العالم … مسرحية هزلية
نصوص عبثية … مهرجين في ثياب فاخرة … مشاهدين من غرف الإنعاش
نشر في 26 ماي 2024 وآخر تعديل بتاريخ 27 ماي 2024 .
العالم أشبه بمسرحية هزلية لا تنتهي. على خشبة المسرح الكبير، يتجلى واقعنا في كوميديا سوداء، يتراقص فيها الممثلون بأدوار عبثية، لا ندرك نحن كمشاهدين حقيقتها الزائفة.
مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية، منظمات حقوق الإنسان، تلك العروض الجادة التي تُبث عبر الشاشات وفي القاعات المغلقة، تبدو وكأنها مجرد مشاهد لمهرجين يرتدون أقنعة الجدية.
الاتفاقيات والمعاهدات تُكتب بأقلام براقة، ولكنها في الواقع تُرسم بخطوط غير مرئية، تتبدد مع أول هبة ريح. هؤلاء الممثلون، الذين يُفترض أنهم يقودون العالم، يبدون كأنهم في سيرك هزلي، يتحركون بتنسيق متقن لترويج أكاذيبهم البراقة.
أما نحن، المشاهدون، فنبدو كأننا في حالة تنويم مغناطيسي، نتابع الأحداث بانبهار زائف، غير قادرين على التمييز بين الحقيقة والوهم. نحن في حالة من الخدر الإكلينيكي، نعيش في فقاعاتنا الشخصية، غير واعين بمدى تأثير هذه المسرحية علينا وعلى مستقبلنا.
وفي خضم هذا العرض العبثي، نغرق في يأسنا، نتراقص على أنغام الشيطان التي اختاروها لنا، نسكر ونفقد الوعي، غير قادرين على النهوض. نتمايل في دوامة من الأحداث والأوهام، نصارع شعور العجز واللاجدوى. كأننا دمى تحركها خيوط غير مرئية، نشاهد حياتنا تتسرب من بين أيدينا بينما نقف عاجزين عن تغيير المسار.
لنكتشف أنه في هذا المسرح الكبير، لمنكن سوى دمي يحركون خيوطها كيفما أرادوا
-
Sahar Elbeharyشخص لا يجيد لعب دور المهرج في المسرحية التي نعيشها