عادة ما نتحمس لأمر ما سواء كتابة أو مشروع أو تعلم أو بحث , لكن سرعان ما ينطفئ حماسنا و رغبتنا بالأمر , و لا ندري كيف نعيد شحن أنفسنا وما هي الأسباب التي تجعل حماسنا و شغفنا بالأشياء يندثر وتدنو هِمَّتنا .

كنت قد كتبت منذ مدة طويلة عدة مقالات أنصح فيها بعدم تضييع الوقت وكيفية استغلاله بأفضل الطرق ,اليوم أقف أمام نفسي وأسألها هل عملت بما كتبت ونصحت ؟؟ ربما شُغلت بأمور أخرى ألهتني عن هواياتي و شغفي بالتقنية و الكتابة و البحث , حتى أصبحت أخاف أن أكتب , كثيرة هي مسوداتي خاصة على هذه المنصة لم أنشرها لسبب أجهله , أو أتجاهله .

من أهم الأسباب التي تجعلنا نفتر عن فعل أشياء مهمة رغم حبنا لها هي التأجيل , اعتقادا منا أن اليوم الموالي سنكون أكثر دافعية ورغبة , إضافة إلى بعض الظروف المحيطة بنا طبعا و التي ربما نستطيع تخطيها بقليل من الذكاء.

يقول الإمام ابن القيم: «من أعظم الإضاعات إضاعة القلب وإضاعة الوقت، فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة، وإضاعة الوقت من طول الأمل، فاجتمع الفساد كله في اتّباع الهوى وطول الأمل» . طول الأمل يجعل الأحلام تتبدد سريعا و بالتالي مزيدا من الاستهتار  . وأختم قولي هذا بأبيات من شعر المتنبي :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** و تأتي على قدر الكرام المكـــارم

و تكبر في عين الصغير صغارها *** و تصغر في عين العظيم العظائم