نحو مؤتمر وطني الى سوريا المستقبل.. “مبادرة السيد جمال قارصلي” - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نحو مؤتمر وطني الى سوريا المستقبل.. “مبادرة السيد جمال قارصلي”

  نشر في 08 يونيو 2015 .




د. حسام الحفار

قدم الاستاذ “جمال قارصلي” مطالعة وطنية متقدمة وواعية, وهذا ليس عليه بغريب فهو البرلماني والاكاديمي الوطني العريق والمخضرم. هذه المطالعة هي برايي و اعتقد براي غالبية ابناء شعبنا , من اهم القضايا التي يجب ان تشغلنا وتأخذ جل اهتمامنا في هذه المرحلة بالذات, خصوصا اننا نعيش اللحظات الاخيرة من مصير نظام العصابة , رغم كل التصريحات والمحاولات المتكررة من قبل بعض الدول,التي تدعي بانها ” صديقة ” للشعب السوري وفي مقدمتها الادارة الامريكية الحالية, التي تحاول اطالة عمر نظام الاجرام في دمشق. لذا من الواجب الثناء على مبادرة الاستاذ جمال محاولة منا ان نسبق الاحداث, لا ان تسبقنا وتفاجأنا. اننا في صراع حقيقي مع تطور الاحداث المتلاحقة ومع الوقت .

هذه المطالعة هامة جدا لانها استشراف للمستقبل, الهدف منها وضع القطار على السكة الصحيحة من ناحية, وهي هامة ايضا بالقدر ذاته لانها دعوة لان يشارك جميع ابناء شعبنا في صياغتها بشكلها النهائي وفي جعلها مشروعا وطنيا لبناء وطن المستقبل, وطن العدالة والكرامة والتعددية, من ناحية اخرى. وهي هامة ايضا لانها تتعرض الى تفاصيل هامة وتطرح حلولا لقضايا , يجب علينا جميعا كوطنيين يهمهم مصلحة وطنهم ومستقبله ان ننقاشها(هذه الحلول) , وخصوصا اصحاب الاختصاص كل في مجال اختصاصه, وضمن مجموعات عمل لهذه الاختصاصات

ان مشاركة الجميع في صياغة البرنامج الوطني هو امر هام جدا, لان هذه المشاركة تجعلنا نحن السوريون نستعيد الثقة بانفسنا وببعضنا و نتعلم مرة اخرى كيف نخاطب بعضنا و نحترم ونتقبل الرأي الاخر, الامر الذي عمل نظام حافظ وبشار الاسد على منعه. كما ان هذه المشاركة تكفل مراعاة مصالح وتوجهات جميع فئات الشعب ضمن الاطار الوطني الجامع , و يجعلنا نستعيد احساسنا بالمواطنة, والتي هي طريق باتجاهين, فعلى الوطن ان يعمل على تأمين فرص العيش الكريم, كالحرية والكرامة وتكافؤ الفرص والعدالة…الخ للمواطن, وان يكون الجميع متساوون تحت سقف الوطن والقانون, الامر الذي افتقدناه طيلة حكم العسكر والعائلة الاسدية المافياوية, كما على المواطن بالمقابل الالتزام واحترام القوانين والتشريعات التي تصدر عن كافة مؤسسات الدولة الوطنية الام الجامع والحاضنة لجميع مواطنيها .

اعتقد انه يلزم لتنفيذ الاقتراحات والحلول التي قدمها الاستاذ جمال, تامين المناخ الصحي للبدأ بتنفيذها. لتوفيرهذا المناخ يجب تقديم حلول للمشاكل العاجلة التي سوف تعترضنا, والتي لا تحتمل اي تاخير, وهي تامين الحد الادنى لملايين المهجرين و الجرحى والاطفال, من مسكن وعمل ومدارس ومشافي واماكن للعلاج بحده الادنى بداية, طبعا الغذاء والدواء في المقدمة, وبدون توفير هذه الاساسيات, اعتقد ان الاقتراحات التي قدمها الاستاذ قارصلي, مع اهميتها القصوى, ستواجه صعوبة كبرى في تنفيذها

من المؤكد ايضا ان هذا الحد الادنى من مسكن وعمل…الخ الواجب توفيره للشعب السوري, بحاجة الى وضع خطة على المستوى الوطني لتامينه, وذلك لضخامة حجم التدمير والخراب الذي شمل معظم البنية التحتية في المدن والبلدات والريف السوري. وهذا يتطلب ايضا تشكيل لجان من الاختصاصيين في كافة المجالات. ففي المجال السكني على سبيل المثال وليس الحصر, وهذا يعرفه بالتأكيد المهندسون , يجب اجراء مسح لكل الابنية وتحديد مدى الضرر لهذه الابنية, الذي يجب ان يشمل دور السكن والمدارس والمشافي واماكن العبادة , وبالتالي تحديد الحجم العمراني المطلوب لمعالجة هذه المشكلة. ويمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب والدول الاخرى, التي واجهت مشاكل شبيهة, الامر الذي قدمه الاستاذ جمال في مطالعته.

وتاكيدا على اقتراح الاستاذ جمال, اود ان اقدم مساهمة بسيطة لعلها ترسم اطار للعمل الوطني العام

في صلب اقتراح الاستاذ جمال الدعوة الى مؤتمر وطني عام,بحيث يكون هذا المؤتمر هو الوعاء الذي نغرف منه لتشكيل الهيئات والمجالس الوطنية, ويكون المرجعية التي يقدم اليها بشكل دوري كشف كامل لكافة اعمال ونشاطات هذه المجالس, وايضا نعود اليه لحل اي اشكال يستعصى حله في الهيئات المختلفة.

تكون الآلية التي يتشكل بموجبها المؤتمر الوطني, بان يعمل السوريون بجمعياتهم المختلفة المتواجدة في جميع اماكن تواجدهم على عقد مؤتمرات محلية ينتقون فيها من صفوفهم ممثلين عنهم على المستوى المحلي المديني(من المدينة) الى المؤتمر العام لهذه الدولة( في عموم المانيا مثلا) الذين بدورهم ينتقون ممثلين عنهم الى المؤتمر الوطني العام. هذا المؤتمر الذي يتفق على مكان وتاريخ انعقاده, ولتكن الدولة الصديقة والجارة تركيا هي مكان الانعقاد على سبيل المثال . في هذا المؤتمر يتم انتخاب اللجان والهيئات المختلفة بناءا على برامج سياسية واقتصادية…الخ, التي تتولى مناقشة هذه البرامج واقرارها وبالتالي تنقيذ الاقتراحات المقدمة , كبنود السيد جمال قارصلي وغيرها, لاعادة اللحمة الوطنية وبناء الثقة لمستقبل وطن الجميع.

آلية التنفيذ لما سبق اود ان اعرض مثالا حيا في هذا المجال

فلنأخذ المانيا على سبيل المثال: حيث يتواجد سوريون في غالبية المدن الالمانية, وكما لديهم جمعيات في اغلب هذه المدن, يتوجب عليهم عقد مؤتمرات في كل مدينة ويختاروا من بين صفوفهم ممثلين عنهم وببرامج سياسية, يكون هؤلاء الممثلين اعضاء الى المؤتمر العام في المانيا الذي بدوره يختار من بين صفوفه ممثلين الى المؤتمر الوطني العام, الوارد ذكره اعلاه

في المقام الاول يجب التوجه الى مخيمات اللجوء والنزوح للسوريين في اماكن تواجدهم, داخل وخارج الوطن السوري, لعقد هكذا مؤتمرات محلية ينتخبوا من بين صفوفهم ممثلين عنهم الى المؤتمر العام

من السذاجة ان نتوهم بان تنفيذ ما اسلف بالامر الهين والممكن اجراءه بسهولة وبوقت قصير وذلك لاسباب كثيرة, منها ان البعض في مايسمى بالمعارضة, بمختلف التسميات من مجلس وطني الى الائتلاف مرورا بهيئة التنسيق الوطنية ومشتقاتهم, يمكن ان يكونوا عائق وعامل معطل خوفا على مواقعهم الحالية والمكاسب الصغيرة التي حصلوا عليها, وسيكونون امام تحدي حقيقي تجاه الطموحات الحقيقية لعموم السوريين, كما من الصعاب التي ستواجهنا لهكذا مشروع هو العقلية الفردية واليائسة السائدة لدى الكئير من السوريين, هذه العقلية التي عمل نظام الاجرام على غرسها بشكل ممنهج في العقل الجمعي عند السوريين لاكثر من اربع عقود حكم خلالها سوريا. كما ان هناك صعوبات مادية ولوجيستية ستواجه عملية التنفيذ.

ولكن السؤال الاساس هل لدينا خيار آخر!!, وهل نود ان نسلم مقدراتنا ومستقبل بلدنا للآخرين أو لاناس غير كفؤ؟؟, واجنداتهم لدول خارجية, هي التي اختارتهم, كدول “اصدقاء” الشعب السوري مثلا, والذين بدورنا لا يمكننا محاسبتهم وعزلهم, لاننا كسوريين لسنا الذين انتخبناهم , كاعضاء الائتلاف ومشتقاته على سبيل المثال!!.

طبعا الجواب لا وليأخذ الامر الوقت الكافي, ولكن بداية يجب االبدء بتشكيل لجنة مبادرة من الشخصيات الوطنية الواعية , وهنا ارشح الاستاذ جمال قارصلي كبرلماني وطني سوري بخبرته في العمل البرلماني واسمه المعروف, ليرأس هذه اللجنة, والتي مهمتها العمل على بلورة هذا التوجه, ولاجراء عملية مسح لجميع الجمعيات السورية ذات التوجه الوطني الرافض لحكم العصابة, وهو شرط اساس , والاتصال بها, و اعتقد ان الدولة الجارة الصديقة تركيا اكثر الدول ذات المصلحة الحقيقية ان ينجح السوريون في مسعاهم بعقد مؤتمر ينتخبون ممثليهم به لتسيير امورهم لمرحلة ما بعد الاسد,وذلك للطبيعة الديمقراطية للحكم فيها , ولاهتمامها الحقيقي لانهاء معاناة السوريين وبناء دولة يكون نظام الحكم فيها ديمقراطي تعددي, مما يدفعنا الى التوجه اليها لمساعدتنا من الناحية اللوجيستية لانجاح هذا المسعى.

اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل



   نشر في 08 يونيو 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا