سئمنا ... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سئمنا ...

تبعية الخروف للذئب ..

  نشر في 28 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

محلق انا ...

سابح بخيالي في هذا الفضاء الواسع ..مبتعد كل البعد عن ضجيج هذا العالم السخيف الذي لايستحق منا حتى التفاتة للوراء او خطوة الى الامام ..هارب انا بروحي ..تاركا جسدي... مستلقيا بين الحقول ...تحت الاشجار ..وسط الزهور ...اردت الابتعاد و الغوص الى اعمق نقطة ببحر الصمت ...لانني لم اعد اتحمل كما في السابق احاديث و تفاهات البعض .

..لم اعد اتحمل سياسة النهب ...و لا تبعية الخروف للذئب ...و لا اخلاص الخونة لمستعمر الارض ...

لم اعد اطيق رؤية تلك التجمعات و ذلك الحشد ..لم اعد احب اعادة سماع اكاذيبهم عن الغد و مقولتهم عن الاعادة ....و ان في الاعادة افادة ...انعيد نفس الاخطاء ...لنكرر نفس النتائج ...فالمعادلة و اضحة و لن تتغير فالرقم واحد اذا جمعناه بواحد اخر ..من المستحيل ان يساوي عشرة ...بل ستبقى النتيجة هي نفسها ..اثنين و ستطاردنا طوال الزمن ...

..لا ادري لماذا اهرب ..او احاول الهروب ..لماذا لا احاول ان اكون نقطة التغيير ..يقولون ان الجبان هو من يهرب من المعضلات و لا يواجهها 

...و لكنني ارى ان الجبان هو من يهرب من مواجهة مشاكله الخاصة ..

اما ان يدخل و بدون اسلحة في معركة ضد ديناصورات ضارية لم تنقرض ..وحوش تاكل الاخضر و اليابس ....محاولا بذلك ازالة الظلام عن المكان و فتح الستار و زرع القليل من الازهار ...هذا هو الجبن و الحمق بعينه

..ان تحاول تغيير مجتمع احمق لا يعرف حقه من و اجبه ..فقط مهتمين بالمضي وراء القطيع ...كحمار ضمآن يتبع اسدا جائعا ...وعده بان يوصله الى نهر الحياة ولم يعده بانه سيحافظ على حياته و لن يفترسه  منتصف الطريق 

...ما احمق الحمار حين صدق تلك المزحة ....يخاف من الضمأ..و لا يخاف من انقضاض الاسد .

.لم يفكر بانه سيموت منتصف طريق الحلم .

.هكذا هو حال مجتمع فاق كل درجات الحمق و الجهل ..يمشون و لا يعرفون الى اين او ماذا ...هناك في نهاية الطريق ...ا هو نور القمة ...ام ظلام الهاوية ...مجتمع في جهة و ثقافته في الجهة الاخرى 

..فقط يحاول اقناع نفسه بانه في الطريق  الصحيح ...مرتديا زي الحضارة ..متنكرا بقطع من تراث اجداده ...لا يعرف قصته ولا قيمته 

...تراه يتباهى بعباءة الاسلام ويخفي وراءها الكثير من البغض و الحقد و الظلام .

.فديننا الاسلام لم يدعوا يوما الى النهب و السرقة و الظلم و الطغيان ..لم يدعوا يوما الى تحطيم الجدران و نشر الحزن و الالم في كل مكان .

..شباب حالم تائه بين ازقة و متاهات الحرمان ..شباب عانى و لازال يعاني ..وسط قطيع الذئاب ...الذي طالما استغله ..وجعله كفئران لتجاربه و سياساته الشنيعة ..فغدى الوطن و حب الوطن ..مجرد كذبة .لم يعد يؤمن بها شبابنا اليوم

..شباب برمج منذ نعومة اضافره على حب الوطن و النضال لاجله و حمايته من الاعداء و الدفاع عنه بالنفس و النفيس ..لاجل بقاءه و استمراريته شامخا في السماء 

..شباب تعود منذ صغره على تكرار كلمات و اناشيد لم يفهمها ام كان صغيرا على فهمها .

.و لكنه كبر و اصطدم بواقع مرير ...ليجد ان خونة الوطن و اعداءه .هم نفسهم حكامه ...ووجد انه كان طوال حياته مجرد لعبة مبرجمة لا اكثر .

.و ادرك  في نهاية القصة انه كان سجينا من البداية ...اسير طوال حياته ...

..ولد وبيديه اغلال وضعها له عبدة المستعمر و خدامه الاوفياء .. الذين تركهم لاكمال مسيرته الحافلة .

..و هذا ما يؤلم شبابنا اليوم و بشدة ...فقد كانت حياته باكملها ..كذبة و عبارات مصطنعة ..برمج لادائها و باتقان ...من البداية كان جزءا من مسرحية لم يفهمها لحد الان ....

شباب محطم الجوانب مقهور ..منكسر الاطراف ..لم يعد يرى اليوم ان بساتين احلامه ستنمو يوما ما فوق هذه المستعمرة الابدية ...شباب تائه بين الازقة .و الجرائد المحشوة .. ..عند الجدران ..وراء القضبان . ....

...شباب لم يعد يحلم بشيء سوى التحليق عاليا ..بطائرة ..او ركوب قارب بدون وجهة ..او السباحة و الغوص لابعد نقطة ...او تعليق احلامه بمشنقة ...هكذا هو حالنا اليوم ..سواءا اجتهدت او لم تجتهد ..فالمادة هي الحياة ....في وطن يقدس النقود لا العقول ...فمن فضلك ايها العالم ضع نقودك جانبا ..

.و اذا لم يكن لديك نقود .فمن فضلك ارمي بأفكارك بسلة المهملات ...و اغلق الباب من وراءك ....

فقد فات الاوان ...

                       عبد الغني موساوي ...


  • 7

  • Abdelghani moussaoui
    أنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
   نشر في 28 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

مريم منذ 6 سنة
أين هى الأوطان؟
ما عاد هناك وطن نبكيه أو نبكى لأجله.ما عادت هناك احلام نرسمها ولو فى تجمع الغيوم الماطرة....ننتظر ..فقط ننتظر وما اطول الانتظار.
لنا الله.
2
Abdelghani moussaoui
نعم و ما اطولها سنين الانتظار .. ..
صدقت و ابدعت حقا حين قلت ..أين هى الأوطان؟
ما عاد هناك وطن نبكيه أو نبكى لأجله.ما عادت هناك احلام نرسمها ولو فى تجمع الغيوم الماطرة....ننتظر ..فقط ننتظر وما اطول الانتظار.
لنا الله..
نعم الاخت مريم .. نعلق آمالنا بالله .. فهو لن ينسانا و لن يخيب آمالنا و احلامنا المؤجلة .. مثلما فعل و لازال يفعل البشر .
... مرورك الجميل الانيق اضاف الكثير من الرونق على كلماتي البسيطة ..شكرا لكرم كلماتك ..ابدعت حقا
creator writer منذ 6 سنة
رائعة كلماتك رغم الالم الواضح بين ثنايا أحرفك ،، دام قلمك :)
2
Abdelghani moussaoui
نظرتك الجميلة للكلمات و تفكيرك الراقي ...
..شكرا لمرورك الجميل ..تحياتي
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
رغم ان مقالك يحمل الكثير من المرارة التي يتقاسمها جيل بأكمله، الا انني متفائلة جدا ،"ان الامور اذا التوت وتعقدت جاء القضاء من السماء فحلها"، ومصير الانسان معلق بقوته فمن ابتدأ من الصفر يلزمه وقت ليثبت وجوده ، وبعيدا عن الشعارات ،للنجاح في اي امر فقط يلزم الكثير من الاصرار والثقة بالله والنفس ، بانتظار مقال قادم أكثر تفاؤلا ،دام قلمك.
2
Abdelghani moussaoui
صدقت ...نعم بالعزيمة و الصبر ..سنصل انشاء الله .
بتفاؤلك تعلمينني الكثير ..وتذكرينني باشياء نسيتها .. شكرا على مرورك الجميل ..

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا