الحرب أشبه بلعنة حلَّت علينا فهدمت البيوت ،

أعدمت الحب وشاخ الجميع فجأة دون سابق إنذار، أنهت علاقات، شردت البعض وغربت البعض الآخر أما البقية فقد أصبحوا في عداد الموتى، جعلت الجميع يحلم بالأمان كان البعض يلجأ لفعل كلِّ شيء مقابل المال ليضمن حق العيش فقط فيلهث وراء لقمة العيش ، يجوع ويعطش حتى أبسط الحقوق التي يعيشها يحرم منها حتى الماء يصبح ثمينا عندما تحل الحرب حتى قلوب الناس انعدمت فيها الرحمة ، جردت معظم الناس من ضميرهم و حوَّلت البعض من صادقين إلى كاذبين، أمَّا البعض الآخر فقد اضطرُّوا لتعلم مهن جديدة، يتمت الأطفال و رمَّلت النساء كان كلُّ ما يؤرق الجميع هو الحاجة إلى المال ، أشدُّ ما يؤلم أنَّ الحاجة قاتلة جدًّا إلى الحدِّ الذي ليس بعده حد، فالحرب أشبه بنكسة لا شفاء منها، منهم من استطاع التأقلم مع ظروفها ومنهم من أدرك أنَّ وجع الحرب لن تشفيه يد الزمان، مع مرور الوقت تموت في أعين الناس الحياة، يجردون من حقهم بالعيش شيئا فشيئا والذي هو أبسط حقٍّ يمتلكونه، تتغير حولهم الحياة وتصبح كمسطرة مائلة بعدما كانت مستقيمة، حين تندلع الحرب لن يكفيها حصاد سنة أو سنتين لكي ينطفئ لهيبها فهي نار تحرق كلَّ من يقف قبالتها تأكل الأخضر واليابس، إنَّ الحرب شنيعة تولد الكره والجفاء، نكره من نمدُ لهم أيدينا لمساعدتنا فنعود خائبين مكسورين ونفقد الأمل في العيش كالبشر ،وبالأخير نخسر أنفسنا والوطن معًا فحين يفقد الإنسان وطنه يفقد الحبل السري الذي كان يربطه بالحياة يفقد القدرة على الاستمرار في حياة تكون أشبه بالسواد حياة خالية من كل شيء حتى الأمل فأي حياة تنتظر الجيل القادم مباني مهدمة ومدارس أصبحت خرابًا لا غير حتى العمل يصبح أشبه بمعجزة في الحرب ، تصبح حياة الإنسان مرهونة مع الموت ينتظر نصيبه من قذيفة عابرة في السماء أو رصاصة طائشة تصيبه بالخطأ فيموتَ ، كان الموت أشبه بحل لمشكلتهم فالموت بكرامة أجمل من موت ذليل ،

فسلامٌ على وطنٍ نهشته مخالبُ الحرب وسلامًا على الموتى في قبورهم