حلَّقت كـ طيرٍ في سماءٍ أُثقِلَت غيومها بأرواح الشهداء، فعانقتُها وترجَّيتُها .. علَّها تُمطرُ فتُطفئ بغيثها النار التي تكوي شام العزة، فتبرُدُ لياليها وتصبح أكثر إنساً وسلاماً .. برداً وسلاماً يا شام.
أنا كـ طيرٍ أراد الهروب من قدره المحتوم، أردت الخروج من واقع غدى أسوداً بعد أن كان يكسوه البياض، وكل ذلك بفعل أيادي حمقاء، حَمَلَت بين طيّاتها أساليب الجُرمِ والتدمير وسفك الدماء. أوقَفَتني اللحظات قبل الرحيل ... تُحادِثُني فتقول: كيف الرحيل عنها كيف الغياب !! وهي مَن كانت يوماً بيوم بلسماً للآلام .. وحضناً للأحلام .. وداراً للسلام ...
كيف أرتحِلُ إلى أرضٍ مُقفرَّةٍ جرداء ؟! وأتركُ أرضاً دعى لها الأنبياء ؟! كيف لي أن أعيش شبابي في بلاد تملؤها الأوهام ؟! وأن تضيع أحلامي التي باتت سلعة نادرة صعبة التحقيق والمُنال ...؟!
وكان أمَلِي أن أبقى مُتجذِّراً بك يا شام، لكن ... شاء القدر الذي وقعَ وقعُهُ في ليلةٍ ظلماء لا نور فيها ولا قمر، أن أترك أرضي وأرض أجدادي وأمكث بتلك الأراضي البعيدة التي لا يصب فيها نهر ... ولا ينبت فيها شجر ... لتغدرني الأيام وتقتلني الآلام ويُقفل باب الفرح والسَّهَر ...
يُتبَع ...
فكرة: حمزة غازي
كتابة: غزوان الحمصي
-
غزوان فرحان نواياشاعر || مؤلف || كاتب || قارئ || أخصائي صحة نفسية والعلاج النفسي