يسعى الشباب والشابات للبحث عن عمل مناسب، والمعافرة من أجل الوصول والحصول على الوظيفة المناسبة. ولكن ما يغفلِه أغلبهم عن أصول وأساسيات الذهاب إلى عمل المقابلة الشخصية كثير جدا، ما قد يتسبب في خسارتهم الفوز بالوظيفة.

يفرض علي عملي كمديرة لمكتب دخول وخدمة عملاء بمستشفى خاص، قيامي بعمل مقابلات شخصية للشباب لاختيار موظف أو موظفة للعمل معي ضمن فريق عمل لابد أن تتوفر فيهم شروط أساسية، منها حسن المظهر واللباقة والثقة في النفس وسرعة البديهة وحب تطوير الذات والتعلم المستمر ... لكن ما يثير دهشتي واستغرابي هو دخول بعض المتقدمين للمقابلة لابسين التيشيرت والبنطلون المقطوع !!! أتعجب وأصرخ في داخلي، اأا يعلم أي منهم أنه يتقدم لعمل انترفيو للحصول على وظيفة؟ وأنه في مقابلة رسمية، وليس ذاهب إلى النادي لمقابلة أصدقائة أو أفراد عائلته !! ألا يلفت نظرة أحد من المقربين أن هذا المظهر لا يناسب الذهاب لعمل مقابلة شخصية يتوقف عليها مستقبلة! وأن ارتداء الخواتم والسلاسل بالنسبة للذكور لا يناسب المقابلة الشخصية.

لعل تفكير الشباب تغير كثيراً، ولم يعد يعرف الأصول التي يجب مراعاتها في الحياة العادية، أو المناسبات المختلفة. فأصبح من الطبيعي الآن أن تجد من يجلس فى عزاء ويقوم بعمل شات على الفيس بوك أو الواتس اب مثلا .. فهم جيل طفرة التكنولوجيا والشبكة العنكبوتية والعالم المنفتح المفتوح على مصراعية دون قيود أو حواجز أو موانع. وأصبح كل ما هو غريب  طبيعي.

أصبحنا نحن من نتمسك بالقواعد والأسس والأصول، ونتسم ونتصف بالراجعية والتخلف أحياناً كثيرة حتى أن السلوكيات وردود الأفعال أصبحت تتسم بالغلظة والقسوة، وعدم تقدير الكبير سنا أصبح أمر طبيعى ومسلم به احياناً كثيرة !

وللاسف الشديد إحساس المسئولية أصبح منعدما عند أكثرهم، وقليلون جدا هم من يشعرون بها!! وقليلون منهم من يحاول أن يجتهد لكي يصل إلى هدف ما في  الحياة .

ولكن من الممكن أنه إذا تم توجيه وإرشاد الشباب إلى الطريق الصحيح،  سوف تثمر الشجرة وتطرح الثمار التي نستفيد بها في حياتنا.

فليس البنطلون المقطوع والتيشيرت هو مشكلة العصر، أو مشكلة عدم وعي وفهم الأصول .. بل هي عادات وتقاليد تم إكتسابها من الغرب دون النظر إلى ما يصلح وما لا يصلح أو يصح إستخدامه. وليس معنى كلماتى أني لا أريد التقدم ومواكبة الموضة والعصر.. بل  أريد أن ألحق بالغرب واتفوق عليهم بالعلوم والصناعات ومنافسة الاسواق العالمي، لا التقليد الأعمى لما لا يصلح ولا يصح أستخدامه !!!!

الموضوع كبير وعميق يتحدث عن أجيال متوالية تتساقط منها مراعاة الأصول والعادات والتقاليد الحميدة التى تربينا عليها، فنحن نحتاج إلى مجلدات نتحدث فيها عن ما وصلنا إليه من تدني سلوكي وأخلاقي وحياتي ومعيشي ..

 نعود الى موضوعنا واختم كلماتى ببعض النصائح التى يجب مراعاتها عند القيام بالمقابلة الشخصية:

 عند التقدم إلى وظيفة عليك أن تقوم بجمع معلومات عن المكان المراد التقدم إليه، وإستخدام  التكنولوجيا والانترنيت، فى إذكاء معلوماتك عن طبيعة المكان وطبيعة العمل. فهذا يفرق كثيراً ويظهر أن لديك رغبة فى البحث والتطور داخل العمل. 

أما بالنسبة للمظهر فعليك أن ترتدى الملابس الكلاسيكيت (القميص والبنطلون الكلاسيك ) أو البدلة، هذا يعطة إنطباعا جيدا عنك في المقابلة وهو حرصك على الظهور بالمظهر اللائق. وبالنسبة للذكور لا يصح أن نعكر صفو هذا الزي الرائع بالخواتم والحظاظات التى يرتديها الشباب !!! أما بالنسبة للفتيات، عليك بارتداء الجيب أو البنطلون الكلاسيك وإذا كان هناك بدلة فهذا أفضل، كما يفضل عمل تسريحات شعر بسيطة تظهر جمال الزى الكلاسيك. إذا كنت غير محجبة، وإذا كنت محجبة عليك بارتداء ايشارب ليس 5 أو 6 قطع فوق بعضها بألوان مختلفة هذا لا يصلح لعمل المقابلة، كما يجب عليك عند الجلوس أمام القائم بالمقابلة عدم إستخدام اليدين كثيرا أثناء الحوار هذا يعطى إنطباعا غير جيد، وعليك أن تجلس بظهر مفرود وضم القدمين والحديث بصوت مسموع ذو نبرة هادئة واضحة .

علينا أن نتعلم ونأخذ ما ينفعنا لننفع به الناس.