حبيبتي 5 انا بنت قسنطينة
قسنطينة عبد الحميد بن باديس
نشر في 16 أكتوبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
حبيبتيهل غسلت اسنانك؟
نور:نعم ماما،هل تكملين لي حديثك ......
_....وانا بمثل سنك،رايت العالم بشكل مختلف،وردي كحلم طفلة بريئة،مثالية اكثر من اللازم،درسونا ان الغش حرام وفي اول امتحان رايت المعلم يساعد التلميذة انتفضت ،ثرت ،هذا غش !!!المعلم:اي قلة ادب هذه !كيف تجرئين،تدخلت معلمتي،كانت من عالم اخر،عالم الضمير،دافعت عني...،.علمتنا بكل الحب ،عشقت اللغة العربية !!!!..،لا تغضب ،تضحك،تمزح، رغم كل مشاكلها،رغم اثار الضرب البادية على جسدها الضعيف المنهك،(حقدت على زوجها...وتمنيت ان يسقط من تلك الشرفة التي لا يفارقها...).. 😈..كنا اسرة داخل قسم (صرنا اغرابا داخل اسرة)كم نحن لطفولتنا ومعلمتناا الرائعة،
قسنطينة.....كلما ابتعدنا عنها عشقناها اكثر...الحب الابدي،.....#سيرتا# .تفاصيلها،القصبة،الجسور،الشوارع .،الناس....كل شيء مختلف ،اصيل،اهلها يحبون الدقة في كل شيء،لباسهم، اوانيهم،،اكلهم، كلامهم،جلوسهم حول (السينية) لتناول قهوة العصر(يستحيل فرارك من الحليب المسائي الاجباري...عادات وتقاليد)..كلما اقتربنا من الوصول تغمرني كل الاحاسيس التي افتقدتها لما غبت عنها،حبي لها يشبه تعلقي بطفولتي،تعرفين الفرق بين الطفولة والشباب...الطفل يفرح بحبة حلوى يحس الدنيا بقبضة يده،من اسعد منه لا احد،شعوره يشبه الشعور بالمجد.....،امانحن صار من الصعب ان نفرح...اكياس من المال ولا نقنع،جلسنا على كرسي المجد لا يكفي،يلزم ان نموت فوقه مثل بومدين(هواري بومدين ،رئيس جزائري سابق)،سرقنا وسرقنا من هذا الوطن ،لا يكفي ،سنسرق و.......نبتسم لنحرق قلب المسكين ،لا حول له ولا قوة....،#هرمنا#،ولم يعد طعم الحلوى حلوا،سكرك يا جزائر صارا مرا ،ونكبر ونكبر ويضيع عمق الاشياء،الصفعة تلو الصفعة افيقي يا جميلة،وما معنى بنت قسنطينة،صفعة (المعريفة)وصفعة الانانيةوصفعة التغريب،وصفعة التقشف و صفعة الفساد....صفعات تهزك هزا افيقي ياجميلة ،الواقع ليس مثاليا،الواقع مر....صدقيني تحسين المرارة في طرف لسانك ،،،مر !ان الواقع مرادف لكلمة المرارة....
اتعرفين معنى بنت قسنطينة؟"؛ ،انا لا ايأس عزيزتي،تعلمنا التفاؤل،جسور في كل مكان،ولكننا لا نرمي انفسنا من اليأس،...نرمي فقط احزاننا ونستمر ،عندما تقفين على جسر (قنطرة السبيطار)تحسين بانك عصفور حر يطير،يرفرف بجناحيه ينفض غبار الخيبة ويستمر عاليا..تعلمنا التفاؤل ونحن نلعب بالفوانيس في ليالي رمضان،تعلمناه ونحن نمشي في شوارع القصبة الضيقة نأمل ان نجد طريقا بين اولئك السائريين..تعلمناه ونحن نجري في الجبل لا نخاف حدة المنحدر نسقط ونتدحرج بين العشب نأكل( السلة)وكل ما نجده ,لا نمرض،،،نمشي حفاة في مياه الوادي الصغير ،خطوة خطوة فوق الاحجار الزلقة،لانسقط،،،،، نتشاجر ،ياللشعر المتساقط فوق الارض نبكي ونسكت،،،،، نحمل قطع الخبز المرمية نقبلها ونضعها على الرصيف،نملأ الماء كل مساء من النبع ....اه ياحنفية كم كنا نشتاق لمائك!،نمسك الخبزات الساخنة بايدينا ونجري للبيت(ماماتحبهاساخنة)،نلعب بالتراب،بالاحجار،بالاكياس،بخلايا النحل..نلعب وفقط،،،،كيف ننهزم يا نور،ونحن انكسرنا ووقفنا من جديد في كل يوم،نحن احفاد ابن باديس ،حارب المستعمر بصبره وعلمه وبدأ نشر التعليم في البيوت،قال نعلم الامهات لانهن الاساس ونعلم الاطفال فهم الامل،خرج من بين ضلوعك يا قسنطينة،صنع الفكر الثوري،اعوام من طمس الهوية محاها بجرة قلم قال:
(شعب الجزائر مسلم
والى العروبة ينتسب
من قال حاد عن اصله
او قال مات فقد كذب
او رام ادماجا له
رام المحال من الطلب)
لن نكسر نحن ابناء قسنطينة.....ابناؤك يا جزائر
.....نمت حبيبتي.....