هي الأميرة البرتقالية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هي الأميرة البرتقالية

رعاية الاستحقاق

  نشر في 08 مارس 2016 .

لن تجدَ المرأة أفضل الأزمنة لتكونَ ميداناً للرعاية والعناية الفائقة وحضورَ جميع الأواصر الاجتماعية والنفسية التي يتنادى المحيطونَ بها لتراهم وهم يولونها أجمل وأنبل أنواع التّعاطف والرّقة في التعامل وملاحقة الآمال والأمنيات وتخفيف الأوجاع والمشاركة الوجدانية مثل فترة الحمل ..

ولعلّي هنا أن أُبرز الدور المصمَّم على (قياس) الزوج في تلك الوضعيّة الاستثنائية من مسيرة العلاقة الزوجيّة المقدّسة ليكونَ الاعتراف بأنّ كلّ ما يقدّمه الرجل الطبيعي من خدمات إنسانية عامة وخاصّة ورعاية حميمة وصادقة لمشاعر زوجته وعواطفها بل ولبدنها وجسمها الذي يحمل في داخله إنساناً آخر قد يكون له شأن وتاريخ هوَ بداية أدوار الحياة المستقيمة ..

فالتّقرير الذي تَناقلتْهُ وسائل إعلام كثيرة مؤخّراً عادَ ليؤكّدَ أنّ أكثر الأطفال (التّوحديّين) يولدون بهذا المرض أو يصابون به بعدَ فترة قصيرة من ولادتهم بأسباب مضافة للأسباب الطبية تتمثّل في عوائق نفسيّة وشعوريّة أصابت الأم أو ألمّت بها في وقت أو لحظة من لحظات حملها ولو في الأشهر الأخيرة ، ممّا يجعلني أجزم بأنّ الاستحقاق الذي أعنيه للمرأة في مثل هذه الحالة الدورية التي تمرّ بكثير من نساء العالم لها من الجوانب الاجتماعية الملحّة ما يجعلها قابلة للطّرح والتأكيد والتوعية والتذكير ..

فدواعي المبادرة لأن تكون الزوجة الحامل أميرة برتقالية تختال في مملكة عالية الإمكانيات وراسخة الاستقرار ومترابطة الأطراف كثيرة ومتناهية ، فليس من المعقول أن تجذب التسعة أشهر بأيامها وساعاتها وما فيها من تناقضات وتحوّلات وآلام وأوجاع كلّ ممتلكات تلك المرأة ومخزونها الارتياحي والرّضائي ولا نوفّر لها من أنابيب (الأوكسوجين) العاطفي سوى نظرات شفقة وتأوهات ملل واستثقال وكأنّها حامل لفيروس معدي ..

وعاتق الزوج هو أولى العواتق وأجدر المسئولين عن هذه النّاحية الراسخة في عقول النّاس بأنّ (الوَحَم) من لوازم الحمل ومشتقّاته وتبدو بعض المجتمعات غارقة في تحقيق مطالب الحوامل بغض النّظر عن شعور عاطفي أو تقدير نفسي لما تمرّ به لمجرّد أن الخوف على مشكلات في الأولاد وخِلْقّتِهم هي السبب الأكبر ، معَ أن الأمر لا يتطلّب عقود لؤلؤ ولا أطقم زمرّد ولا تغيير فرش البيت بقدر ما يتطلّب رعاية وزُهوّاً ودعماً معنوياً وإشادة وحبّاً وحناناً ورقّة في التعامل تحتاجة شجرة البرتقال المثمرة وهي تُنضج ثمارها بجمال وقور ونكهة متميزة التأثير ..

وليس بعيب أو مستنكر أن نخشى من عواقب وخيمة في ولادة الأطفال فنعمل على توفير البيئة المناسبة لاستكمال مراحل الحمل بسلام وعافية وخير وولادة مفرحة وأولاد مباركين ، لكنّ الوعاء الحاضن والرّحم الأمين والجسد المؤتمن على إنتاج هذه الأجيال له من الحقوق العاطفيّة والتسخير السلوكي والأساليب النّوعية المناسبة في هكذا حالات ما يجعلنا نبحث في دواخلنا عن نظير ما يقدّم للأمة من أبناء في الحمل والولادة والتربية والحنان ونحن نغفو في سبات عميق غير آبهينَ بلحظات مؤلمة في قلوب متعبة قد تودي بمصير أطفال لإعاقات أبدية لا يشقى فيها أكثر من الأمهات أنفسهنّ ..

الهدوء في تبدّل الأطوار النفسيّة وتغيّر الاستقرار العاطفي وتخفيف حدّة الغم والهمّ الذي تشعر به المرأة الحامل في كثير من الأحيان وتعويض الحاجة التي تشعر بها وهي تحمل كياناً آخر في أحشائها وترقّبها وخوفها إضافة لآلامها وأوجاعها كلّ ذلك عالمٌ خاص بل شديد الخصوصيّة لن يعالَج أو تخفّ وطأته عليها إلا بزوج يقدّر المسئوليات السلوكية قبل المادية ومجتمع يرعى حقوق الأمهات قبل الأبناء وبيئة تؤمن بالأوقات الحرجة وتضع خططاً وبرامج وتوقّعات لكل جزئيات الحياة لنسعدَ بأسرة مستقرّة وزوجة مسئولة وأم مدرسة وأبناء ودودين ..

وما قيل لمريم عليها السلام وهي تحمل سيدنا عيسى عليه السلام في بطنها من غير أبٍ يقوم بتلك الوظيفة (وقرّي عيناَ) إلا لتكونَ تلك الجملة مدعاة أن نفتّش عن سلوكيّات ومهارات وخطّة إنسانية محكمة لتقرّ أعين الحوامل وترتاح خواطرهنّ في فترة هنّ في أمسّ الحاجة لها ..


  • 2

   نشر في 08 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا