فلتتمهل , إنها مجرد ملامح ليس إلا !
نشر في 18 أبريل 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا يغرنك ما تراه عني , إنها مجرد ملامح لا تعبر عني بشئ , قشرة لا غير , حاجز عن حقيقتي ليس إلا ..
عيون ساحرة مذيبة للقلوب أو عيون تحقق بها أقصى معاني الجمود ! .. وجة بالغ الجمال مُزين بالبراءة أو وجهاً تغيب عنه الحياة وتغرب عنه شمسها حتى يفنى ! ..
وإن كانت نظرتك الأولى أو الثانية فلا تجعل من نظرتك لي موضعاً لا يحتمل نقاشاً , لا تتعجل في حكمك على ما تراه , إنتظر قليلاً .. فثمة سر يخفي عنك سري المُغير لمسار الأحداث ..
فخلف هذه الملامح أكون أنا حقاً , أستقر ولا أهوى الأرتحال عن مخبأي .. خلف هذه الملامح المزيفة يكمن عالمي وملامحي الأصلية , أستتر خلف ذلك الستار الجلدي النضر المتمثل في شبابي المنكمش في شيخوختي , نعم شيخوختي التي تنتظر اللحظة والفرصة الحاسمة من زمني فتنطلق لسحق إشراقتي الوهاجة وتتخذ منها موطناً لها , وهي لتلك الفرصة على أتم الأستعداد والتأهب .. وأما عني فأنا أحتمي خلفه ولا أحبذ فكرة الظهور عنه , لقد وجدت المتعة والدفئ بهذا التخفي , فأن تحافظ على ذاتك وأصلك بعيداً عن أعين البشر هي المتعة الكبرى .. ودون أن يُدركوا كيانك , أصبحت أنت المدرك لحقيقتهم والمتفرج على مهازل البشرية خلف ستارك المنسدل على مكنونك الإنساني ..
فخلف هذه القشرة الظاهرة لكم لا توجد قشرة أخرى , خلف هذا الحائط المرن ما من حوائط أخرى , ذلك الحائط الذي ترتسم عليه البسمة تارة وتنسحق إلى عبوس تارة اخرى , وأنت بين هذا وذاك حائراً , فمواسم ملامحك المتأرجحة بين ربيعها المزهر بالسعادة وخريفها متساقط أوراق بهجتك أصبحت تُثير إستياءك, تبحث عن ثبات لحالتك ولكنك لن تجده ! .. ولكن ما يوجد حقاً هو الأصل والمعنى , يوجد الكنز الذي لطالما أردتم إيجاده , كنز الحقيقة وأصل الكيان والذات ..
فلا تعتقدوا أن ما ترونه هو ما أنا عليه حقاً , أنها خُدعة الإنسانية , مقلب من مقالب الطبيعة البشرية , حيلة يلجأ إليها الإنسان للحفاظ عن أصله وكيانه بعيداً عن مدارك البشر , تخفي صنعه الإنسان بهدف الحفاظ على ظهوره الأصلي حتى وإن لم يظهر للكل يكفي أنه ظهر لعين إدراكه , يكفي أنها رأته وتشربت من معالم وملامح أصله تشرباً , كذلك هو مرادها وقد تحقق بالفعل ..
فلا تسقطوا في حفرة هذه الخُدعة , لا يخال عليكم هذا المقلب الغريب من نوعه .. أجعلوا عين الإدراك هي المتحكمة بنظرتكم لا عين الملامح التي ترى ما تحب أن تراه وتُهشم ما لا تهواه , هي مخيرة فيما ترى ولكن عين الإدراك وحدها هي من ترى الكل , ولا تراه مجرد الرؤية , بل تراه على حقيقته دون تزييف أو إطراء .. فقط على حقيقته ..