اندماج البنوك تساؤلات مُحيرة

ايام قليلة تفصلنا عن اندماج البنك الأهلي السعودي وبنك سامبا في أكبر عملية اندماج في العام الجديد، بعيداً عن تاريخ نشأة القطاع المصرفي وبداياته وتاريخ البنك الأهلي بوصفه اول بنك تجاري سعودي يلوح في الأفق تساؤل لماذا تتجه المصارف إلى الاندماج؟ اليوم البنك الأهلي وبنك سامبا وبالأمس بنك ساب والسعودي الهولندي!

يتحدث المختصين في القطاع المصرفي عن فوائد الاندماج وأهميتها لحماية الكيانات والأصول المالية ودعم محفظة الأفراد المتمثلة في القروض الشخصية والعقارية والاستثمارات المتوسطة المدى والمعروفة اختصاراً بصناديق الادخار والودائع، حديث المختصين نابع من التخصص الذي لا يعترف بالمستهلك ومتطلباته، المستهلك أو عميل البنك اياً كان ذلك البنك يبحث عن مصلحته ولن تتحقق مصلحته إلا في جو تسوده المنافسة أو على الأقل تعدد الخيارات علماً أن المنافسة شيء والخيارات شيءُ آخر!

القروض الشخصية والعقارية من أكثر المنتجات طلباً وتخضع لعدة ضوابط وشروط، تلك القروض يمكنها أن تدخل ضمن مقولة "شرُ لا بد منه" فالحياة ومتطلباتها فرضت ذلك ولا مناص من الدخول في تلك الدائرة التي لا مخرج منها، القروض الشخصية والعقارية يقال انها وفق الضوابط الشرعية وهي منتجات إسلامية وبعيداً عن تفصيل وتعقيدات تلك المنتجات ونسب الربح الباهظة والقول النبوي الشريف " كل قرضِ جر فائدة فهو ربا" ستكون المرحلة المقبلة خالية من المنافسة بحدها الأدنى فكما هو معلوم نسبة الربح في القروض الشخصية تختلف من بنك لآخر فهي تبدأ من ١،٥٠ إلى ٣،٥٠، ونسبة الربح في القروض العقارية تبدأ من ٦،٥٠ إلى ٨،٥٠ وقد تزيد قليلاً وقد تنقص فهذه نسب تقديرية هامش الصواب والخطأ فيها ٠،٥٠ ٪..

اندماج الكيانات العملاقة لا يتضرر منه المستهلك بل حتى الموظفين قد يتضررون فالاندماج قد يعني التخلي عن بعض الموظفين وتقليص ميزانية التوظيف والتدريب والتأهيل واستقطاب الكفاءات الخ، نحنُ إذا أمام تساؤلات مشروعة فمتانة الاقتصاد السعودي ومستويات نموه وبرامجه التطويرية تدعونا لأن نطرح تساؤل لماذا الاندماج ولماذا لا يتم تشجيع التوسع في فتح المصارف لتتحقق المنافسة وينعكس ذلك بالإيجاب على المستهلك والاقتصاد الوطني، التساؤلات حق مشروع ونحنُ كمستهلكين ومواطنين ننتظر من البنك المركزي السعودي توضح إيجابيات الاندماج في قطاع المصارف على الفرد وعلى الاقتصاد فذلك من باب الشفافية ونرجو الا يتأثر سوق العمل جراء ذلك الاندماج الذي لن يستفيد منه إلا كبار المستثمرين بكلا البنكين...