خبز بطعم الذل والعار.

طبيعة الانسان الكسب وطلب الرزق ، ومن اجل ذلك يستعمل كل الطرق والسبل للحصول على ذلك ..فيتعب ويجد ويجاهد من اجل هذا الهدف كل حسب قدرته وإمكانياته . ، وهو حقه المشروع لكن غير المشروع في ذلك ، هو اعتماده وسائل غير مشروعة ،دينا وعرفا ومنطقا ووجدانا ، والذين يركبون هذه السفينة غالبا ما يكون في نفوسهم خوَر، وفِي تكوينهم عُقد ، فيرتاحون حسدا وهم يهاجمون ما عجزوا عن فعله ، ويسعدون حين يوجهون رصاصات فاشلة، أصلا، الى الناجحين ، ولا يظهرون الا ليلا كالخفافيش ،او من وراء حجب او استار يتخفون ويخفون فشلهم وجبنهم.

هؤلاء قد يتحالفون مع الخبث والسوء قصد تحقيق مآربهم ، يكذبون..يتطاولون.. يدّعون..يسرقون ..ينافقون .. كل المفاتيح عندهم صالحة لفتح الباب الموصل الى هذا الخبز الأسود بطعم الذل والعار ،وحالهم أشبه بقرد يصعد النخلة ويتسلقها زهوا ليسرق تمارها، ولكنه كلما صعد خطوة الى الأعلى  إلا وظهرت وبانت مؤخرته المنكشفة أصلا ، ولكن لذة السرقة تنسيه  ما هو فيه وعليه ، والنخلة كعادتها لا تكثرت  براشق او سارق،  لان طبيعة خلقها في الكون هو الإتمار .. والعطاء.

تجد هذه النماذج في كل مكان وزمان كالجراد الزاحف والفراش المبثوت :

تجدهم في الاسواق و شفاههم على الابواق .. يخادعون .. يحلفون ويقسمون على كذب ..

تجدهم في مجال الفكر والمعرفة .. يتطاولون .. يدّعون ..ويتوهمون انهم اصحاب إنجاز يذكر ..وعمل يَسٌر .. والواقع انهم ببغاوات ؛تردد بزهو أصواتا دون فهم او استيعاب .وينفشون معها ريش بلادة وغباء يراها ويدركها الكل الا عيونهم الزائغة ..

تجدهم في السياسة يناورون وينافقون ويحلفون ويتحالفون ..وافكارهم وأبصارهم تائهة شاخصة نحو النّصْب للمنْصِبِ.

تجدهم في الشارع ، وقد بدّلوا  اصواتهم وأشكالهم..يتسولون بالكذب والحيلة لينتزعوا فلسا من مٌغَفل او من كريم ..

هكذا صارت احوال هذه الفئة .من اللاهثين وراء الخبز الأسود. فئة امتهنت كل فنون النهب والسلب والمغالطة والدجل .بل منهم من اتخذ ذلك فلسفة ومنهاجا ،عليه يسير ،واليه يصير .

لكنهم لم ينتبهوا ان امرهم لابد مفضوح بين الناس .. وبطارية خبثهم لابد ان تنتهي صلاحيتها فترمى في قمامة الازبال ..ولا يصح الا الصحيح .