الوعد والرحيل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الوعد والرحيل

عندما نلتقي بالقمر، عندما نبتل بماء الغيث، بينما نراقب السماء ونستقبل قطرات الصفاء.. نذهبُ بعيداً عن ذلك الحزن الذي يكاد أن يكسر أضلع الصبر ونسبح تحت مياهٍ لا نريد منها بمفر.

  نشر في 17 غشت 2024 .

    عندما نلتقي بالقمر، عندما نبتل بماء الغيث، بينما نراقب السماء ونستقبل قطرات الصفاء.. نذهبُ بعيداً عن ذلك الحزن الذي يكاد أن يكسر أضلع الصبر ونسبح تحت مياهٍ لا نريد منها بمفر.

أحاسيسٌ كنت أتذوقها في طفولتي لسنوات عديدة.. حتى بلغتُ من العمر ما يُحرّمُ عليَّ كل شيء حسب أفكارٍ وهمية وضعها مجتمع منعزل عن كل حب وعاطفةٍ بإمكانها أن تُعالج كل ألم لتحول الأرض البور إلى بساتين يملؤها الأمل، يملؤها الحق في الحصول على حياة سعيدة ما دُمنا لا نُخالف ربَّ البشر.. فالطاعة وعدم إغضاب الربّ لا يسحبان منّا السعادة كما يصوره لنا مجتمعنا المُظلِم!

لقد عوّدونا منذ الصغر على كبت أحلامنا وإخفاء خيالاتنا وإبتساماتنا وضحكاتنا البريئة الخالية من كل سوء لإشباع رغبات دنيا ظالمة فرضوها علينا.

لماذا لا يحق لنا أن نبتسم؟ والنبي (صلى الله عليه وسلم) أمرنا بالإبتسامة وصنّفها من بين إعمال الصدقة لما فيها من شفاءٍ لكلا الطرفين.

- لماذا لا يحق لنا أن نتكلم عن أحلامنا؟

- لماذا نبخل على بعضنا في كل شيء؟ بخلٌ في العاطفة، في الصداقة، في الأخوة، حتى في نظراتنا لبعضنا!

- ما الذي حدث لنا؟ ولما كل هذا الجفاء القاتل الذي أصبح يحطم جميع مشاعرنا ويدمر علاقاتنا؟

بتنا لا نحتمل بعضنا، نملُّ بسرعة، نتجاهل بكثرة، ونبحثُ عن أقرب فرصة للرحيل، وإن آتتا الفرصة نختفي كخيالٍ يبدّدهُ نور الصباح!

أشعر بثقلٍ كالصخر أحمله على قلبي الذي يكاد أن يختنق من القسوة والبرود الذي نحمله داخلنا، في الماضي كثيراً ما كنتُ أتمنى الرحيل عن دنيا لا أعيها، كنت أتمنى الرحيل إلى الأبد؛ ولكن اليوم إختلفت مسؤولياتي وأصبحتُ أملك وعوداً يجب أن أوفي بها.. فلم أتعود يوماً أن أخلف وعداً قطعته لأحد رغم إني أتصادمُ دوما مع من يصدّرون الكلام فقط ولا يوفون بما أقسموا به لي.

سنواتٌ، لحظاتٌ طويلة كنتُ ومازلتُ أسيرُ في طرقاتها، تُنارُ هذه الطرق أحيانا وتُظلمُ أحيانا أخرى.. ولكني مستمرة في خطواتي وإن ثَقُلَت؛ فهي التي تنقذني من السقوط في بئر اليأس.

كانت هنالك حفرٌ كثيرة سقطتُ فيها وكنت في كل مرةٍ أخرج منها بصعوبة.. لم يهمني ما كنت أعاني وأنا أتسلق جدران تلك الحفر.. ما كان يهمني حقاً هو إنني كنت أخرج منها رغم إنني في كل مرةٍ كنت أترك ورائي شيئاً من قلبي.. وهكذا كُسِر قلبي عندما تبعثرت أجزاءهُ وأصبح كل جزءٍ يبحثُ عن الآخر ولكن لا يجده في زحام الجفاء وإعتماد المظاهر والأكاذيب في كل شيء.

رحماك ربي.. لقد تعبتُ وتعب قلبي.. فإليك ألجأُ بكل أجزاء فؤادي يامن لا تردُّ من يأوي إليك.

بقلم: د. أسن محمد

د. أسن محمد



  • 1

  • د.أسن محمد
    دكتوراه مهنية في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة مهارات شخصية
   نشر في 17 غشت 2024 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا