بجانبه قامة أنوثتها أطول قامة وشاربه يعانق أظافرها الطويلة ، تمنحه ابتسامة رضى ، فيسرع إليها بكأس العصير ، تباغته بضحكة عالية ، يهتز لها جسده النحيل ، يسبقه الكأس إليها منكسراً تحت أقدامها ، تشير بإصبعها الغارق في النعومة إلي الكأس ، وعيونها تهمس ، كل الأشياء هذه الليلة تنكسر عند قدمي ، حتى أنت ، أتحسب أنك كسرتني عندما تركتني من أجلها ، هى في ثياب الخائنة أكثر سقوطاً وأنت في ثياب الخيبة أكثر بؤساً ، تململ الرجل ، مس الكأس المكسور بقلبه قبل يده ، دم كرامته يسيل علي قميصه الأبيض ، فيبدو لها أكثر جمالاً من مشهد تغرب فيه الشمس وهى تراقص الملل علي شاطئ من وجع ، الغفران يختنق بصدرها ، وقميصه يبتل دم بلون خيبته ، اعتدل أمامها وهم يضفر شاربه الطويل ، ولكن شئ ما منعه من تلك الخطوة ، ثمة وهن دب في أنامله ، خيبة تعانق خنجرته ، هل مازلت تصر علي الإنفصال ، تنحنح وهو يحدث نفسه بتلك الخبيات التي ضيعت صوتها في حضرة صاحبة الكرامة ، بقدر حبها له كرهته ، وبقدر إخلاصها لها تمنت أن تلفظه من قلبها مع كل خلية مسها بيديه القذرتين ، مع كل همسة شاركتها فيها امرأة ضاجعها الشيطان في قلبه ، شهقت بصوت عال ، هم قلبها أن ينطق بالغفران ، أسرعت إلي قطعة من الكأس شاردة ، جعلت تتأملها في ضيق ، قلبها المثقوب يئن ، أناملها تتحس صدره ، دماءه الساخنة تنفجر من صدره ،عيونه تتسع ، صرخته تعانق حلقه المهزوم ، تسكته الخيبة ، هذا ما فعلته بصدري يوم جعلته وطنا للخائنات ، وسادة الموت بصدرك تلفظ الطهر مع دماءك النجسة ، أنها تحدث نفسها هذه الليلة ، صوته القادم من بعيد يغازل مسامعها ، أسرعت إلي صدره تتحسه بجنون ، أناملها المرتجفة أفلتت تلك الخلصة الشقراء التي كانت بيدها ، ناولها كأس بارد تراقصت بداخله أمواج حمراء ، أشارت له بكفها أن ضعه مكانه ، نظر إلي الخصلة الشقراء بيدها ، ابتلع ريقه ، أيمانه المقدسة لا تكفيه ليبرر فعلته ، هل يخبرها أن قد تحول إلي بطل خارق فطار إلي أعلي بيانه لينقذ فتاة شقراء ، واضطر إلي عناقها مرغما لينقذها فأصابه من شعرها ما ترى ، فك رابطة عنقه الحمراء ، ضمها إليه أكثر ، تمتم بكلمات غير مفهومة ، تفلتت منه بصعوبة ، تمنت أن تصفعه، أن تركله ، أن تشق صدره بأظافرها ، وقفت تحت المطر وحدها تغسل جسدها منه ، ، نزعت عنها سترتها الثقيلة وراحت تمشي وهي تركل الفراغ بقلبه ، لحقها هو ، أيمانه المقدسة تمطرها وجعاً، تتحمل المرأة أن ترى زوجها مذبوحاً ولا تتحمل أن تراه يعانق امرأة غيرها ولو بقلبه ، تركته مع خيبته يبكي ، وعانقت السماء بكلتا ذراعيها وهى تغني أغنية تشبه خيبتها فيه وخلصته الشقراء، بارع هو في خيانتها ، راسبة هى في الإعتراف بذلك .
-
إيهاب أبو سمرةكاتب رأي بساسة بوست رابط المقالات بالموقع : http://www.sasapost.com/author/ehab-abo-samra/ فازت قصتي "أحلامي الغالية " في مسابقة دار ضاد للقصة القصيرة لعام 2016م مصمم جرافيك ورسام وأهوي المونتاج وإلقاء الشعر ولي أعمال عدة بقناتي باليوتيوب . ...