رسالة في الحب و الإهتمام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رسالة في الحب و الإهتمام

  نشر في 15 نونبر 2015 .

صديقي العزيز ,
لكَ مني أطيب التحيّات , و لأهلك الكرام أرقّ الأمنيات
أما بعد ,
فقد وصلني خطابك الأخير , المليء بالمشاعر المتّقِدة و التساؤلات المضطربة , و إنك لتسأل عن أمر بالإهتمام جدير , لا يلتفت إليه من الناس الكثير , تسأل عن الحب , فاسمع لكلامي المُنساب من القلب
أعلم أخي الكريم - أيَّدك البارئ بمدد من عنده – أن الحبَ رزقٌ من الله , به يهنأ الفؤاد و تسمو الروح , و لا أقصد بالحب حب الرجل للمرأة , فتلك مجرد عاطفة كسائر العواطف , بل أعني الحب المُطلَق على فِطرته , حب الخالق و المخلوق , الحيّ و الجماد , الطبيعة و الناس . من لم يعرف الحب لم يعرف الحياة
لا تصدّق ما يقولونه لك في الأفلام عن السقوط في الحب من أول نظرة , فقد لبثت في الدنيا عُمراً و لم أرَ مثل هذا , و إن حدث فهو مجرد إندفاع و إحتياج , أمّا الحب الحقيقي فهو كائن حي مُكتَمِل التفاصيل , يُولَد صغيراً ضعيفاً , يحتاج إلى رعايةٍ و إهتمام , يحتاج إلى تفكير و تدبير , حتى يبلغ أشدَّه
و أعلم أخي الحبيب – أدام الله فَرَحك – أنّ الحب لا يحجب العقل , و لا يُعيق الفكر , بل هو مُحفِّز لهما على أداء دورهما , لا يُعَطِّل الإنسان عن القيام بمهامه , بل يدفعه للأمام , يوقِظ الأحلام المندثرة التي ألقتها الدنيا في غيابة الجُبّ كما أُلقي فيه يُوسف من قبل , الحب يُشعِرك بالأمان و الأُنس , الحب حرية لا يُقيّدك بشيء , و في نفس الوقت ينبهك إن حِدت عن الطريق , و لا يطلب منك في مقابل كل هذا إلا الإهتمام , الإهتمام بمن تُحب
و الإهتمام هو رَأس الأمر و عِماده , هو الذي يمُدّ أواصر المحبة بينك و بين الآخرين , فكيف لهم أن يعرفوا بحبك لهم إن لم تهتم بهم ! و الإهتمام ليس مجرد كلمة أو فعل , بل هو أسلوب حياة , تُحبّ الله فتهتم بفعل كل ما يُقرّبك منه , تحب الأهل فتهتم بصِلَتهم و السؤال عن أحوالهم , تحب الأصدقاء فتهتم بهم و تكون لهم نِعم الصديق , تحب الحياة فتهتم بها و تحياها كما ينبغي , تحب الجنّة فتسعي لها بما يقربك منها , الحب إهتمام , و الإهتمام سَعي
أخي الكريم ,
الحديث عن الحب هو أمتع ما في الوجود , لا ينتهي فيه الكلام , و لولا عِلمي بعدم صبرك على القراءة كثيراً , لكتبت إليك خطاباً طويلاً , إِقرئ أهلك مني السلام , و أُنهي خطابي بالصلاة على خير الأنام
صديقك المخلص
15 نوفمبر 2015 



  • 8

  • عمرو يسري
    مهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.
   نشر في 15 نونبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا