نبذة مختصرة   :

هذا المقال يستعرض تطوير النظرية الصناعية تبعا للتغيرات خلال الحقب التاريخية المختلفة وتأثيرها علي خدمات الصحية القومية في المملكة المتحدة ، ويتم ذلك جزئيا بتعميم بعض النماذج من خلال نموذج مقترح يتناول اسباب التباين والنتائج المترتبة عليه ومدي تأثيره علي مستويات الرعاية الصحية في المؤسسات المختلفة.

وقد اشارت نتائج مستمدة من دراسة استغرقت مدة قدرها خمس سنوات الي انه تم تنفيذ الخدمات الصحية الوطنية لأكبر الدوائر المدنية في العالم بتكلفة تقدر بمبلغ عشرة بليون دولار لمدة قدرها عشرة سنوات.

وقد اجري لذلك الغرض مجموعة من النظريات و التحاليل وقد وضع الأساس النظري للتحليل باستخدام المفاهيم المستمدة من المؤسسات الجديدة وتحقيق قيمة الاعمال والمنطق التنظيمي فضلاً عن النتائج التجريبية بشأن الإفتقار إلي قيمة استثمارات تكنلوجياالمعلومات في الخدمة الصحية الوطنية ، وقد اشارت النتائج الي وجود صعوبات في خلق تغيير للرعاية الصحية لمواكبة التغيير الكبير في مجال تكنلوجيا المعلومات .

المقدمة " Introduction ":

سنقدم من خلال هذا المقال لمحة تاريخية عن مشروع تكنلوجيا المعلومات ومدي تأثيره علي خدمة الصحة القومية في المملكة المتحدة خلال الستة عقود الماضية بهدف توضيح العلاقة بين النظرية المؤسسية والعمل الشعبي التقليدي القديم علي مستوي الهيكل التنظيمي

وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه الدراسة في توضيح الإسهامات النظرية المستقلة للنظرية المؤسسية في تحليلات الخدمة الصحية الوطنية.

وتطوير هذا المنظور النظري من اجل تعزيز استخدامه في البحوث التجريبية والتي بدورها تستخدم في نظام الرعاية الصحية.

ماهي المؤسساتية " Institutional-ism " :

لقد استخدمت هذه الكلمة بواسطة باحثوا علوم السياسة والاقتصاد وعلم الإجتماع لتعني الأشياء المختلفة.

وقد عرف لوندوس المؤسساتية علي أنها رموز سلوك غير رسمية ومنظمات معقدة تتسم بعدة خصائص منها :

1- تبتدع المؤسسات وتطور من قبل الأفراد لذا فهي تتأثر تباعاً بنشاطات الأفراد وقراراتهم.

2- تحوي قواعد ونظريات رسمية والتي بدورها تسمح بتطبيق النظريات غير الرسمية.

3- الشرعية، وتكتسب هذه الخاصية اعتمادا علي استقرارها مع مرور الزمن.

طرق البحث " Research methodology":

لقد بدأت دراسة البحث في عام 2001 وقد اختيرت لذلك عشرة مستشفيات بها خدمات صحة قومية باستخدام دراسة الإستكشاف التوصيفي ومن خلالها تم الكشف عن سبب عدم مساهمة خدمات الصحة القومية في تطوير تقنية المعلومات كإستراتيجية تخدم ادارة الرعاية الصحية.

قامت الدراسات السابقة التي اجريت باختبار كيفية تغير تقنية المعلومات خلال الحقب الزمنية المختلفة ومدي تأثيرها علي الرعاية الصحية.

كيفية جمع البيانات " Data collection " :

1- تم تجميع الدراسات الأكاديمية و الحكومية و الصناعية علي ناقلات الرعاية الصحية من كل انحاء المملكة المتحدة ،و قورنت

بخدمات الرعاية الرعاية الصحية في بلدان اخري ، حتي يتم تقييم جودة الأداء ومدي كفاءته بصورة فاعلة.

2- المشاركة في المعارض التجارية و المؤتمرات و ورش العمل و المعارض في مجال الرعاية الصحية ، والتي بدورها تتناول انشطة الرعاية الصحية العامة او الخاصة.

3- تم استخدام جدول مقابلات شبه منظم لتمكين الأشخاص الذين تمت مقابلتهم عن الإفصاح عن اجاباتهم في حين استمرت معظم المقابلات لمدة حوالي 90 دقيقة مكثت مقابلات اخري قليلة مدة تقل عن 60 دقيقة.

تحليل البيانات " Analysis of data " :

تم اختيار مجموعة من الرموز لتصنيف البيانات اعتمادا علي مفاهيم معينة في البحث و مفاهيم اخري اكتشفت خلال عملية التشفير " " codingمن قبل الباحثين.

ولإجراء عملية التحليل أستخدم مفهوم " تحليل المستوي" وهو :

عملية احالة أي جملة قيلت في المقابلة الي رمز او اكثر.

تم تشفير اي عنصر من عناصر البيانات وتم تقييم ذلك التشفير بإعطائه درجات وفق اسس مرجعية معينة.

دراسة حالة النظام الصحي القومي :

النظام الصحي القومي هو :

المؤسسة المسؤولة عن جميع خدمات الرعاية الصحية والخدمات ذات الصلة في المملكة المتحدة ، يهدف للقيام بهذه المسؤولية دون اي تكلفة علي المجتمع.

لقد انشئ هذا النظام في عام 1948 بواسطة الفن البرلماني لحكومة المملكة المتحدة.

لدي هذا النظام الصحي تاريخ في استحداث مشاريع واسعة النطاق لتطوير تكنلوجيا المعلومات ، و لم تكن ناجحة بشكل عام مع بعض المعدلات التي توحي بان الفشل يتراوح بين 60 - 80 في المائة .

هذا علي الرغم من ان القطاع العام في المملكة المتحدة كان ينفق حوالي 3.5 بليون دولار بمعدل سنوي علي تكنلوجيا المعلومات.

وقد تمثل هذا الفشل في ضعف الأداء و التخلي عن المكتب الوطني لمراجعة الحسابات.

التحليل النظري للقضية :

توضح دراسة حالة النظام الصحي القومي الطبيعة الدينميكية لهذا النظام ومن ثم وضعها في سياق منظمة "خطة استراتيجية "سريعة التغيير كما هو الحال في جميع برامج تقنية المعلومات الكبيرة.

يعتمد نجاح الخطة الاستراتيجية او خلافها علي كفاءة تنفيذها.

لقد وجدت البحوث التجريبية أن المسائل المتعلقة بمخاطر المشروع كانت في طليعة عقول الأطباء والممارسين العاميين ومديريالمستشفيات و موظفي تكنلوجيا المعلومات.

ورؤي ان الأساليب و الأداءات الرسمية لإدارة المشاريع لا تقدم سوي جزء من الحل للتخفيف من المخاطر الكبيرة الناجمة عن الأخذ بالبرنامج الوطني.

ويعود هذا للتعقيدات السياسية و الجغرافية والاجتماعية و التنظيمية و المالية المتعلقة بتقديم الرعاية الصحية.

الخلاصة " Conclusion " :

ان الخدمة الصحية القومية في المملكة المتحدة عبارة عن نظام يتسم بالطابع المؤسسي شديد التعقيد، وهو يعمل كبيئه للموارد المادية و مجموعة من الافكار والقواعد و المعتقدات.

وقد وجد ان اختيار الموارد و كيفية جمعها و نشرها تحدد من خلال المعتقدات المؤسسية و قواعد النظم.

من خلال النظر في البرنامج الوطني قد اظهرت هذه الماده ان تنفيذ مشروع تقنية المعلومات في بيئة الرعاية الصحية، ينطوي علي قاعدة الموردين التي تتنوع بشكل خطير .

وتمتد لتشمل كل من المختصين المحليين في قطاع الصناعة و قطاعات اخري، الي الموردين القادرين علي تطبيق مزيج من تقنيات الإدارة المتطورة و الاستثمار التكنلوجي لتحقيق مستويات جديدة من كفاءة العمليات.

الغرض الرئيسي لهذا المقال هو توفير أساس نظري مستمد من النظرية المؤسسيه التي استخدمت لتحليل تنفيذ البرنامج الوطني للخدمات الصحية.

وقد تم توضيح هذه النظرية باستخدام امثلة تجريبية مع التركيز علي نظم الخدمات الصحية الوطنية .

وقد استخدمت هذه النظرية في دراسة آي حالة تنطوي تحت مسمى نظم الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم .

وخلاصة ما توصل اليه هو زيادة الحوجة من قبل المريض لتحسين نوعية الرعاية الصحية ، هذا بجانب قلة تمويل خدمات الرعاية الصحية من قبل الحكومات الوطنية.