أتعلم شيئاً لم ولن أرى أرقى من هذا التخصص ولكن عليك استغلاله بالشكل الافضل , في جامعتي رأيت الكثير من التخصصات والكثير من الطلبة ولكن عبقرية طالب الهندسة حتى ولو لم يكن متفوقاً تختلف عن أي عبقرية أخرى , له فكره وله تحليله وله الرأي الخاص والمنظور المختلف !

معاناة أي طالب يدرس في كلية الهندسة لا تكمن في النتائج ولا في الواجبات بل تكمن في من يعطيك علم الهندسة فيمن لا يحترمك ويقدر ذاتك و لا يسعى لجعلك الأفضل فيمن لا يتقنون التعامل مع الطلاب وليسوا الا مجرد أدوات يعملون من اجل المال وليس من أجل تخريج الأجيال معاناتي من الذين يعتقدون بأنهم الأفضل دائماً .

" ذهبت لجامعتي وكان في الأيام الأربعاء وهو أخر ايام الدوام في الاسبوع والجو مليء بالملل والفرحة بسبب نهاية الاسبوع بالنسبة للطلبة لكن كانت مفاجأة خاصة بالنسبة لي في ذلك اليوم فبعدما سأل المحاضر سؤالا صعباً ومن المعروف من سيجيب عليه أو سيشاركون في النقاش هم بضعة طلبة يسمون أنفسهم بالمتفوقين , فقط لأنهم يحصلون نتائج جيدة ! ولكن كما كانت نظرتي منذ صغري التفوق ليس بالنتائج فذات يوم كنت أفضل طالب في المدرسة من حيث نتائجي ولكن أصدقائي كانت شخصياتهم أجمل وأفضل , ولأعود لذلك اليوم الجامعي ومفاجأتي الخاصة بعد سؤال المحاضر لم يجيب احد على السؤال ولكنني كنت اعرف الاجابة فتوقفت للحظة أفكر فيما سأجيبه وإذا بالمحاضر يقول حسناً سابدأ بالاجابة أنا وقصده هو سيجيب لفشلنا في الاجابة لكن قبل أن يبدأ قلت ولكنني أعرف الاجابة ! رفع حاجبه ونظر الي بعين ضاحكة هذا بخلاف العيون التي كانت تنظر لي والتمتمة والغمز والهمس الذي سمعته بخلاف الضحكات الخافتة أيضاً , قال المحاضر ( أتوقع أن يجيب عليه احداً من طلاب المدارس ولا تجيب عليه أنت ) ثم تلى هذه الجملة القاتلة ( اتفضل جاوب ) نظرت اليه نظرة استحقار وشعرت بأني اريد قتله ولكن تملكني شعور اللامبالاة لدقيقة وقلت له ( لا أنت أعلم مني وربما تجد احداً من طلبة المدارس من أولادك يجيبك على هذا السؤال التافه الذي لن أفكر بتحريك شعيرة واحدة من شعيرات دماغي الذكية لأجيبه دع أطفال المدارس الاذكى والادهى منا يجيبونه ) .

نعم كان الرد ليس أخلاقياً ولكن طريقته في الاستهزاء كانت أقسى ومحرمة بالنسبة لي , شعرت بالفخر لأني إستطعت إخماد الفوضى التي كانت تحدث فتلك الفتاة التي سمعت ضحكتها من اقصى القاعة شعرت بالخطأ بعد الرد أما ذلك الشاب الذي نظر إلي وكان يضحك ويقول لصديقه المجاور له بصوت خافت ( مضلش غير هادا الي يجاوب ) , وتلك الفتاة التي كادت أن تكسر كتف صديقتها وهي مغمورة داخل الضحكة وتضرب به جعلتهم يندمون على ذلك وجعلت المحاضر ينتبه انني اذكى منه , بالطبع هو خبرته ومعلوماته اكثر مني وهو يسبقني بمستويات كثيرة في تلك المادة ولكن ليس هناك سواها فتجاربي الشخصية رغم صغري يبدو أنها كانت اكثر , فمنذ وفاة أبي وانا اكرههم جميعاً من يستحقرون الناس ومن يقللون من شأنهم فكثيراً ما رأيت من يستهزئون بأبي وهو افضل منهم وكان ما يقتلني هو صمت أبي وصبره عليهم .

من هم ليستهزئون بنا , هم ليسوا أكثر من أنهم يسبقوننا بالدراسة بأعوام فقط لا غير ! لكن هناك من يرغمك على احترامه واحترام علمه وادبه بتقديره لك ولذاتك العظيمة ويشعرك بأنك الأفضل دائماً أحبهم أينما كانوا . "

يتبع ..