... البلاد أضيق من أن ألقي إليها بنظرة ..
أبوابها .. أصغر من أن تحتويني
و مصابيحها ليلا .. أحلام مسروقة أضاءت
امنحوني فسحة من البغض كي أتكلم عن الحب !
ــــ
تنام
.. و ترفع الوسادة .. لوحة
مكتوب فيها .. خذ كوابيسك و ارحل
ارحل و لا تجعلني سلة قمامة !
و يهتز السرير بك ..
إليك عني ,, أبعد عني جذعك ..
و الحيطان تصرخ :
البيت ,, يريد ..
إسقاط النظام !
تحلم .. بكل ما أوتيت من خوف
تتبول على بقايا بعضك
و تعود بخفي حنين !
ـــــــــ
علمته الجدران ..
أن لا يثق في نفسه ..
أخبرته ليلا أنها تشكو رمدا في أذنيها ..
و في الصباح وجد نفسه بين أحضان
الخواء !
ــــــ
عقلك .. بيت متهالك قديم ,,
تستأجره من الخوف ..
تدفع سومة الكراء دوما من دقات قلبك الجارية
و تنتعل أفكارك ..
بأقدام عارية ثم تلوح بها من النافذة ..
لا تتكلم .. لا لسان لك ..
لا أبا لك ..
أتريدني أن أسكن في العراء ؟
ــــــــ
الكرسي .. لا قلب له .
كلما اشتكى منه عضو .. تداعى
له كلبه بالضرب و الشتائم ..
ــــ
ليس للشجرة في بلاد الغابات صوت
و ليس للشمس في بلاد الضباب لغة
و أنت جذوة تنتظر دورها
في الإشتعال ..
الموت الحقيقي يا صاحبي ..
أن لا تضيء !
أن تساق للإغتيال و أنت تبتسم
ابتسامة بلهاء ..
و تحرق .. و يدفن رمادك ..
عند آخر مدفن للصمت !
ـــــــــ
,, إياك أن يكون نصيبك من الدنيا :
من كل جبان بعرة !
ـــــ
إن لم تعد إلى قلبك مساء ..
إن لم تعد إلى كلماتك الثائرة مساء ..
فاعلم أنك لم تخرج بعدُ
و أن الطريق طويل ..
و لا بد أن تجلس كمقعد .. حتى يأتيك
الطهر !
ـــــ
في كل مرة يبتسمون لك ..
اعلم أن ثغرا حيا .. في مكان ما تم إعدامه ..
في كل مرة يستمعون غليك ..
أدرك ، أن أذنا في نصف الطريق قطعوها ..
في كل مرة ..
تدمع فيها أعينهم ..
ابحث عن العميان الذين فقدوا للتو مقلهم !
ـــــــ
حتى لا أنسى
يعقوب مهدي !
-
يعقوب مهدياشتغل في مجال نُظم المعلومات .. و اعشق التصوير و الكتابة