حكايتي معكِ (1) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حكايتي معكِ (1)

حب من اول نظرة

  نشر في 08 غشت 2015 .

          ذات مساء، وبينما كنت محلقا كعادتي في عالم الخيال، استمع الى موسيقى كلاسيكية هادئة، خطر ببالي ان اكتب عنك، وعن بداية الحكاية التي عشنا تفاصيلها كالحلم. لم يمضي وقت طويل مذ عرفتك، غير ان الأشهر القليلة التي قضيتها معك كانت بالنسبة لي عمرا بأكمله، كأنا سرقناها من زمان ليس بزماننا ، ومن عالم غير عالمنا، لحظات حميمية اكتسبت دفئها من بين صفحات روايات الحب، او من قصص الف ليلة وليلة. لم اظن يوما ان الواقع الذي كنت اعيش ايامه بروتينها الرتيب يمكن ان يتحول بسحر امرأة الى جنة من جنات الحب والسعادة. سأكتب لك الحكاية من بدايتها، ثم ارسلها اليك لتعيشين لحظاتها مرة اخرى، او سأنتظر حتى نلتقي فنقرأها معا.

          أتذكرين يا حبيبتي ذلك اليوم؟ ربما لن تتذكريه لأن ما جرى عندها بدا لك عابرا، ولكنه بالنسبة لي كان القدر الذي قلب حياتي رأسا على عقب.

          كعادتي، كنت اقف شارد الذهن قرب الاشجار النضرة، التي تتوسط الساحة في الكلية، بأوراقها الخضراء المتلألأة تحت اشعة الشمس. لطالما وقفت هناك خلال الاستراحة التي تسبق المحاضرة الثانية، فضلت الاستمتاع بالهدوء بدلا من الانضمام الى بقية الطلاب وسماع احاديثهم المملة.

          فجأة، قطع سلسلة افكاري صوت انثوي عذب، شعرت وقتها أنها المرة الاولى التي اسمع فيها صوت مثله، بدا وكأنه نوتات موسيقية، التفت جانبا بفضول لأعرف صاحبته...فكنت انت. تقفين مع ثلاثة طلاب من صفنا، بدوت في غاية الحماس وانت تتحدثين بنبرة عالية عن دليل عقلي يثبت وجود الخالق!

          اعجبني ذلك المشهد. اعجبني ذلك الحديث، كنت تتحدثين باللغة التي احببتها وبدأت اتعلم بعض كلماتها، لم اتوقع يوما ان ارى احدا في الكلية يتحدث عن الدين او العقيدة او الفلسفة. ساورتني الرغبة بالانضمام اليكم، ولكنني لم اكن اعرف اي واحد منكم. كنت في غمرة حديثك عن الفلسفة، اما انا فقد غرقت في فلسفة جمالك، في فلسفة خديك الورديين، وفي فلسفة عينيك الزرقاوين.

          تنبهت اخيرا لتواجدي ولتلك النظرات التي تطوقك، فرمقتني بنظرة حادة خاطفة، ويالها من نظرة! كأنها سهم انطلق بسرعة ليصيب قلبي حتى اخذ يرتجف وينبض بقوة. شعرت فجأة انني ضائع، اقف في اللا مكان واللا زمان، كل ما اراه ظلام في كل الأرجاء، ﻻ ارى من حولي اي شيئ سوى ذلك الملاك الواقف امامي، لم اعد اشعر بشيء، كنت بين الحلم واليقظة، كل ما كنت متأكدا منه في تلك اللحظة هو أنني سقطت في حبك من اول نظرة.

          منذ ان رأيتك في ذلك اليوم، وتفكيري وكل كياني معلق بك، فكرت بطريقة لكي اتقرب منك، لم اكن اعرف عنك اي شيء، وﻻ حتى اسمك! سألت عنك احد اصدقائي ممن كنت اثق بهم، وبعد استجواب طويل اخبرني باسمك، رولا، هذا هو اذن اسم فتاة احلامي. كان صديقي علاء يعرفك جيدا فأنتما ضمن نفس المجموعة الدراسية. اعطاني اسمك الكامل، سألته ان كانت هناك صفحة باسمك على الفيس بوك، فأخبرني انه لم يرك هناك.

          رغم شعوري ببعض الاحباط، فقد قررت أن ابحث عن صفحتك بنفسي. وددت أن اعرفك اولا في عالم الفيس بوك قبل ان ننتقل الى الواقع، فلقد كان ذلك اكثر سهولة بالنسبة لي. بحثت كثيرا حالما رجعت من الكلية، في نفس اليوم الذي عرفت فيه اسمك، لكنني لم اجد لك اثرا. هناك الكثيرات ممن يحملن اسم رولا، لكنك لم تكوني بينهن. كنت سأستدل عليك من خلال المعلومات الموجودة على الصفحة.

          مرت ثلاثة ايام، كنت اراك بين الحين والآخر في الكلية وانت تمشين بين صديقاتك كالاميرة، كانت الابتسامة تعلو شفتيك دائما، تبتسمين فابتسم لك ويحترق قلبي بنارك ولا يكاد ينطفيء. انتهز بعض دقائق الاستراحة خلال المذاكرة لأبحث عنك ولكن دون جدوى. اين تلك الفتاة التي اخذت قلبي معها؟ متى سأجدها؟ متى؟

          "تتظافر الأقدار لكي تساعد الحالمين في تحقيق احلامهم." احب عبارة باولو كويلو هذه. مرة اخرى تأكدت من أنها صحيحة. ففي احد الايام، كنت اقرأ منشورا للكاتبة العراقية الشابة تمارا شاكر في مجموعتها، تركت تعليقا تقليديا، وبينما كنت اتطلع الى اسماء بقية المعلقين، وجدت اسمك! لقد كان هناك! كيف لم يخطر لي ذلك؟ كان مكتوبا بالانكليزية "Roula"، بينما كتبته انا عندما بحثت "Rola"! عدت الى حقل البحث من جديد وطبعت الاسم بشكله الآخر، فكنت تتصدرين قائمة النتائج! اخيرا وجدتك...

محمد باسم، 8/8/2015


  • 2

   نشر في 08 غشت 2015 .

التعليقات

Out In منذ 9 سنة
رأى قصه جميله جدا مشوفتهاش
0
Muhammad Basim
اشكرك كثيرا. مرورك هو الأجمل.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا