قال #حنظلة وهو يعطينا عرض أكتافه وقفاه في كل مرة: إنها تساؤلات وإجابات لا تحتاج الى مقدمات، كما أن لا أحد يقرأ المقدمات المكتوبة باللغة العربية منذ عام 1492؟!
..
السؤال الأول.. لماذا تتصادم المواقف والآراء التي يدعي أصحابها أنها وطنية؟!
أو
لماذا الأطراف في حرب مستعرة يدعوا أنهم يدافعون عن الوطن، فيما كلهم يساهمون في قتل الوطن وتدميره؟!
..
الجواب لا يحتاج الى ذلك #العميق_الأحمق:
لأن الوطنية أصبحت شعاراً فيما هي في الأصل شعور حقيقي جامع؛ فالواقع يقول أن الغالبية تجرفها الشعارات الخادعة والمضللة باسم الوطن والوطنية، شعارات رفعت لتخدم مصالح الفئات، كما أنها تفسر بحسب مواقف وأهواء تلك الفئات نفسها، أما الشعور الوطني الجامع فمتبلد من هول التشظيات التي أصابت أبناء الوطن الواحد.
لن أضرب مثلاً نحن نجسده واقعاً حياً وآنياً حتى هذه اللحظة..!!
**
القاعدة الأصلية هي أن الشعوب حينما تنقسم وتتشظى وتدخل في حالة انطحان مع نفسها، فإن الوعي والشعور الوطني يعمل في اتجاه معاكس، ولا يتوقف عن العمل والمحاولة حتى يعود الناس الى بؤرة الوطن الواحد.. لأنه وعي وشعور أصيل لا ينطق إلا بعبارة واحدة: "جميعنا ينتمي لهذا الوطن، والوطن هو جميعنا"..!!
من يفترض أنه حامل هذا الوعي، من هو المسؤول عن ترسيخ الشعور الوطني على صفحتي الفكر والفعل لدى كل مواطن؟!- التعليم، الإعلام، النخب والأحزاب السياسية..
..
لكن؛ ماذا لو أصبحت هذه الأدوات كلها هي نفسها الجرافات التي تجرف الناس وراء الشعارات الزائفة؟!- ثم بعد سقوط هذه القلاع.. ماذا ننتظر من الشعب المغلوب على أمره؟.. وهل هو من ينبغي أن نلقي عليه اللوم؟!- نعم، الشعوب هي من تقع عليها اللائمة دائماً، ولا يشفع لها إن كانت قد تعرضت وتتعرض كل يوم لأبشع أنواع التجهيل والتضليل والتجريف والتنعيج عبر هذه الأدوات نفسها.
في الحقيقة؛ إننا اليوم نرزح تحت وطأة حروب أهلية وتدخلات إقليمية لهذا السبب لا أكثر..!!
**
ما يحصل اليوم، هو أننا –ككل- ندفع ثمن انحياز وانجراف الغالبية لفئات وشعارات تدعي الوطنية وتوظفها، وكلما زاد الإصرار على ذلك، كلما تضاعفت الأثمان التي يدفعها الكل.. حيث يصبح الوطن بحد ذاته مطحنة لا تفرق بين منحاز لفئة أو لأخرى، بل تحصد من الجميع ما طاب لها..
..
وهكذا؛ حرب طاحنة لسنوات أكلت الأخضر مما في قلوبنا واليابس على الأرض مما أبقى عليه فساد الطغم المتصارعة وأشباح الدولة العميقة؛ وعندما يبلغ كل شيء حده، ويفشل الجميع في إزاحة الجميع، ويدرك الجميع أن الاستعراضات القتالية والحروب المسرحية لن تفضي الى شيء.. ترفع الجرافات أعلامها وتنادي بالحوار، والعالم المنافق يؤيد ويهلل ويجمع الجرافات الى طاولة واحدة، لينتهي المسلسل الدموي بتسوية سياسية تعيدنا الى المربع الأول نفسه..
#تيتي_تيتي_مثلما_رحتي_جيتي..!!
**
باختصار.. الوطنية هي ذلك الشعور الذي يغلب على كل افتراق وعلى كل مصلحة وعلى كل فئة؛ ومعيارها الثابت والأوحد هو: "#وطن_واحد_من_أجل_الجميع"،
ولكن..........................................................................................................................................................................................................................................................................................
للمصالح الضيقة سحرها وغوايتها..
كما أن أكثر الناس لا يعقلون..!!
-
فكري آل هيرمواطن لا أكثر ..