نبض الم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نبض الم

  نشر في 04 أبريل 2019 .

تراه من بعيد و هي تتواري باحدي الحوائط الجانبية..  تتعالي نبضات قلبها بقوة..  تتعمد الا تريه الا القوة و هي تواري وهنها في قلبها.. 

يحمل حقيبته علي كتفيه بعد ان اوصدها باحكام..  معلقآ معطفه الطبي الابيض علي كتفيه..  يرمقها بنظرة ابتسامة ثم يكمل طريقه و هو لا يدري الجرح المندمل في قلبها الطاهر.. 

تسجي جسدها علي احدي زاوية الغرفة و قد جلست القرفصاء ووارت دمعات  عينيها الصغيرتان بكفيها.. 

تدور بذهنها لحظات مضت آل كانت تظن ان لقلبها الفرحة...  الا انها لم تدر ان لم يري قلبها الا الالم.. 

تسرح في عالم اخر مخالفآ تمامآ للواقع المرير..  و كأنها رأت من آتي اليها في وسط كل ذلك الالم ليحتويها و يربط علي قلبها الحزين..  

آلت عيونه مثلما احست تمامآ بسوادها الحاد..  كان ينظر الي الارض مواريآ وجهه عنها..  ثم اختفي في الحال كما اعتاد قلبها..  

انه هو بمعطفه الطبي الابيض و قد آل ان يتركها و هي تئن وحدها..  و هو لا يدر شيئآ عن انينها.. 

لم تدر هل كانت تبحث عنه ام تبحث عن الامان..  ليت قلبها الحزين يتوقف قليلآ عن الخوف..  هواجس المستقبل.. 

عبارات لطالما سمعتها من اقرانها حتي آلت للهروب من كل شئ..  كرهت تلك السكاكين عن عمرها التي ستقضيه وحيدة الي متي..  و كانها تمنت قطع السنتهم جميعآ حتي يدعوهاو شأنها.. 

نظرت الي شهداتها العلمية المسجاه علي الحائط و هي تتعجب من التغافل عن كل تلك الشهادات من اجل رفيق العمر الذي لم يأت بعد.. 

و كأنها قد كرهت صياح الجميع و هم يلقون بعباراتهم السخيفة في رأسها تدور رأسها بها لتغفي عن الواقع...  

تتعالي حركات الاطباء من حولها و هي ليست في عالمهم..  كان يضغط علي يداها ليقيس النبض الذي خفت قليلآ علقت لها المحاليل و امها تتواري علي جانبي الحائط تبتهل الي الله ان يرد ابنتها سالمة مغانمة الي وعيها.. 

من بينهم تخللهم الطبيب و هو ينظر لعيونها الساكنة التي غفت عن الوعي و هو يتسائل عن عالمها الخفي.. 

كانت تسير وحدها بلا رفيق و هي تأوي كفيها الي ذراعيها..  تراهم من بعيد و هم يتساءلون عنها الا انها تعرض عنهم.. تشعر بيد ارتبت علي ظهرها من ورائها.. روح صبية  اشبه بالملاك انها ليست كاجساد البشر..  كما عهدتها بوجهها الجميل المبتسم..  تشعر انها تألف هذه الروح جيدآ و لكنها لا تدري من هي..  اخذتها من يديها تريها ما غفلت عنه.. 

ولج اباها الي المنزل و تطل شرارة الغضب من عينه كان يسأل عنها بعنف..  توارت خلف امها التي حاولت تهدئة زوجها الا انه لا محال..كان يصرخ بعبارات الشرف الذي اضاعته تلك الفتاة و انه سيغسل عاره بيده..  و المسكينة تصرخ ببرائتها.. لم تسلم من يداه كان يجز السكين لذبحها فلم تجد مفرآ من اقناعه الذهاب الي الطبيب لتأكيد براءة المسكينة.. 

كانت تبكي و هي ترقبها نظرات شفقة الطبيب الذي استفسر من ابيها عن الامر..  ليجيبه ان ابنته اتفقت مع رفيقاتها علي اقامة ثورة في القرية ضدد الرجال حتي يتسكعن في الطرقات و انه لابد قتلها لاجترائها علي ذلك العار.. 

كانت الصبية تصرخ بقوة معلنة ببرائتها الا انه لم يصدقها ابيها الذي عاجلها بنحرة قوية اودت بحياتها.. 

تتغير الاحداث لتري جارتها صاحبة الاشاعة حقدآ عليها لانها لم تطق ان تري تلك الصبية متفوقة علي اقرانها... 

تنظر الي الروح الطاهرة. هي تخفي دمعاتها اجل تذكرت الان كل شئ..  تبكي قلبها الطاهر الذي اذهق غدرآ.. 

عند تلك اللحظة تغفي عيناها عن الحياة تمامآ و يتوقف القلب عن النبض..  نسمع تمتة الام المكلومة و هي تمسح عبراتها بينما يواريها الطبيب بالغطاء.. 

كانت تري دموع امها و هي تتمني لو تخفت دموعها و نظرات شفقة الطبيب الحزين عليها.. 

كان يقف ابيها الحزين بعدما عرف الحقيقة كره يداه التي اجترفت الاثم.. كان يبكي في القبر و هو يود لو يري ابنته و لو للحظة ليطلب منها ان تسامحه..  

كانت تري والدها لاول مرة كسيرآ حزينآ و هي لا تدر ماذا تفعل..  ينفطر الفؤاد حزنآ و القلب مكلوم.. و ليت دموع الحزن تتوقف...... 







  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 04 أبريل 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا