ذات يوم طلب مني صديقُ صديقِ أخي أن أقرضه مبلغا مهما من المال، المشكلة أن هذا الشخص من النوع الذي لا يرجع درهما فكيف أقرضه مبلغا محترما كهذا. الحل سهل طبعا هو أن أعتذر منه وأساسا هو ليس بصديق عزيز علي حتى أحرج منه. 

المشكلة عندما يطلب منك صديق عزيز أو شخص من معارفك أن تقرضه وأنت تعرف يقينا أنه في أزمة خانقة وأن بإمكانك اعتبار هذا المبلغ صدقة. أنت لن تسترد المبلغ قبل وقت طويل أو ستخسر علاقتك بهذا الشخص لو حاولت الإصرار على استرجاع المبلغ بأي طريقة.. هذه مشكلة فعلا لأنك حتما لا تريد أن تخسر مالك ولا تريد أن تخسر علاقتك به، فماذا تفعل؟؟ هناك حل جزئي هو أن تقرضه مبلغا أقل من الذي طلبه بحيث لا يضرك أن لا يرجعه لك في القريب وتكون قد حافظت على علاقتك به. 

هذا حل جزئي فعلا لأنني لا أضمن لك أن لايعود مرة ثانية لطلب بقية مبلغ القرض..نعم هذا يحدث فعلا.

وهناك نوع ثالث، يطلب منك في كل مرة مبلغا صغيرا.. هو لا ينوي إرجاعه وأنت لا تستطيع رفض طلبه لأن المبلغ صغير.. لكنه يبالغ أكثر من اللازم فيكون عليك الإختيار بين أمرين أحلاهما مر، إما أن تجازف بعلاقتك به وترفض طلباته المتكررة وقد تصير في نظره بخيلا لا تعني لك علاقتكما شيئا، أو أن "تشتري" استمرار علاقتك بهذا الشخص وتؤدي هذه الضريبة في كل مرة يطلب ذلك.. قد تعتبر نفسك ساذجا من السهل استغلاله في هذه الحالة، لكنه خير الأمرين بالنسبة لك في هذه الحالة. 

الكلام هنا ليس عن الجود والبخل، أو عن تفريج كربة مؤمن، لكنه عن نوع من الأشخاص يحرجك استغلاله للناس بكثرة الإستدانة.. وتكون المشكلة أكبر وأكبر كلما زاد قربه منك.