذاك من تقلـــد المنصب الحساس لحقـــــوق الانسان بالأمم المتحدة ؟؟ . وأي عـــــار و دناءة وخزي أكثــــر من أن تسمح هيئة دولية لقطاع الرؤوس بأن يتبوؤوا هذا المقعد بداخلها ؟؟؟
وبعيدا عن مصالح أنظمة الدول . هل من تفكير لدى الشعوب ـــ الضحية الأولى للإرهاب الوهابي ـــ في امكانيات إيقاف المنافسة الشرسة حول قطع الرؤوس باسم '' الله أكبر '' ؛ تارة بالعباءة البيضاء السعودية وأخرى باللباس الاسود الداعشي . حيث لا يختلف النظام في السعودية على غريمته وسلالتــــه " داعــــش " إلا بلـــــون القميص .؟؟
وهل يكفي ترحم البشرية على أرواح الضحاء بالوقوف دقيقة صمت أو قراءة آيات من القرآن أو أسفارا من الإنجيل أو إصحاحا من التوراة ....؟؟ أو سيشفع للجميع " الاستياء العميق " " للسيد " بان كي مون " والذي سيُعد بمثابة فرض كفايـــــــة يعفي الكل بما فيهم هيئة " الامم المتحدة " و" مجلس حقوق الانسان " من إدانة النظـــــــــــام الدموي لآل سعــــــود ؟؟؟
وفي ظل احتجاز " هيئة الامم المتحدة '' وتحويلها الى رهينـــــة للنفط والدولار السعــــودي . كيف السبيل لترجمة الغضب الانساني وتصريفه في الواقع . كي لا يبقى حبيس أضلع وأنفاس الشرفاء في العالم ؟؟ و هل من إمكانيات لفك أسر هذه المنظمة الدولية ، وانتشالها من تحت العباءة المتسخة بحفاظات أنظمة الجهل والعهر بالسعودية وقطر ...؟؟
و بعدما حولها المال والنفط الخليجي الى مجرد ماخور للدعارة السياسيــــة . تُشرْعِن وتبرر في دهاليزها قوى الشر؛ لاغتصاب حقوق بني البشر على الارض . هل من تفكير للجمعيات وكل الضمائر والفعاليات الحقوقية في العالــــم لخلق اليات المقاومة ، لتحريرها ـــ كمكسب تاريخي للإنسانيــــة ـــ لتكون ملاذا آمنا يوفر الحماية القانونية لكل إنسان كما جاء في المادة الاولى من الاعلان العالمي لحقوق الانسان : " يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء ."
ــ عبدالمالك ــ
التعليقات
هل هي مجزرة لانها اعدمت 47 سنيا فيهم العالم الرباني والطالب المجتهد بايعوا داعش (السنية )؟
أم لانها اعدمت شيعياً واحداً بايع داعش الشيعية ( ولاية الفقيه ) ؟
ّ
قتل امرئ فى غابة جريمة لا تغتفر
وقتل آمةٍ قانتة مسألة فيها نظــر