كانت ليلة مُقمرة لا أنساها أبداً عندما كُنت واقفاً في شُرفة المنزل وفي يدي كوباً من الشاي أعدّته لي زوجة أخي، كان هذا العام الماضي في الرابع من شهر يونيو عندما قررت أمراً هاماً. قررت أن أنتقل إلي مرحلة البعض يراها ممتعة وآخرون يروها متعبة وكأنّها إمّا أن تكون جنّة وإمّا جُنون، فقد قررتُ الزواج. وغداً هو اليوم المُتمم لعام زواجي الأول وبداية عام زواج جديد. لذلك دعوني أتشارك معكم بعض ما أدركته وشعرت به بعد عامي الأول، فإذا كانت الحياة بمثابة المدرسة التي نتعلم منها الكثير من الدروس والعِبَر فإن الزواج يُعتبر عالم خاص يحتوي على الكثير من الخبرات والمواقف التي تُصقّل سماتنا الشخصية.
الزواج يشبه في تفاصيله كثيراً فصول السنة، فهو كالشتاء في تحمّلك أعباء المسؤولية خلال ظروف أحياناً ستؤدي إلي تقصيرك ، وعندما تُزهر الحدائق وتُثمر في الربيع فتقطف ما لذّ وطاب من الورود وتقدمه لزوجتك تقديراً وحباً لها ووفاءها لك . أمّا الخريف هو الروتين الزوجي الذي أحياناً يعطينا جرعات من السُمّ البطيء، فيأتي الصيف مسافراً قادماً في أول رحلة طيران إلينا مُسرعاً لإستئصال السم الذي قد انتشر فأعيانا.
مشاكل الزواج هي مشاكل غالباً ما تحتاج إلي ترجيح كفة المصلحة العامة مع تقديم تنازلات متبادلة من كل طرف، فعندما تنتهي فترة التجمّل والمجاملات وتقترب المرأة من زوجها كما يقترب هو منها تنكشف حقائق وطبائع جديدة تحتاج لجهد للتأقلم والتكيف معها. الحياة لا يمكن أبداً أن تظل على وتيرة واحدة، فالأيام دول وضغوط الحياة ومشكلاتها ستتحكم بالطبع في حياتكما وفي نسبة الرومانسية بينكما. وعلي الزوجين أن يفهما جيداً أنّ وجود المشكلات لا يعني غياب الرومانسية أو أنّ زواجهما باءَ بالفشل وأصبح مصيره الانفصال، فلا خير في حُبٍ لم يُظهر نفائس المعادن لدي الطرفين.
وفي ذكري يوم زواجي، أكتب خصيصاً لزوجتي الغالية التي ستقرأ المقال فورَ انتهائي منه مباشرةً. أكتب وأنا سعيد بقرار ارتباطي بها .. أكتب وأنا أتذكّر ما مررت به من صعوبات شعرت فيها أحياناً بندم وضيق شديد .. أكتب وهي معي لا تفارقني ولا أفارقها :
"زوجتي الحبيبة! تذكرين عندما كُنّا في إحدي السفرات وانطلقنا قبيل الفجر نحو الجبال لنري شروق الشمس من بعيد وهو ينبثق من عتمة الليل! كان شعور رائع تمنيت أنْ لا يزول كحبي لكِ الذي لا أتمني أنْ لا يزول أبداً. شعور الشيء للمرة الأولي له طابعه الخاص الذي لنْ يُنسي، ولكن أحياناً يتلاشي هذا الشعور شيئاً فشيئاً مع تكرار معايشة هذا الشيء كثيراً. وبالطبع هذا ما لا تريده الزوجة من زوجها، وما لهذا أريد لكِ ولي. أريد كلما عِشتُ معكِ عمراً ازداد إرتباطي بكِ وحُبي لَكِْ، أريدكِ معي وبجانبي. فلتسامحيني إذا احتجتِ لي يوماً ولم أكُن فيها بجانبك. يضحكني دائماً حرصك الدائم علي عدم تأخيري عن ميعاد نومي فهو يذكّرني بمشهد سينمائي في الأربعينات عندما تأخر الزوج في الخارج فتسأله الزوجة عن السبب، فيقول لها : (أبداً يا حبيبتي مفيش تأخير) فترد عليه قائلة : (بلاش مُغالطة). يا وردتي! يا عالمي! أحبكِ .. أحبكِ علي ألطافِ ودّك وفيوض إحسانك".
التعليقات
اعطيتني أملا وفكرا جديدا في العلاقه الزوجية..
لاني كنت اعتقد انها يجب ان تكون على وتيره واحده وليست متغيره،
اتمنى من الله ان يديم بينكم وبين مشاعركم الجميله! ❤