اطمئــن , لا تسير الأمور كما تراها دائماً ..
هل أنت على استعداد لتحيد قليلاً عن روتينية عقلك ؟؟ , سنرى ..
نشر في 29 مارس 2018 .
هل نظرت يوماً لبركان دائم الثوران لا يتوقف عن تدمير ما يحوطه من طبيعة خلابة قد أوجدها الله لتسر الناظرين ؟ , هل تخيلت حجم الدمار الذي يُحدثه هذا البركان الثوري لما حوله ؟ , وما يقذفه في نفوس البشر من رعب وفزع من آثاره السلبية التي قد تصبح مميتة يوماً ما ؟ وحتى وأن كانت تفصلها عن البركان بلاد وبلاد ولكن الترقب والخوف طبيعة بشرية , بالطبع أول ما يجول في ذهنك عن هذه الظاهرة الطبيعية أنها ظاهرة سلبية لنا فلا يعود علينا منها إلا الدمار والخراب وشعور انعدام الأمان , وهذا ما يحدث فعلياً , نشرات إخبارية من هنا وهنا وتنويهات بأخذ الحذر من توابعه الآتية لا محالة .. غداً , الشهر القادم , بعد عام أو أعوام ؟ , وحده الله يعلم متى ستأتي توابعه , ولكنها ستأتي ولن ترحم أحد ..
أخبار تدميره تتصدر عناوين الأخبار وتتخلل الصحف المعروفة منها والمغمورة , ولا يخلو قصر شاهق أو منزل بسيط من التحدث عنه , يساور الفقير والغني على السواء الخوف مما سينزل عليهم من هذه التتابعات المهلكة , يتحدث عنه الصغير كما يقص على مسامع من حوله قصة قبل النوم , ويتحدث الكبير عنه كما يقص على احفاده قصص بطولاته في شبابه الفاني , لا تتوقف الألسنة عن التحدث عنه , يهرول الجميع إلى منازلهم للتخفي من هذا الوحش الذي سيغزوهم في ضراوة دون النظر إلى آداميتهم الضعيفة أمامه ..
ولكن دعنا ننظر للمشهد من منظور مختلف قليلاً , في محاولة منا لتخفيف هذا الفزع , أو لتسليط الضوء على حقيقة واضحة وضوح الشمس الحارقة في ساعات الظهيرة الشديدة , ولكننا لا ندركها حق الأدراك ..
مهما كان أثار هذا البركان " سلبياً " لما حوله من دمار وخراب وتلويث للوحة الطبيعة المرسومة بألوان زاهية مبهجة بدقة شديدة من رب العالمين , ومهما كان أثاره السلبية لمن حوله من مشاعر خوف وانعدام شعور الامان وتدمير راحة بال الإنسان الذي لاحول له ولا قوة وسلب ما تبقى له من اطمئنانه وهدوءه النفسي المؤقت ..
ألا أن هذه الظاهرة " السلبية " في ظاهرها " إيجابية " في باطنها !! , بل هي قمة الإيجابية إذا أردنا صحة التعبير والوصف ..
ولكن كيف ؟! , كيف لهذا التدمير أن يصبح أصلاح ؟! , كيف لهذا الوحش العنيف أن يصبح حمل وديع ؟! , كيف يمكن أن تتبدل مشاعر الخوف والفزع إلى مشاعر راحة وإتزان نفسي ؟! , تحول غريب لا يتقبله العقل البشري ولا يستوعبه , ولكنه و رغم غرابته يكمن فيه الحقيقة , تستوطن به الفكرة الأساسية , ولكننا الآن بصدد التعرف عليها واكتشافها شيئاً ف شيئاً , سنتوجة لها عن مقربة أكثر ونمحي عنها تراب اللا أدراك والجهل بالشئ الذي اخفى عنا ملامحها ..
هذا البركان العنيف " ظاهرياً " الذي لا يُحدث إلا الخراب في الأرض والفزع في نفوس البشر , ولكنه " باطنياً " يحدث تفريغ للشحنة المهلكة التي إذا لم تنطلق نحو سطح الأرض وتتحرر من باطن الأرض ل أحدثت الدمار الأكبر الأعنف المهلك لا محالة , وسيزداد الأمر سوءاً , ف من حكمة الله جعلها تنطلق بعيداً عن محتوى الأرض تجنباً لحدوث أضرار جسيمة داخلها ويزداد الدمار أضعاف مضعفة , ولن تترك مجالاً في باطن الأرض إلى وتحوله إلى بقايا أرضية , وبالتالي البشرية ستهلك .. فماذا تختار ؟ التدمير البسيط " السلبي " مع إزاحة الخطر الأكبر من الباطن " الإيجابي " , ام العكس لمجرد ان تشعر قليلاً بالاطمئنان أو بالامان , الامان المؤقت والدمار الأبدي .. لك مطلق الحرية في الاختيار ..
الفكرة تتلخص في :
ليس كل ما تراه ظاهرياً سلبياً يكن سلبي بحت , وليس كل ماتراه ايجابياً يكن كذلك تماماً , فقد تجد السلبية تولد من باطن الإيجابية , ولكن رؤيتنا للأمور ثابتة ونحن من اردنا أن نرى الأمور كما هي دون أن نستطرق لمنظور آخر مختلف قليلاً قد يحوي على الفكرة والحقيقة ..
كم من مشاعر غضب تحررت من نفس البشري وكانت رؤيتنا لها قمة في السلبية والعنف وإنعدام التحمل والجزع ولكنها قد تصبح إيجابية بمنظور آخر .. فلك أن تتخيل هذا الغضب المُدمر إذا لم يُحرر من النفس البشرية وظل مقيداً داخلنا , ماذا سيفعل بنا ؟..
سيتحول إلى أضعاف مضعفة من الغضب الأعنف و ينهش في روحنا ويزداد سوءاً لحظة بعد لحظة , وكانت لحظة خروجه بمثابة تفريغ لهذه الطاقة السلبية القاتلة لهدوءنا ..
كم من مشاعر حزن تحررت من داخلنا وكانت رؤيتنا لها سلبية بحتة غير مبررة من النكد والكآبة .. ولكننا إذا نظرنا إليها بمنظور آخر مختلف لوجدناها الإيجابية بعينها , فوجودها داخلنا دون التحرر ستجعلها تتكاثر وتتضاعف وتنتشر لتغزو كل شعور من مشاعر سلامنا وأتزاننا النفسي ..
دع عقلك يتحكم بنظرته الواعية للأمور ولا تجعله يسير على النحو الثابت المُسلم به دون أن يثور قليلاً على هذا الطريق , اطلق العنان لعقلك ليرى الأمور من منطلق آخر , خلال هذه الرحلة العقلية المسماه بالادراك والوعي والثورة ستجد العديد من الحقائق والأفكار المُهمشة التي لم تكن تعي بها ..
استمتع برحلتك الاستكشافية للأمور وابدأ الآن في خوض تلك التجربة الجديدة على عقلك الذي لطالما تم توجيهه لطريق واحد فقط ولم يجرؤ أن يحيد عنه ولو للحظات ليكتشف منعطفات جديدة ..
ولكن الآن ما عليك سوى أن تحيد عنه وتنطلق في رحلة عنوانها : لن تسير الأمور كما كنت أراها , ثمة نواحي أخرى يجب اكتشافها ..