تجـــــارة لن تبور - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تجـــــارة لن تبور

  نشر في 20 فبراير 2019 .

((تجــــارة لن تبــــــور ))

**************

من المعروف أن كلمة التجارة هي التعامل بين طرفين أو أكثر ، معاملة على هيئة بيع وشراء ، صادر ووارد ، أو كما يقال بالعامية (هات وخد ).

وللتجارة أساليب متعددة وأصول مهمة ؛ كي تكون تجارة مربحة ، أهمها الإخلاص ، ومراعاة الضمير اليقظ ، وحسن التعامل بين البائع والمشتري طرفي المعاملة.

ومن أهم أنواع التجارة هي تلك التي تقوم بين العبد وربه ، بين الله -عزوجل- وعباده ، معاملة عظيمة من مارسها كان دائماً من الفائزين ،فهو لم ولن يخسر أبداً ، إنها تجارة ذات مكاسب جمة .

كيف تكون التجارة مع الله ؟

التجارة مع الله لا تحتاج لدراسة جدوى ، ولا تحتاج لرأس مال ، بل تحتاج لجهد ولو قليل .

تكون بطاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره ، بكثرة العبادات ؛ من نوافل وصدقات ، وكثرة الأذكار ، وقراءة حروف القرآن ، ومعاملة الناس المعاملة الطيبة ولو بابتسامة ؛ فالابتسامة صدقة. أليس كذلك ؟!

وعبادات أخرى كثيرة تُكسِب صاحبها جبالاً من الحسنات ، هذه الحسنات هي الأجر على فعل كل ما سبق ذكره ، بل أضعاف وأضعاف من تلك الأجور والحسنات التي تثقل بها موازين حسناتنا ،

كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :(( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد ... )) .

وهذا رسول الله وشفيعنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام – يقول :

(( من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرة ))

حتى الصلاة الواحدة على سيدنا محمد ، تتضاعف لعشر صلوات ، سبحانك ربي ما أكرمك ؟!

متى تكون التجارة مع الله رابحة ؟

وذلك عندما تتزين بالإخلاص ، وبحسن الظن بالله ، وعندما تكون خالصة لوجه الله لا رياء فيها ، واحتساب الأجر عند الله.

تأملوا قول الله تعالى في كتابه العزيز :

{مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} البقرة (261)

تدبروا معي هذه الآية الكريمة ، نجد أن من ينفق ماله في سبيل الله ومن أجل مرضاته -عز وجل - كمثل الحبة الواحدة التي تُزرَع في الأرض الطيبة ، هذه الحبة تنبت سبع سنابل فارعة ، وفي كل سنبلة منهم مائة حبة ، أي أن في النهاية نحصل على مئة حبة من حبة واحدة وهكذا ،وهذا أعظم دليل على كرم الله تعالى الواسع على عباده الطيبين .

هناك الكثير من الأفعال التي تحسبها أنت بسيطة ولكنها عند الله كبيرة ، يؤجرك عليها بحسنات تثقل ميزانك ؛ فها هي امرأة دخلت الجنة في هرة عندما سقتها ، وها هي إزالتك لأي أذى في الطرقات صدقة ؛ وذلك عندما قال رسولنا الكريم : { إماطة الأذى عن الطريق صدقة }.

أيها القارئ الكريم ؛ لا تستهن بأقل التصرفات ، والتي تبغي بها مرضاة الله ، ولو كانت جبر الخواطر ، فإنها عظيمة الشأن عند الله ، عظيمة الأجر في ميزانك ؛ حتى ابتسامتك لأخ لك تعرفه أو لا تعرفه فإنك تؤجر علبها ، أنسيت قول نبينا محمد – عليه الصلاة والسلام – عندما قال ((تبسمك في وجه أخيك صدقة )) .

وهناك أمثلة أخرى كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ،لا تعد ولا تحصى ، وكلها تدعونا للتجارة مع العزيز القدير ، تلك التجارة المضمون ربحُها مهما فعلت ، شرط إخلاص النية لله وحده عز وجل .

علينا فقط أن نعلق قلوبنا بالله ، ونحسن نوايانا ،ونجعلها خالصة لوجهه الكريم ، نقترب من الله كي يقترب الله إلينا، كما قال في حديثه القدسي على لسان رسوله :{ إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإذا أتاني يمشي أتيته مهرولا }.

إنها وربي لنعم التجارة ونعم الصفقات الرابحة ، والتي لا يفرط فيها إلا مفرط خاسر ؛ فكل هذا الربح هو فقط في الآخرة ، فما بالك بنصيبك في الدنيا !؟ حيث الرضا والطمأنينة ، وانشراح الصدور ، وفرج الهموم ، وفك الكروب ، ونِعَم كثيرة لا تستطيع حصرها.

إنها كحديقة ذات عبق فوَّاح ينتشر شذاه ، ويغمرنا بعطره إذا اهتممنا بتنسيقها .

وصدق الله العظيم حين قال:

{ إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور (٢٩) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إن الله غفور شكور (٣٠) } فاطر

فتحية السيد


  • 1

   نشر في 20 فبراير 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا