الإنسان أو الآدمى لايخلوا أبدا من صفات حميده أوسيئة أيهما تطغى وتتغلب على الأخرى هنا تتحدد نسبة آدميته فعلى قدر الخير تكن إنسانا وعلى النقيض كما يجب أن يكون , يتساوى فى ذلك العالم والأمى فرقا شاسعا بين الأمى والجاهل فما أكثر العلماء الجهلاء.
فكيف ينازع العقل نفسه بين أصالة صاحبه وكرامته أليس من المفروض أن يعلوا ويترنم هذا العقل لوجوده بذا الإنسان الذكى الثرى بأصالته وكرامته وهذ هو الطبيعى , أرد على ذاتى نعم ولكن هناك استثناء وهو كما يلى.
عندما يوضع الإنسان بمشكلة ما لا دخل له بها أو وضعت فى طريقه أو جبلت عليه عندا وتكبرا وفحشا وافتراءا وتطاولا , هنا يمكن له الله بأن يكون صاحب الغلبة بأدلته على برائته وبراهينه الأصلية الأصيلة لكنه يلتزم الصمت ويتألم فى سكون ولا يرد أو يثأر لنفسه فهنا أصالته ومعدنه الطيب فعل ذلك لسابق معرفة ولله ثم لله ثم لله.
ثم يفاجأ بأن الأمور تتفاقم والتطاول أصبح فعلى ويرمى بما هم أهله وتتفكك أليات معارفه وطموحه ووصوله فهنا تحدثه كرامته وتجذبه بلافتة بسيطة الأرض تهون بدنياها أمامى فيقرر الآدمى أن الثأر الثأر وليكن مايكون بل ولتوضع الأمور فى نصابها وعندما يشمر عن ساعديه ليشدوا بما لديه يجد الأصالة والمعدن يحاوره اجعلها لله فالله مع الحق أيما كان.
فالعقل هنا ينازع بين تنازع طرفين أجودين الأصالة والكرامة فلكل منهما الحق والوسيلة فيتدخل القلب تدخلا لطيفا بقوله الحق واحد والباطل دائما زهوق فاصبروا عسى أن تنالوا ماتتمنون , فما بالكم أيهم يطغى أم لأيهم العقل يستسلم هذا ماسأخبركم عنه فى الحلقة القادمة.
والسلام لكم منى والله المستعان.
-
Dr.MFaridباحث فى الكيمياء الحيوية والنباتات الطبية