هناك الكثير من العادات والتقاليد الخاطئة و الأمثال و الأقوال المأثورة التى ورثناها عن أبائنا وأجدادنا ،والتى لا بد من النظر فيها وتقييمها ،وإعادة النظر فى عاداتنا واقوالنا فهل التى تصنع أفكار الشخصية العربية ،والغاية من ذلك أن تكون الشخصية العربية شخصية سوية قائمة على فكر سليم وثقافة قويمة،والحديث فى ذلك يطول ويطول ويحتاج منا جهادا عظيما لتفنيد تلك الأفكار،وستبدأ معا من اليوم بالنظر لمقولة سيئة السمعة تنذر بالعقاب لمن تقال له ألا وهى "السيئة تعم والحسنة تخص".
بسبب هذه الجملة يظلم الكثير والكثير بسبب فعل خاطئ ارتكبه فرد من المجموع فيعاقب الجميع على فعل لم يرتكبوه، والأمثلة على ذلك كثيرة ولنضرب مثالا على ذلك لتضح الصورة.
كريم طالب فى الإبتدائية قد أساء الأدب مع أحد أساتذته بفعل ما ولكن ولسوء الحظ لم يعرف المعلم من الذى ارتكب السوء ولذلك سيعاقب الجميع بفعل لم يرتكبوه لأنه فقط لم يستطيع تحديد المسىء قائلا الجملة الشهيرة "السيئة تعم والحسنة تخص".
ثم يمر الموقف وتمر السنوات ويرى كريم هذا الموقف يتكرر مرارا وتكرارا أمام أعينه وتصبح سلوكا فى شخصية بطل قصتنا كريم ،وحينما يكون هو المساء له دون أن يدرى من ارتكب الفعل سينفذ الفكرة التى رسخت فى ذهنه دون تردد أو تفكير ،وبذلك تدور الدائرة وتصبح ثقافة عامة فى المجتمع.
أولا بالنظر إلى ديننا الإسلام نجد أن الله عز وجل يقول فى كتابه العزيز "ولا تزر وزارة وزر أخرى" فكيف لنا أن نخالف العدل الإلهى الذى يقتضى أن يتحمل كل فرد مسؤولية أفعاله ،لا أن يتحملها غيره، فإذا حدث وتعرضت الإساءة فإما أن تعفو وتصفح ولك الثواب من الله ،وإما أن تترك ألمسئ لحساب الآخرة يوم لا تظلم نفس شيئا.
ولو تعمقنا فى فهم الجملة أكثر قد نجد لها وجها من الصحة ،إذا حملت السيئة على معنى السوء فلقد أمرنا رسول الله بأن يكون المسلم للمسلم كالبنيان إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فهذا هو المعنى الذى يجب أن يحمل عليه عموم السوء على أفراد المجموع.
فالسيئة تعم بأن يقف الجميع مع المصاب فى مصيبته ويساندونه ويمدون له يد العون بما تلزم حاجته فالمصاب مصابهم والمصيبة مصيبتهم جميعا.
الخلاصة بأنى أدعوكم بالنظر والتأمل وإعادة التفكير فى أقوالنا وأفعالنا وعسى الله أن يغير أحوالنا وينصرنا على أعدائنا "ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم
-
يوسف فليفلأكتب في كل ما يخص الجانب الإنساني والنفسي كمحاولة لفهم أفضل لعاولمنا الداخلية.