يوميات باحث عن هوية -12- التدخين اليوم ممنوع!!
اليوم الثاني عشر:
نشر في 02 مارس 2015 .
و لكن ما شد انتباهي في هذه الزيارة تلك اللافتة على الحائط...لافتة كانت تقول : "التدخين اليوم ممنوع و غدا مسموح"!!!!
يالها من لافتة ماكرة.. و طبعا ما ان يأتي الغد إلا و سيجد الناس نفس اللافتة تعطيهم نفس الأمل بأن السماح بالتدخين قد اقترب لا يفصلهم عنه إلا غروب شمس اليوم و بزوغ شمس الغد.. فما أن يأتي الغد إلا و يصبح غد الأمس هو يوم اليوم و يتجدد منع التدخين حتى يأتي ذلك الغد الذي لا يأتي!
أعجبتني اللافتة...فهي تعطي شحنة من الأمل و إن كان وهميا. إذ أنه قد يكون ضروري في بعض الاحيان أن توهم بنفسك بأمل حتى لا تقع فريسة لليأس.
و منذ ذلك اليوم قررت أن أملأ حوائط حياتي بلافتات مشابهة.......
الفرح اليوم ممنوع و غدا مسموح
النصر اليوم ممنوع و غدا مسموح
الاستقرار اليوم ممنوع و غدا مسموح
الهوية اليوم مفقودة و غدا أعثر عليها
قررت أن أحقن ساعات يأسي الطويلة بجرعة من التفاؤل ... التفاؤل تلك الكلمة التي لا أجد لها تعريفا إلا انها شعور ساذج بالأمل و الفرح لأن نصف الكوب ممتلئ مع علمك بأن هناك نصف فارغ و أن الكوب كله ثقوب!
أو أن تمشي في الصحراء المقفرة و ترى أمامك السراب فتجري عليه مع علمك انه سراب و أن ركضك نحوه قد يزيد ظمأك ...لكنك تفضل الموت ظمأً على الموت يأساً...
ترى السراب عيني كماء منسكب *** تلاحقه النفوس بشوقٍ احتدم
فأركض مسرعاً أسابق الخُطا *** علّي أحظى برشفةٍ من سيله العَرِم
أتلومني لأنني ألاحق السراب *** و كلما لحقته ابتعد و انصرم؟؟
يا صاح لم أكن بِأَرْعَنٍ سفيه *** انظر ترى في فعليَ لآلئ الحِكَم
علمته سرابا لكنني لحقتُ *** أملاً فيه مزيفاً يسكن الألم!
تحياتي
محمد أبو هيبة