نحن شعب يخاف الاختلاف - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نحن شعب يخاف الاختلاف

الاختلاف رحمة

  نشر في 02 يوليوز 2015 .

الاختلاف جعل الوطن العربي يسبح في بركة من الدماء ، فاختلاف العقيدة يؤدينا واختلاف المذهب يؤدينا واختلاف الشكل واللباس يؤدينا وحتي اختلاف اللغة أصبح يؤدينا فغذت كل طائفة تدافع عن معتقدها بالرصاص وأصبح ثمن انتقادك للآخر الموت بأبشع الطرق

فالكل عاش علي المجزرة التي ارتكبها ارهابي السوسة بتونس في حق حوالي 39 سائحا راحوا ضحية تعصب وتطرف وأفكار وهمية زرعت في ذهن هذا الشخص الذي وجه سلاحه في وجه هؤلاء المدنيين العزل ليعلن بعد ذلك تنظيم المسمي داعش تبنيه للهجوم ، وليس هذا فقط بل وصلت بهم الجرأة إلي تفجير المساجد التي هي بيوت لعباد الله عز وجل وقتل المصلين لا ذنب لهم يسوى أنهم مختلفو المذهب

إن النظام القبلي لزال يحكمنا ، فكل قبيلة تسعي لنشر تقاليدها ومذهبها بأي ثمن حتي لو كان القتل ، وهذا تفسره المشاهد التي يبثها الاعلام العربي كل يوم ، أليس في استطاعتنا أن نعيش اختلافنا في سلام دون أي احتكاك وسعي لفرض السلطة علي الاخر ، أليس في استطاعت سني أن يعيش مع شيعي في مكان واحد دون سفك دماء بينهما أقول نعم وأبرز دليل علي هذا سلطنة عمان هذه الدولة التي يتعايش فيها جميع المذاهب حتي أنهم يصلون في نفس المسجد كل بطرقته متقبلين اختلافهم دون أي صدامات ، وهناك دليل أكثر قوتا فنبينا محمد صلي الله عليه وسلام كان يعش مع اليهود الذين هم أمكر خلق الله في المدينة دون أي خلاف بينهم رغم اختلاف الدين

مشكلتنا ليست اختلافنا في العقائد والتوجهات بل المشكل هو خوف كل طائفة من سيطرة الآخري علي زمام الامور ، فالسلطة هي مرادهم لأن من خلالها يمكنه أن يفرض مذهبه وكل معتقداته علي الاخريين اللذين بدورهم ستفرض عليهم أشياء لا يحبونها ولا يؤمنون بها ليصبح بعد ذلك الرصاص والدماء هي الحل وما تزيد الوضع إلا تأزما

أما من الجانب الديني فالقران والسنة أباحوا الاختلاف وجعلوه من سنن الحياة ومن وسائل التي سخرها الله عز وجل للتعارف وتعايش مع الغير وذلك في قوله عز وجل في سورة الحجرات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) ، وجاء خير البشرية محمد صلي الله عليه وسلام ليبين لنا مفهوم الاختلاف وأن الله لا يفرق بين عباده إلا بالتقوى في قوله صلي الله عليه وسلام (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بتقوى ) ، فالاختلاف ليس وسيلتا لتعارك وهدر الدماء ، بل الاختلاف وسيلة لتعرف علي ثقافات أخري وتعايش معها في سلام واستفادت منها ، فالاختلاف لا يفسد للود قضية وما يحدث أن ماهو إلا فتنة زرعت لتشتيت شمل المسلمين وجعلهم يقتلون بعضهم ، وهذا سينقلب عليهم إن شاء الله بعد أن يصبح المسلمون شعبا واحدا لا قبائل وأطياف ، فالغرب لم يتقدموا حتي تقبلوا الاختلاف الكائن بينهم

وكما قال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش رحمه الله:

سنصير شعبا حينما ننسي ما تقول لنا القبيلة

بقـــــلم : حمـــــــزة غـاشـــــــي

hamzaghachi19@gmail.com

https://www.facebook.com/pages/Hamza-Ghachi/228318520527454



  • 3

   نشر في 02 يوليوز 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا