البارحة حلمت بالمستقبل تصورته خططت له ولونته لست أملك جميع الألوان لكن الاسود والابيض باعتقادي يفيان بالغرض انتهت اللوحة.
رمادية!! رمادية ببعض النتوءات القاتمة والخربشات الاعتيادية!! منثور عليها رمال الماضي وتصورات الحاضر وكوابيسي الشخصية! هل جننت؟ رأيتها بجدية مزقتها وانتهيت وانتهى الحلم!
رسالة من الماضي:
مرحبا كوني بخير أنا الآن أصنع لك حاضرًا تتمنينه لا تنسيني واشكريني وافتخري بي.
رسالة من المستقبل:
اهلا وصلتني رسالتك شكرا اهديتني ماضي لا احسد عليه، فبفضلك صرت حبيسة كوابيس ومشهد مخيف، وتأنيب ضمير لا ينفد مالذي فعلتيه بي؟
رسالة من الماضي :
مرحبا اليوم فعلت شيء ربما سأندم عليه لاحقا لا أعلم لكنني وجدته الخيار الانسب ربما أستشير أحدا وربما لا أفعل، أشعر بتوتر هل سأكون حانقة عليّ مستقبلا؟ هل سأندم؟
رسالة من الحاضر:
أهلا لا بأس لديّ العديد من المشاكل التي أفكر بها الآن لا أأبه بالواقع بما اقترفتي من حماقات.
رسالة من الماضي: مهما حدث وآلت اليه الامور، برأيي هذا افضل شيء اقم به حاليا لا مهرب من الاختيار ولا فرصة للتجاهل او التخطي الآن.
رسالة من المستقبل: فظة ومتغطرسة أيضًا!! أنا الآن أعاني من واقع كنت السبب به ،اختيارات وأفعال قمتِ بها أدت لمصيري الآن!! لو كنتِ أكثر حكمة ، ولو أكملتي معي عد الزخات زخة زخة ،لمَ تخليتي عني وقمتِ باختيار الطرق وكأنك السائرة الوحيدة عليه! الآن انتِ رحلتي وأنا أُجازى بما عمِلتي!
رسالة من الماضي: لكم تمنيت أن يهديني أحدهم طريقه الجاهز لأسلكه،أو يسير أمامي أو يصاحبني ،أو أن ينتظرني بشوقٍ في نهاية هذا الطريق الحالك الكئيب لأعبره بثقه دون خوف أو توجس، حسنًا... سأمسك بيدي وأصل أجل .. هُنا بوابة المستقبل سأعبرها الآن أو... ربما أستطيع دخول الباب الذي بجانبها حاضر أم ماضي؟؟ لا يهم يجذبني أشعر بالانتماء مألوف لي هل دخلته مسبقًا؟ لا يهم اتخذت قراري سأعبره.
رسالة من الماضي :عتمٌ في الذاكرة ، لا أتذكر ولكنني متأكدة من صِدق الشعور ندم وفتور ، فعلت شيئًا سيئًا ربما ،سأتأسف من الجميع رغم جهلي السبب .
رسالة من الماضي: أجل أنا مذنبة صحوت اليوم على نفس الشعور لو أمكنني تغيير الأمور وإرساء السفن على مرفأ الحبور، ربما كنت سببًا أيضًا فيما يُذاع في الأخبار ، تأخرت في النهوض ربما لهذا السبب .. تأخر البلبل عن التغريد!
قد لا أنسى لأنني أدوِّن وأسجل وقد لا أغفر لأنني أمحص بعد أن أكتب وقد نعود كلنا للماضي بعد أن يمضي ويرحل ولكن ...
قد تُعلمنا اليوميات وتدوينها باستمرار أن لا شيء يبقى حتى نظرتنا للأشياء تتغير فما كان يُبئسني الآن يضحكني وربما أكتب عنه بصورة هزلية سأغفر لنفسي وأنتم بدوركم افعلوها وتخطوا التمني ولو فعلت ولو أمكنني ، لنهدأ ونداوي الجرح بمعرفته بعمق لا حاجة للتجاهل الآن قد لاينتظرك أحد لتتشافى او أن تبتسم بصدق، لا يهم أنت المهم هنا!
فتعالَ لكي ننسى ونبتسم بصدقٍ ونحيا ،ونحاول مرة بعد الأخرى فمالحياة إلّا محاولات ومالعيش إلا لحظات فلنعشها الآن ونقفل باب الماضي ونمضي إلى حيث نجد أنفسنا والمعنى.