يرقُّ قلبي كثيرًا عندما يردُ عليه ذكرُ أبينا إبراهيم عليه السلام، شعورٌ فطريٌّ بالامتنان لهذا النبيّ العظيم..
كيف لا، وأنا كلما وقفت في صحن الكعبة، أكاد أسمعُ صوتَ إبراهيم ينادي "ربنا وابعث فيهم رسولاً من أنفسهم.." وأرى مصداق دعوته بأُمّ عينيّ! كلما قرأتُ عن الحبيب المصطفى، ازددتُ حُبًا لا فيه وحده بل فيمن سأل الله أن يبعثه لنا رسولاً! أفكر دائًما أنّ لإبراهيم عليه السلام نصيبٌ في كل رحمة أتتنا من رسولنا وكل خير دلنا عليه! وأنّ هذا أقل ما يمكن أن نشكره به على دعوته تلك!
كيف لا، وأنا كلما نظرت إلى الصحنِ يمتلىء على آخره بمن هوت أفئدتهم إلى بيت الله وجاءوا مجرورين منها ليصدقوا دعوة الخليل عليه السلام..
كيف لا يرقُّ قلبٌ لقلبٍ يتبادل معهُ السلام كل يوم أكثر من مرة!
كنت دائمًا أظننا وحدنا من نُسلم على أبينا إبراهيم في صلاتنا، حتى عرفت أن صلاتنا عليه إنما هي ردٌّ للسلام لا ابتداره!..
أول أمس كنتُ أصلي الظهر مُسرعة في مسجد الكلية لألحق بالمحاضرة. وبينما أرفع يداي لأُكبّر، وقعت عيني على لوحة مكتوب عليها " لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام.." تسمرت يدايّ وبكيت!
بكيتُ لأنني وللمرة الأولى أشعر أن لحُبي صدى، وأنني بفعلي هذا -أعني صلاة الظهر- أنتمي للطائفة التي تُقرأ السلام.. للمرة الأولى أشعر أن الصلاة ليست صلتنا بالله عز وجلّ فحسب، بل صلتنا بأبينا إبراهيم، صلتنا بالأمة الواحدة! سلسلة طويلة من الموحّدين المُصلين على محمد وإبراهيم إلى يوم الدين يُقرئهم ويُقرئونه السلام!
أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم، حنيفا مسلما وما كان من المشركين..
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)
التعليقات
بالنسبة للآية الكريمة ، لعلك تقصدين الآية من سورة البقرة وهي دعاء سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام :"ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم "