نسمع في الآونة الأخيرة عن " self-study" أو " self-learning" بعضنا يعرف ما المقصود بهذا والبعض الآخر لا يعرف, إن كنت ممن لا يعرفون ما المقصود سأقول لك ببساطة إن "التعلم الذاتي" يعني أن تعلم نفسك بنفسك, دون الحاجة إلى معلم.
التعلم الذاتي ليس شيئا اخترعه الكسالى كما يقول البعض بل له أساس علمي ولذلك نجد بان له تعريفات علمية:
"إنّ التعلّم الذّاتي هو العمليّة الّتي يقوم فيها المتعلّمون بتعليم أنفسهم مستخدمين أي مواد أو مصادر لتحقيق أهداف واضحة دون مساعدة مباشرة من المعلّم" D. Rowntree
"هو الأسلوب الذي يعتمد على نشاط المتعلّم بمجهوده الذّاتي الذي يتوافق مع سرعته وقدراته الخاصة مستخدما في ذلك ما أسفرت عنه التكنولوجيا, كالمواد المبرمجة ووسائل تعليميّة وأشرطة فيديو وبرامج تليفزيونية ومسجّلات, وذلك لتحقيق مستويات أفضل من النماء والارتقاء، ولتحقيق أهداف تربويّة منشودة للفرد". د.أحمد اللقاني
والآن, هل كل شخص يدرس بنفسه هو متعلم ذاتي أم أن هناك صفات معينة يتصف بها المتعلم الذاتي؟
المتعلّم الذاتي هو شخص محبّ للعلم ولا يؤمن بوجود عوائق وحواجز تمنعه كعدم توفر وقت كاف للدراسة أو عدم توفر مصادر متاحة, فهو يتقن فنّ استغلال الوقت وبإمكانه أن يبحث عن مصادر تعليمية تمكنه من شق طريقه نحو العلم بنفسه. المتعلم الذاتي شخص لديه هدف واضح ورغبة في تطوير مهاراته.
بكل تأكيد يمكننا أن تعلّم أو نطور مهاراتنا عن طريق الالتحاق بالدورات التعليمية أو عن طريق حضور الندوات والمحاضرات, لكن للتعلم الذاتي ميزات خاصة كعدم الحاجة إلى الخروج من البيت لتلقي العلم, يكفي فقط أن نفتح جهاز الكمبيوتر أو الكتاب لنتلقّى العلم ونحن نجلس على أريكة منزلنا, وفي الوقت الذي يناسبنا, فلكل شخص انشغالاته والتزاماته التي قد تجبره على عدم الذهاب إلى الدورة التعليمية التي تقدم في أحد المراكز. وأيضا التعلم الذاتي يعزز ثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا التعليمية, كلما تعلمنا مهارة جديدة أو أحرزنا تقدما في تخصص ما قد تعلمناه سنشعر بالإنجاز الذي حققناه لأنفسنا بأنفسنا, وهذا من شأنه أن يحفزنا أكثر لنتقدم ونجعل من التعلم عادة يومية.
التعلم الذاتي لا يحتاج إلى خطط وخطوات معقدة كما يعتقد البعض, بل يمكننا ان نطبقه بكل سهولة, ليصبح عادة يومية, كالاتي:
1- اختيار المهارة أو العلم الذي نرغب في أن نتعلّمه.
ما الذي تريد أن تتعلمه؟ المحادثة باللغة الكورية؟ تصميم الأزياء؟ برمجة تطبيقات أندرويد؟
2- وضع هدف واضح, ليكون دافعا لنا في حال تكاسلنا.
يعتبر وجود الهدف امر مهم للغاية, لذا يجب أن يتم تحديد الهدف بعناية, مثل:
سأتعلم البرمجة خلال ثلاثة اشهر أو مع بدء العام الدراسي القادم سأكون قد طورت مهارة القراءة السريعة, وغيرها من الأهداف.
3- جمع المصادر التعليمية.
ليس من الصعب أن تجمع مصادرا للتعلم الذاتي فالإنترنت مفتوح أمامك وهو مليء بها.
4- تحديد عدد الساعات أو الأيام الّتي سنخصّصها للتعلّم الذّاتي.
هذا الأمر بين يديك, فأنت وحدك تعرف كم عدد ساعات فراغك وما هي الأيام التي تتمكن فيها من تخصيص ساعات للتعلم.
"التعليم الرسمي يوفر لك لقمة العيش. التعليم الذاتي يجعلك صاحب ثروة."
جيم رون
"المعرفة الّتي لا تنمّيها كلّ يوم تتضاءل يوماً بعد يوم."
مثل صيني
-
سهام فرج إحميداعمل في مجال تعليم اللغة الإيطالية والتدريب على المهارات اللغوية. اعشق لغات العالم كافة واسعى إلى الإلمام بها. صدر كتابي الأول عن طرق تعلم اللغات عام 2017 ,
التعليقات
وحالياً أتعلم اللغة الألمانية بشكل ذاتي لكن المشكلة الوحيدة التي تواجهني هي الممارسة لأني لا أجد للأسف من أتحدث معه اللغة بشكلٍ يومي. أرجو أن تفردي مقالاً مفصلاً عن أفضل الآليات لتعلم اللغات باعتبارك متخصصة في اللغة الإيطالية وبالتأكيد لديكِ خبرة كبيرة في أمر اللغات.
بداية موفقة. في انتظار كتاباتك القادمة.