الصمت تاج فوق رؤوس الاغبياء(1)
الصمت حكمة
نشر في 16 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
_ارجو ان لا تتقاطع دروبنا مرة اخرى.
هكذا ودعته بكل غضب،ادرت مفتاح السيارة واستسلمت لقهقهة عالية .نظرت عبر المرآة الى ابنتي الجالسة بالمقعد الخلفي ،كانت مندهشة جدا ،لكن فجأة علت ضحكتها ايضا.لم نكن بحاجة للحديث فالموقف تافه جدا.
_بابا هذه غيبة!
_لست ادري حقا ،انا لم انبس بحرف.
لست ادري سبب اجتماعنا حقا،الاولياء والتلاميذ ،ما اكثر الحضور،رحب المدير بنا ،وترك الكلمة لاحد الاباء ،كل ما فهمته بان المتحدث لا يدري حقا ما يقول ،لما طلب الكلمة لا ادري ،خمس دقائق ،عشر دقائق ،الكل منصتون ، هل يفهمون شيئا لم افهمه يا ترى؟
مضت دقائق اخرى ،ثم قررت بانه ليس علي تحمل الامر اكثر ،فهذا الخطيب البليغ لا يدري مايقول ، لا يعرف عما يتحدث، لست مجبرا على تحمل هذه السخافة اكثر،تذكرت زوجتي و احسست بشعورها وانا اشاهد خطاب دونالد ترامب التافه،احسست فجأة بان الوقت ثمين ولا يتوجب علينا تضييعه في هذا الاجتماع،
لن اصبر اكثر ، فكل ما قاله أن التلاميذ يتحدثون في الساحة (ربما يجب علينا قطع السنتهم ) المدرسات يخرجن عن مواضيع الدروس و تحكين القصص للتلاميذ(هل لديه عقدة ضد المرأة)،اهمية اللون الوردي للتلميذات ،..يجب ان نربي التلاميذ واولياءهم!..هذه اهانة صريحة!
تذكرت كلام زوجتي عن اهمية هذا الاجتماع ،فهي اول مرة يشترط حضور الولي والتلميذ ،ربما لتأديبنا معا ،نظرت بهدوء الى ابنتي ،كان حاجباها مطبقين ،وتضع يدها على وجهها، ،تحاول جاهدة فهم كلامه،تستميت لتلتقط فكرة،ابتسمت ووقفت ،وسرت بهدوء متجها نحو الباب،سارتاح لدقائق عله يكمل حديثه قبل عودتي.
علا صوت من خلفي:
_لا احد يغادر.
والتفت الجميع ،وعلت اصوات الحضور ،وكانهم كانوا ينتظرون الخلاص من هذه المعاناة.التفت متعجبا ،فربما نحن في الاقامة الجبرية وليس في اجتماع لاولياء التلاميذ،كانت ابنتي تجول بنظرها في كل الوجوه،خيرا ان شاء الله!ما الذي اقترفه ابوها؟
_هل ستدخن سيجارة؟
وعلت ضحكات من ارجاء القاعة.
بقيت صامتا اكملت سيري،من غير المعقول ان اخبره بانني لم اعد اتحمل سماع خطابه الغبي ،وكلامه الغير مفهوم ،والهدف من وراء حديثه.
_هذا ليس سلوكا مهذبا.
وكانه صفعني ،عدت ادراجي ،لا ينبغي ان اهان امام ابنتي.
لم اتوقف في مكاني ،واصلت السير ،بدا مترددا ،ربما ظن انني سالكمه ،قامتي لا تبشر بالخير،لا يدري المسكين بانني متعود على استفزازات يومية تمر كالنسيم ،لكن ليس امام نظر ابنتي ،لا ينبغي للصورة المثالية التي اتعب من اجلها لسنوات ان تهتز.
اندهش الجميع و أنا أقف قبالتهم ،ربما خشوا ثقل دم جديد.
_لا بأس بان القي كلمة.
لم انتظر ردهم:انت تجبرنا على سماع سخافات منذ نصف ساعة، وكل ما ادركت هو رغبتك بالقاء خطاب امامنا،شيء يعنيك ،بذلت كل جهدي للتحمل ،واتحدى احدا يقول بانه فهم كلمة واحدة.
_كيف تقول هذا،انا..
امسكت بيد ابنتي و غادرنا الاجتماع،سمعت خطوات كثيرة خلفنا لكنني لم استدر ،غادر الكثيرون المكان.
وما ان فتحت باب المنزل حتى ركضت ابنتي نحو والدتها ،قاصة عليها كل ما حدث،كيف نسيت ان انبهها كي تكتم الامر.يالحمقي!،في الحقيقة لابأس فقد ابتسمت امها ،غابت عنا تلك الابتسامة ،منذ اعلان ترامب لقراره المشؤوم سادت كآبة غريبة بيتنا ،لا ادري لماذا صرت اتذكر دونالد كثيرا ،كم اتمنى ان يختفي من افكاري.
التعليقات
عودة حميدة للكتابة و في إنتظار باقي القصة .