مفاهيم حول علم المعلومات ودوره في التقدم العلمي الكاتب / هاني بن عيد النفيعي باحث تخصص علم المعلومات - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مفاهيم حول علم المعلومات ودوره في التقدم العلمي الكاتب / هاني بن عيد النفيعي باحث تخصص علم المعلومات

سلسلة مقالات حول علم المعلومات الاسم/ هاني بن عيد النفيعي باحث تخصص علم المعلومات

  نشر في 04 يناير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

مقدمة:

تعد المعلومات هي العصب المحرك لأي نشاط يقوم به الفرد على اختلاف مجالاته، وتعتبر المعلومات هي ذلك الكنز الذي يبحث عن طالب العلم في التخصص الذي يريده أو يبحث فيه؛ ويهتمُ علم المعلومات بدراسة المعلومات من خلال جمعها، وتصنيفها، وتحليلها، وتخزينها، واستعادتها؛ ومما لا شك فيه أن علم المعلومات لا يستغني عنه أي طالب من مراحل الدراسة المبكرة وإلى مراحل الدراسة في السنوات المتقدمة من عمره وكذا في أي باب من أبواب العلوم المختلفة والذي يعتبر علم المعلومات بمثابة النور الذي يضيء للباحث أو الطالب الطريق لكيفية الحصول على المعرفة في التخصص الذي يبحث فيه؛ ويُعرفُ علم المعلومات باللغةِ الإنجليزية بمُصطلح .(Information science)

ما هو علم المعلومات:

يعتبر التعريف الذي صدر عن مؤتمري معهد جورجيا للتكنولوجيا، المعقودين عامي 1961 و1962 كان أكمل وأشمل التعريفات، وأن باقي التعريفات وإن زادت عليه أو نقصت عنه، فإنها تصدر منه وترد إليه، فضلاً عن كونه أول وأقدم هذه التعريفات وله قوة الإجماع العلمي لصدوره عن مؤتمر ترعاه مؤسسة علمية سعت من خلاله إلى وضع برامج دراسية لأخصائيي المعلومات، لذلك فقد تم اعتماده أساساً لمناقشة التعريفات الأخرى ومقارنتها به.

عرف مؤتمر معهد جورجيا علم المعلومات بأنه: ” العلم الذي يدرس خواص المعلومات وسلوكها والعوامل التي تحكم تدفقها، ووسائل تجهيزها لتيسير الإفادة منها إلى أقصى حد ممكن، وتشمل أنشطة التجهيز، إنتاج المعلومات وبثها وتجميعها وتنظيمها واختزانها واسترجاعها وتفسيرها واستخدامها والمجال مشتق من أو متصل بالرياضيات، المنطق، اللغويات، علم النفس، تكنولوجيا الحاسوب الإلكتروني، بحوث العمليات، الاتصالات، علم المكتبات، الإدارة. وبعض المجالات الأخرى”

إن هذا التعريف يحدد ثلاث مواصفات أساسية لعلم المعلومات هي:

• إنه يدرس ظاهرة ” المعلومات” خواصا وسلوكاً وتدفقاً وتجهيزاً لغرض الإفادة.

• له جانبان أحدهما علمي نظري، والآخر عملي تطبيقي.

• له ارتباطات وتداخلات موضوعية أساسية مع حقول علمية متعددة.

ويلاحظ أن “علم المكتبات” يرد في التعريف عند آخر قائمة العلوم المتصلة بعلم المعلومات، وهو العلم الأكثر عطاء لهذا العلم الجديد، حيث قدم له الأدوات والأساليب المهنية الأساسية للعمل ألمعلوماتي.

ويمكن تعريفه أيضاً:

هو العلمُ الذي يهتمُ بدراسة المعلومات من خلال جمعها، وتصنيفها، وتحليلها، وتخزينها، واستعادتها وتوفير الحمايةِ لها من التعرض للسرقة.

نظرة تاريخية للمعلومات:

كانت كلمة معلومات (information) حتى النصف الأول من القرن العشرين دلالة على تفاصيل في كتاب مرجعي أو أرشيف ما، وغالباً ما تكون رقما أو اسما ما، وموظفو المعلومات كانوا عادة ذوي مرتبة متدنية (الأرشيف)، ولم يكن هناك ما يسمى نظرية المعلومات ولم تكن جزءا من تخصصات الإدارة، ولكن مع البدايات الأولى للكمبيوتر في الخمسينيات من القرن العشرين، بدأت الكلمة تأخذ معاني جديدة. وحدث التطور وأصبحت الكلمة تعبر عن مختلف مناحي الحياة.

الفرق بين البيانات Data والمعلومات Information:

البيانات هي المادة الأولية، هي المعطيات البكر التي تستخلص منها المعلومات، البيانات هي بنود الطاقة الشخصية ومادة استيفاء النماذج، وقراءات أجهزة القياس، والإشارات التي تنبعث من أجهزة الإرسال وتلتقطها أجهزة الاستقبال، وهي ما ندركه بحواسنا مباشرة. والبيانات هي ما تزوِّدنا به الصحف والتقارير ونُظُم المعلومات في الكمبيوتر مثلاً، لائحة أسعار الأسهم في صفحة أسواق المال هي بيان.

المعلومات فهي ناتج معالجة البيانات، تحليلاً وتركيباً، لاستخلاص ما تتضمنه هذه البيانات، أو تشير إليه، من مؤشرات وعلاقات ومقارنات وكليات وموازنات ومعدلات وغيرها، من خلال تطبيق العمليات الحسابية والطرق الإحصائية والرياضية والمنطقية، أو من خلال إقامة النماذج وما شابه

كما تعرف المعلومات "بأنها، تلك التي تؤدي، إلى تغير سلوك وفكر الأفراد واتخاذ القرارات"

الفرق بين المعلومات Information و المعارف Knowledge:

عندما يختزن المرء في ذاته المعلومات إلى حدّ أنه يستطيع الانتفاع منها، نسمي هذه المعلومة معرفة. ويحدد توماس دافنبورت و لورنس بروساك في كتابهما (Working Knowledge) المعرفة بما يلي:" المعرفة هي سائل خليط من تجارب محددة وقيم ومعلومات سياقية، وبصيرة نافذة تزود بأساس يقوم ويجسد تجارب ومعلومات جديدة، المعرفة تنشأ وتطبق في عقول العارفين". في المنظمات غالباً ما تطمر هذه المعرفة في الوثائق والمخازن وليس هذا فحسب، بل تطمر في نُظُم البرامج الفرعية والمعالجات والمزاولة والمعايير.

وبشكل معادلات نكتب:

المعلومات = البيانات + المعنى.

المعرفة = المعلومات المختزنة + القدرة على استعمال المعلومات.

ويمكننا القول بأن البيانات تعكس الحقائقFacts ، والمعلومات هي عبارة عن تدفقFlow ، أما المعرفة فهي مخزون Stock.

الفرق بين المعرفة Knowledge و الذكاء Intelligence:

لا شك أن هناك فرقاً جوهرياً بين اكتساب المعارف القائمة بالفعل وتوليد معارف جديدة، إن الذكاء هو الطاقة الذهنية التي نطبقها على سابق معرفتنا وشواهدنا لتوليد الأفكار واكتشاف العلاقات وبرهنة النظريات واستخلاص البنى الحاكمة التي تنطوي عليها الظواهر التي تبدو على السطح متباينة ومتناثرة. وبالتالي الذكاء هو استغلال المعرفة للإجابة عن الأسئلة بصورة سليمة ومتسقة وحلّ المشاكل الصعبة منها والسهلة.

وفي عصر المعلومات تعرف "بأنها، سلعة يتم في العادة، إنتاجها أو تعبئتها، بأشكال متفق عليها، وبالتالي يمكن الاستفادة منها، تحت ظروف معينة، في التعليم الإعلام والتسلية أو لتوفير محفز مفيد وعي، لاتخاذ قرارات في مجالات عمل معينة."

تطور نظم المعلومات عبر الزمن

أشكال نظم المعلومات و وظائفه:

1- أشكالــــه : تأخذ نظم المعلومات عدة أشكال تتمثل في:

النظم اليدويـــة : وهي النظام التقليدي لإدارة نظم المعلومـــات و قد اعتمد عليه سابقا و لا تزال هناك مجموعة من المؤسسات تستعمله ومن أهم النظم المستخدمة فيه :

 نظم الملفـــات: وهي عبارة عن الأوراق الرسمية و المستندات الخاصة بنشاط المؤسسة لحفظ بيانات يمكن الرجوع إليها عند الحاجة.

 نظام السجلات : وهو تحسين لنظام الملفات، و يمثل نماذج معينة بها ملخص لمحتويات الأوراق و المستندات الرسمية الأصلية مما يسهل تصنيفها و تداولها و استرجاعها.

النظم اليدوية مع استخدام الآلات : و هو تطوير للنظام السابق يعتمد على بعض الآلات التي تيسر تسجيل البيانات ، و إجراء عمليات بجانب العمليات اليدوية و تنفيذ الآلات في إجراء العمليات المتعلقة بمجموعة السجلات و السندات ، مما يساهم في زيادة سرعة تنفيذ الأعمال كاستعمال الآلة الحاسبة.

النظام الآلي للمعلومات:استمرت جهود التطوير و التجديد في مجال نظم المعلومات حيث استفاد الفكر من التقنيات الحديثة في تجميع و تحليل الحقائق للمؤسسة بما ييسر الحصول على المعلومات بدقة و في الوقت المناسب بهدف تحقيق الكفاءة و الفعالية المطلوبتين ، و من أنواعه :

 نظام المصغرات الفيلمية : هي مجموعة من الوسائل و الأجهزة التي تهدف إلى تحويل الوثائق الورقية إلى صورة مصغرة، و التي لا يمكن قراءتها في حجمها المصغر بالعين المجردة و لكن بالا مكان تكبيرها و نسخ صور ورقية منها ، و هي وسيلة متطورة لتخزين و تسجيل المعلومات في عصرنا.

 نظام الحاسب الآلي : يمثل الأكثر الأنواع تطورا بحيث يقوم بعدة عمليات متكاملة و متعاقبة بطريقة آلية طبقا لنظام معين ووفقا لبرنامج تشغيل لمعالجة معلومات و تخزينها بذاكرة الحاسب، و من بين مبررات استخدام الحاسب الالى كنظام للمعلومات إن المنظمات لا يمكن تطوير مجالات أعمالها وأنشطتها في كل الميادين ما لم تستعين بقدراته الهائلة .

خصائص المعلومات

تتوفر المعلومات على مجموعة من الخصائص أهمها :

 التوقيت المناسب: و هي المعلومات المناسبة زمنيًا و تتوافر في وقت الحاجة إليها؛

 الوضوح: يجب أن تكون المعلومات واضحة و خالية من الغموض؛

 الدقة: و تعني أن تكون المعلومات خالية من أخطاء التجميع و التسجيل، حتى يمكن الاعتماد عليها في تقدير احتمالات المستقبل و مساعدة الإدارة في تصوير واقع الأحوال؛

 الصلاحية: و تعني أن تكون المعلومات ملائمة أو مرنة و مناسبة لطلب المستفيد؛

 القياس الكمي: و تعني إمكانية القياس الكمي للمعلومات الرسمية الناتجة من نظام المعلومات؛

 المرونة: تعني أن تكون المعلومات ملائمة و تتكيف مع رغبات أكثر من مستفيد؛

 عدم التحيز: و تعني عدم تغير محتوى المعلومات مما يؤثر على المستفيد أو تغير المعلومات حتى تتوافق مع أهداف و رغبات المستفيدين؛

 إمكانية الحصول عليها: و تعني إمكانية الحصول على المعلومات بسهولة و سرعة أي تكون المعلومات سهلة المنال؛

 الشمول: و تعني أن تكون المعلومات شاملة لجميع متطلبات و رغبات المستفيد و أن تكون بصورة كاملة دون تفضيل زائد و دون إيجاز بفقد معناها؛

 قابلة للمراجعة: و هي خاصية منطقية نسبيا و تتعلق بدرجة الاتفاق المكتسبة بين مختلف المستفيدين لمراجعة فحص نفس المعلومات.

أهمية المعلومات :

تلعب المعلومات دورا هاما وحيوي يظهر ذلك في :

 إثراء البحث العلمي و تطور العلوم و تكنولوجيا؛

 تعتبر العنصر الأساسي في إتخاذ القرار المناسب و حل المشكلات؛

 لها أهمية كبيرة في مجالات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الإدارية و الثقافية ...الخ؛

 لها دور كبير في التوقيت المناسب من خلال دورة المعالجة و الإدخال والتقارير؛

 تساعد المعلومات في نقل خبرتنا للآخرين و على حل المشكلات التي توجهنا، و على الاستفادة من المعرفة المتاحة.

مفهوم مجتمع المعلومات :

لا بد من الإشارة إلى أن هناك العديد من التعريفات لمجتمع المعلومات تختلف تعاريف مجتمع المعلومات وفقا لوجهة نظر كل وجهة و الخلفيات التي انطلقت منها و يمكن عكس مفهومه من خلال التعارف التالية:

تعريف مؤتمر جنيف : 2003"هو مجتمع يستطيع كل فرد استحداث المعلومات و المعارف و النفاذ إليها و استخدامها و تقاسمها بحيث يمكن الأفراد و المجتمعات و الشعوب من تسخير كامل إمكاناتهم في النهوض بتنميتهم المستدامة و في تحسين نوعية حياتهم"

يظهر هذا التعريف انه المجتمع الذي يرتكز في تطوره على الاكتشافات الفنية التي تمس الآلية و شبكات الاتصال لتطوير معالجة البيانات لتساهم في خلق سلع و خدمات .

تعريف تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003:"المجتمع الذي يقوم أساسا علي نشر المعرفة و إنتاجها و توظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي من الاقتصاد و المجتمع المدني و السياسة و الحياة الخاصة وصولا للارتقاء بالحالة الإنسانية باطراد أي إقامة التنمية الإنسانية"

يشير هذا التعريف إلى تميز مجتمع المعلومات بمجموعة من الأنشطة و الوظائف المعاصرة التي ترتكز أساسا على المعلومة لتكون محور للأنشطة المعرفية ( الإبداع و التأليف ) و المعلوماتية ( إنتاج و معالجة المعلومة ) لخدمة أهداف تعليمة و تثقيفية .

من خلال هذا التعريف يتضح انه المجتمع الذي يعمل على استغلال المعلومات في الحياة اليومية لتكون موردا استراتيجيا للقوى العاملة و من اجل خدمة الدخل القومي.

خصائص مجتمع المعلومات :

هناك ثلاث خصائص رئيسية أساسية تتحكّم في مجتمع المعلومات:

1- الخاصية الأولى : استخدام المعلومات كمورد اقتصادي حيث تعمل المؤسسات والشركات على استغلال المعلومات والانتفاع بها في زيادة كفاءتها وهناك اتجاه متزايد نحو شركات المعلومات لتعمل على تحسين الاقتصاد الكلي للدولة .

2- الخاصية الثانية : هي الاستخدام المتناهي للمعلومات بين الجمهور العام . الناس يستخدمون المعلومات بشكل مكثّف في أنشطتهم كمستهلكين وهم يستخدمون المعلومات أيضا كمواطنين لممارسة حقوقهم ومسؤولياتهم ، فضلاً عن إنشاء نظم المعلومات التي توسع من إتاحة التعليم والثقافة لكافة أفراد المجتمع .

3- الخاصية الثالثة : هي ظهور قطاع المعلومات ، كقطاع مهم من قطاعات الاقتصاد. إذا كان الاقتصاديون يقسمون النشاط الاقتصادي تقليدياً إلى ثلاثة قطاعات هي:

الزراعة وهو ما كان يٌعرف بالمجتمع الزراعي المعتمد على الموارد الأولية الصناعة وهو ما كان يُعرف بالمجتمع الصناعي المعتمد على الطاقة المولدة مثل: الكهرباء ، الغاز والطاقة النووية، ثم الخدمات.

علماء الاقتصاد والمعلومات يُضيفون إليها منذ الستينات من القرن الماضي قطاعاً رابعاً وهو قطاع المعلومات ، حيث أصبح إنتاج المعلومات ، وتجهيزها وتوزيعها (معالجتها) نشاطاً اقتصادياً رئيسياً في الكثير من الدول .

قطاع المعلومات

في تسعينات القرن العشرين أضاف العلماء الاقتصاد و المعلومات قطاعا رابعا إلى النشاط الاقتصادي ( مع الزراعة و الصناعة و الخدمات ) ،حيث بات إنتاج المعلومات و تجهيزها و توزيعها نشاطا اقتصاديا أساسيا في عدد من دول العالم . فتحول الاقتصاد من اقتصاد الصناعات إلى اقتصاد المعلومات ومن اقتصاد محلي إلى اقتصاد عالمي، ومن إنتاج السلع و الخدمات إلى إنتاج المعلومات خاصة مع تطبيقات تكنولوجيا المعلومات التي تحقق فوائد في جميع مناحي الحياة الداعمة للتنمية المستدامة في مجالات الإدارة العامة و الأعمال التجارية و التعليم و الصحة و الاستخدام و البيئة و الزراعة و العلوم في إطار استراتيجياتها الالكترونية.

مفهوم قطاع المعلومات:

قطاع المعلومات هو القطاع الذي يشمل كل الأنشطة المعلوماتية في الاقتصاد فضلاً عن السلع المطلوبة بهذه الأنشطة و يعرف قطاع المعلومات :" أن قطاع المعلومات ضمن قطاعات المجتمع الأخرى، يشمل المهن والوظائف التي يقوم أصحابها أساسا بإنتاج أو خلق أو تجهيز أو معالجة المعلومات، ثم توزيعها أو بث المعلومات "

يستنتج من هذا التعريف انه قطاع الذي يشمل على الأعمال التي تسهل وصول المعلومة من اجل أن يستفيد منها أفراد المجتمع سواء كانت تقدم من طرف الدولة أو من طرف أشخاص مجانا أو بمقابل

ولقد اتسم هذا القطاع بسرعة التقدم في مجالاته المختلفة وانخفاض تكلفته كما حقق الاستثمار به معدلات ربحية عالية. و نظرا لما يوفره من إيرادات مستمرة و متزايدة مقارنة مع القطاعات الأخرى أصبحت بعض الدول تخصص لاستثماره مبالغ ضخمة و يساهم هذا باستقطاب يد العاملة ذات مهارات عالية .

مكونات قطاع المعلومات:

يمكن تقسيم نشاط قطاع المعلومات إلى ثلاثة محاور رئيسية على النحو التالي:

1. " صناعة المحتوى ألمعلوماتي" - Information Content

تتم هذه الصناعة عن طريق المؤسسات في القطاعين العام والخاص التي تنتج الملكية الفكرية : عن طريق الكتّاب ، المحررين … … وهؤلاء يبيعون عملهم للناشرين والموزعين وشركات الإنتاج التي تأخذ الملكية الفكرية الخام وتجهيزها بطرق مختلفة ثم توزعها وتبيعها لمستهلكي المعلومات . أيضا يوجد جزء خاص لا علاقة له بالإبداع وإنما يهتم بجمع المعلومات مثل جماع الأعمال المرجعية وقواعد البيانات والسلاسل الإحصائية .

2. " صناعة تسليم (بث المعلومات) - Information delivery

وفيها يتم إنشاء وإدارة شركات الاتصال والبث التي يتم من خلالها توصيل المعلومات .

وهي تشمل شركات الاتصالات بعيدة المدى والشركات التي تدير شبكات التلفاز- مؤسسات تتولى هذه القنوات وغيرها لتوزع المحتوى ألمعلوماتي

3. " صناعة معالجة المعلومات" - Information processing

تقوم هذه الصناعة على منتجي الأجهزة ومنتجي البرمجيات ويتولى منتجو الأجهزة تصميم صناعة وتسويق الحواسيب وتجهيزات الاتصالات بعيدة المدى والإلكترونيات.

علم المعلومات ودوره في النهضة العلمية والاقتصادية:

إن عجز الإنسان في التغلب على أية مشكلة يرجع إلى عدم توافر المعلومات الضرورية لمعالجة المشكلة وإيجاد الحلول على أسس علمية. وبما أن المعلومات على هذا الجانب الكبير من الأهمية فلا بد من العمل على جمعها وتنظيمها وتبويبها وتسهيل مهمة استرجاعها لمعالجة المشكلات العلمية والصناعية والزراعية في قطاع خاص بها. وقد أصبحت التقنية اليوم من ضروريات إقامة نظم المعلومات الحديثة الهادفة إلى تخزين المعلومات بشكل منظم ثم استرجاعها عند الحاجة. فالتقنية جزء لا يتجزأ من خدمات المعلومات الحديثة وإقامة نظمها لتحقيق أهداف عديدة منها:

1ـ إيصال المعلومات للباحثين وفقاً لحاجاتهم الموضوعية ومشكلاتهم العلمية لوضع الحلول المناسبة لها.

2ـ توفير المعلومات للمواطنين لرفع مستوياتهم الثقافية والمهنية والعلمية ومن ثم خلق مجتمع أفضل متطور على الأصعدة والمستويات جميعها.

3ـ تأمين قنوات في المجتمع بهدف توصيلها للباحثين لدراستها ونقدها وتنميتها لإبداع معلومات جديدة قد تفتح آفاقاً جديدة في سبيل الرقي والتقدم.

ونلاحظ أن القوى العاملة في قطاع المعلومات في بعض الدول المتقدمة تنمو بشكل سريع فعلى سبيل المثال كان هناك 17% ممن يعملون في المهن المعلوماتية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1950. أما الآن فقد ارتفعت نسبهم إلى أكثر من 60% (مبرمجون، أساتذة، محررون، محاسبون، مصرفيون، أمناء مكتبات) ومن منتصف السبعينات كانت معظم القوى العاملة مرتبطة بمعالجة المعلومات وتجهيزها، وعدد الذين يعملون في تطويع المعلومات أكثر من العدد الذي يعمل في التعدين والزراعة والصناعة والخدمات الشخصية مجتمعة كما يذهب إلى ذلك كبير الاقتصاديين في الوكالة الأمريكية لحماية البيئة وهو روبرت هامرين، في حين يشير العالم ستراسمان إلى أن أكثر من 63% من أيام العمل الفعلية كلها في الاقتصاد الأمريكي عام 1982 كانت مرسخة لعمل المعلومات، وأن متوسط عدد ساعات العمل الأسبوعية المقدمة من قبل العاملين في حقل المعلومات أكبر بنسبة 10-20% من فئات المهن الأخرى. وأن عدد ساعات العمل في المعلوماتية تصل إلى 70% من عدد الساعات الكلية المسجلة وأن هناك على الأقل 67% من تكاليف العمل تستهلك في عمل المعلومات.

وتمثل اليابان مثالاً جوهرياً على استثمار المعلومات وكثرة تطبيقاتها ونشرها بين أبناء المجتمع. وكانت معجزة في الرقي والتقدم من خلال إقامة نظام معلوماتها المعروف "بمجتمع المعلومات". وتعد اليابان من الدول الرائدة بالنسبة لاقتصاديات المعلومات لأن قوة العمل المعلوماتية قد نمت بمعدل سريع خلال السبعينيات والثمانينيات وليست ثورة الروبوت، والأتمتة، ومنافسة الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوربية في صناعات معلوماتية كأشباه الموصلات والحواسيب والاتصالات إلا إحدى علامات هذا العصر ألمعلوماتي الجديد.

وقد نما إجمالي الناتج القومي (GNP) بمتوسط معدل سنوي 3،10% بين عامي 1962، 1977، وفي عام 1979 كان إجمالي الناتج القومي الياباني ثاني أكبر إجمالي في العالم، أي بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

وطبقاً لتقديرات البنك الدولي لعام 1985 فقد كان إجمالي الناتج القومي لكل فرد (110300) دولار أمريكي وفق متوسط أسعار عامي 1983ـ/1985 وهذا المستوى يقارن بمستويات الدول الصناعية في غرب أوربا.

وقد كانت الخدمات في المعلومات تشكل في مطلع الثمانينيات في اليابان 33% من الاقتصاد، ويقدر لها أن ترتفع في مطلع القرن المقبل إلى 50% كما يتوقع أن يكون كل واحد من اثنين من الموظفين عاملاً في خدمات المعلومات. 

المراجع

1. إبراهيم بختي، تكنولوجيا و نظم المعلومات في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، مطبوعة مقدمة لطلبة الماجستير، تخصص تسيير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، جامعة ورقلة ،2004 2005/ .

2. أحمد صالح الهزايمة، دور نظام المعلومات في اتخاذ القرارات في المؤسسات الحكومية، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية و القانونية، جامعة جرش الأهلية الأردن، المجلد 25 العدد الأول2009 ص 395.

3. بول جامبل و جون بلاكويل، ادارة المعلومات، دار الفاروق، مصر، 2003، ص16.

4. ثابت محمد عبد الرحمان إدريس ، نظام المعلومات الإدارية في المنظمات المعاصرة ، الدار الجامعية،الإسكندرية ،2005،ص:. 386

5. حسانه محيى الدين" اقتصاد المعرفة في مجتمع المعلومات " مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ، مج9 ، ع2 ،2004.

http://www.arabcin.net/arabic/5nadweh/authors/mohialdein.htm

7. راجي عنايت، اقتصاد جديد، لمجتمع المعلومات، رابط: http://futuristics.blogspot.com/2008/02/blog-post_14.html

8. رزوقي، نعيمة حسن جبر. رؤية مستقبلية لدور اختصاصي المعلومات في إدارة المعرفة.إدارة المعلومات في البيئة الرقمية: المعارف والكفاءات والجودة.وقائع المؤتمر الثالث عشر للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (بيروت 29 أكتوبر،1 نوفمبر2002). تونس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. 2003. ص.275.

9. عبد الرحمن الهاشمي ، فائزة محمد العزاوي،المنهج و الاقتصاد المعرفي ، دار المسيرة ، عمان ، الطبعة الاولى، 2007، ص ص:255-256.

10. على محمد منصور، مبادئ الأداة "أسس و مفاهيم" ،الطبعة الأولى، مجموعة النيل العربية، القاهرة ، 1999، ص85.

11. مجيل لازم المالكي، وصفي عايض الدوير، خصائص وأبعاد مجتمع المعلومات: http://www.arabcin.net/arabiaall/2000/13.html

12. محمد فتحي عبد الهادي، المعلومات وتكنولوجيات المعلومات على أعتاب قرن جديد، مكتبة الدار العربية للكتاب، القاهرة، 2000، ص:19.

13. مصطفى ربحي، اقتصاد المعلومات، الطبعة الأولى، دار الصفاء، عمان، 2010، ص 11.

14. منال محمد الكردي، جلال إبراهيم العبد، نظم المعلومات الإدارية المفاهيم الأساسية و التطبيقات، الدار الجامعية الجديدة ، الإسكندرية، ،2003، ص293.

15. نبيل علي، الثقافة العربية وعصر المعلومات "عالم المعرفة " ،طبعة أولى ، مجلة عالم المعرفة 265 ، 2001 .

16. يحي مصطفى حلمي، أساسيات تظم المعلومات، مكتبة عين شمس، القاهرة، 1998، ص78-79.

1. Alain Vincent, Concevoir le système d’information de l’entreprise, les éditions d’organisation,1993, P 120, 121.

2. Davenport, T. & Prusak, L. Working knowledge'' How Organizations Manage What They Know'', Cambridge, MA: Harvard University Press ; 1998. p 5

3. Jakobiak, F. et Dou, H.; De l'information documentaire à la veille technologique pour l'entreprise, in : Desvals et Dou (eds.) ;1992p : 45


  • 1

   نشر في 04 يناير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا