و إنني يا الله حاربتُ بشكلٍ خفي ،
كنت مبتسمة دوماً و أردد عبارات الخير و السلام ،
كنت أغتسلُ بالورود و أشربُ الياسمين،
أمر بكل البساتين و الأشجار راسمة من نفسي فرآشة،
و جعلت الجميع يصدق أنني فتاة لا تعرف الوديان و الجبال،
كنتُ أمشط شعري بالشمسِ و أجدله بنسماتِ الصباح،
كنتُ أسير خلف أقواس القزح و أمدحُ نور وجهي في انعكاس الأطياف على الماء ،
كنت أحقق كل أحلامي في النجوم كلما لمعت إحداهم توّهج قلبي و رسمتُ حلماً آخر،
كنتُ أسير بين الكواكب و أتأرجح عند أطرافها إلى أن تحملني غيمة ما ،
و كنتُ أراقب كل تفاصيل الجمال حتّى أضيع و أنسى ما قد
نظرتُ إليه،
من سيصدق يا الله أنني زرعتُ نفسي بينَ أشواك و ما الورود إلا أمنية في مخيّلتي،
و أنني أنامُ بين قمرٍ خافت و سُحب بآردة ،
و أن الشمس تفوتني بكل ما فيها و أنا برفقة الليل الحالك،
و أنني فقدتُ جناحيّ منذ زمن طويل و ما الفراشة سوى شبح يواسي كسور أعماقي ،
و أنني إبنة الوديان المظلمة و القيعان،
و أنني لا أحقق أحلامي سوى في أحلامي و أستفيقُ على بقايا الأمس البائس،
أنني لا أبتسمُ كما يجب و أن ملامحي كآذبة،
أنني أغتسلُ ببؤس التجآرب القاسية و أشرب المرّ من كل كأس يُلازم ثغري،
و أنني كبرتُ قبل أوآني و فاتني الكثير من أنغام الطفولة،
أنني أسيرُ خلف الضباب و لا أمدح وجهي المشوّه سوى أمام المرآة المحطمة،
و أن كل الكواكب تَتكدّسُ بدآخلي و تتأرجح بثقلها على أطراف جرآحي و أن الغيم يسقط على رأسي و لا يحملني،
و أنني أرى تفاصيل الجمآل و لكنها لا ترآني،
و أنني أردد عبارات الخير و السلام دوما ، و يعتريني الهلع و القلق حين تعود سمآء الليل ،
من سيصدق يا الله أنني أحاربُ بشكلٍ خفي..
من سيصدق أنني وطنٌ مهدود ...
-
Mais Souliasالكتابة ليست مجرد ورقة وقلم , إنما حوار بين الإحساس والصمت ، أكتب لأنني أشعر، لأنني.. أريد أن أحيا لا أن أنجو❤