وعادت ريمة لأزمتها القديمة
بقلم : حسن غريب
كاتب روائي ناقد
_________________________________________________________
وعادت أزمة الأنابيب بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء تطل علينا بوجهها القبيح كعادة كل عام مرة أخرى ، أزمة أنابيب الغاز تلك الطاحنة التي نمر بها حاليا ، هل لم يشعر بها أحدا من المسؤلين ؟ أم هي قاصرة فحسب على البسطاء والغلابة من عامة الناس ؟
حتى تجار الأنابيب الذين كانوا منذ أسابيع يجوبون الأحياء والشوارع ليل نهار قد أختفى قرعهم المميز لصوت الضرب على الأنابيب ، وإذا أردت ملء أنبوبة فكأنك تبحث عنهم في وسط كومة قش وإذا تحدثت إليه يقول لك : "هبقى أعدي عليك كمان يومين ، أو هاتلي الأنبوبة أمام البيت " ، بعدما كانوا يترجون ويلحون في طلبها منك ، لكن يبقى السؤال لماذا كل عام وفي ذات الزمن والشهر تأتي هذه الأزمة ،وكأنها مفتعلة ومصطنعة بفعل فاعل ، رغم أن مدينة العريش تقبع على بحر من الغاز ، فلم كل هذه الأزمة الخانقة ، ولماذا تحدث كل عام بهذا الشكل ؟ وهذه الطريقة وكأنها ممنهجة ، ألا يكفي معاناة ومكابدات الناس في زيادة الأسعار التي أصابتهم بشلل تام وغيرت مجرى حياتهم لأسوأ ما يتخيله بشر ، ولاسيما أننا نعيش ليل نهار في قلق نفسي واضطراب فكري نتيجة الإنفجارات والقتل العمد وغير العمد والخطف وسد الشوارع والميادين والحظر الذي يعاني معظم الناس من ويلاته وأوجاعه .
لن أستغيث بأحد من المسؤلين هنا ولا سيادة المحافظ ولا مدير التموين ، فالكل يدرك تماما ويعلم علم اليقين ما نمر به ، لكننا سنثتغيث برب العزة أن يغير الحال والأحوال ويبدل ما نعانيه ونمر به فهو علمه بحالنا يغني عن سؤالنا .
-
حسن غريبعضو اتحاد كتاب مصر كاتب.. ناقد.. روائي.. شاعر