إنه حرفياً عالمٌ جديد الآن، لذلك يجب أن نتكيف معه بشكل جماعي والطريقة الوحيدة للتكيف هي من خلال الاستمرار في العمل من خلال الأخطاء والفشل والتغييرات.

لإغتنام فرص الأستمتاع في الحجر المنزلي، هناكَ عدة نشاطات يفضل القيام بها للقضاء على الروتين، فإن إعادة ترتيب الطريقة التي تقضي بها وقتك والاحتفاظ بالوقت من أجل العدم هو المفتاح. ليس فقط خلال الأزمة، ولكن أيضاً بعدها. إن حقيقة فيروس ( كورونا ) الذي يعطل حياتنا اليومية قد يوفر فرصة للتفكير في الأشياء وإعادة النظر في ما نقوم به، مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية - لم تعد ممكنة فجأة. علاوة على ذلك، اضطر العديد من الأشخاص إلى العمل من المنزل بدلاً من العمل في المكتب. وهذا يوفر فرصة رائعة لإعادة التفكير في عاداتنا وروتيننا وإجراء التغييرات من حولنا.

الآن بما أنك لن تكن قادراً على الذهاب إلى المطعم مرتين في الأسبوع، أو التنقل لمدة ساعتين يومياً، أو الخروج مع أصدقائك أو الذهاب إلى حفلة في نهاية كل أسبوع، يمكنك التفكير فيما إذا كنت تريد حقاً الاستمرار في ذلك بعد الأزمة. يجبرك الفيروس على إجراء تغييرات في حياتك اليومية قد ترغب في الاحتفاظ بها مستقبلاً.

مع ظهور Covid-19 أدى إلى إبتكارات رائعة من قبل المؤسسات والأفراد، على سبيل المثال، تتحول أكبر المطاعم إلى وضع التوصيل إلى المنازل. وتقوم المدارس فجأة بالكثير من التدريس وحتى تقديم بعض الاختبارات عبر الإنترنت. هذا يجلب الفرصة لخلق إبتكارات الآن يمكن الحفاظ عليها بعد الأزمة. ويمكن أن تساعد في الحفاظ على السرعة الحالية ووضع الابتكار بعد ذلك.

بالنسبةِ لعدم القدرة على زيارة الأصدقاء أو العائلة فقد يشعرُ البعض بالعزلة والوحدة في بعض الحالات. لكن شعور - "نحن في هذا معاً" - قد أثار أيضاً طرقاً مثيرة للإهتمام في التواصل - مثل الفيديوهات المنتشرة من الإيطاليين الذين كانوا يغنون معاً من نوافذهم وشُرَفاتهم - ومؤخراً في دولتنا قطر أطلوا علينا العازفون من فرقة الأوركسترا الفلهارمونية يؤدون معزوفة بيتهوفن من شُرَفات بيوتهم في منطقة اللؤلؤة تحت أضواء القمر في ليلةٌ شاعرية.

نشهد أيضاً إلى أي مدى يذهب الناس لحماية أنفسهم وأسرهم. يخزن الناس الطعام والأدوية والمعقمات دون التفكير في الثانية. ومع ذلك، في حين أنها تثير السلوك الأناني القائم على الخدمة الذاتية أيضاً، فإن أزمة Covid-19 توفر لنا الفرصة لإعادة التواصل وإظهار جانبنا الاجتماعي.

تسبب الفيروس في إيقاف أو انخفاض دراماتيكي للأنشطة الصناعية. المصانع مغلقة أو تعمل أقل بكثير من سعتها، وانخفضت حركة المرور على الطرق بشكل جذري وانهارت الحركة الجوية، وأفرغ الافتقار إلى السياحة في الشوارع والمدن المكتظة مثل البندقية وأمستردام ونيويورك. في حين أن هذا قد يكون خبراً سيئاً لمعظم الناس وخاصة أولئك الذين يعملون في الصناعات المتضررة، إلا أن هذه أخبار جيدة لكوكبنا. يسبب Covid-19 انخفاضاً كبيراً في الغازات الدفيئة وغيرها من النواتج الملوثة للهواء والماء والأرض. يُزعم أن هذا أدى في البندقية إلى عودة الدلافين بعد أسبوعين فقط.

الحقيقة في إغلاق أجزاء كبيرة من اقتصادنا أمر جيد للطبيعة - على الأقل على المدى القصير. توفر لنا الأزمة الحالية فرصة لإعادة النظر في حياتنا وإعادة تنظيمها بطريقة أقل تأثيراً على كوكبنا.

كانت هُناك أوبئة أخرى مثل السارس، ولكن تأثيرها كان أقل جوهرية. وكانت ايضاً أزمة نفط عام ١٩٧٣، لكنها كانت أزمة من صنع الإنسان. على هذا النحو، يُظهر لنا الفيروس أنه بغض النظر عن مدى حسن تخطيطنا وتنظيمنا، فإننا لسنا في السيطرة. فيروس واحد بسيط يعطل كل شيء. هذا يوفر فرصة عظيمة. في كل جانب من جوانب الحياة تقريباً، نريد أن نكون مسيطرين. سواء أكان الأمر يتعلق بالصحة أو سلامة خطوط الطيران أو تقاويمنا، فإننا نعيش في وهم أن السيطرة الكاملة ممكنة. يمكن للفيروس أن يساعدنا في خلق وعي بأن الأمر ليس كذلك. فإن أزمة Covid-19 لها جانب مظلم كبير. ولكن كما تظهر هذه الفرص فإن لها جوانب إيجابية أيضاً. نظراً لأن جميع الفرص تتطلب تغييراً أساسياً في كيفية تعاملنا مع العالم، فقد يستغرق اغتنامها وقتاً طويلاً. وبهذا المعنى، وإذا واصلنا النظر في الجوانب الأكثر إشراقاً للحياة، كلما استمرت الأزمة لفترة أطول، كلما كانت الفرص أكبر وكلما زادت فرص إجراء التغييرات في الواقع على عاداتنا وقناعاتنا المتجذرة.