إلى متى سيستمر إنحدار قيمة المعلم فى المجتمع؟!!
كلنا نتفق أن مهنة التدريس هى من أسمى وأشرف المهن, فهى مهنة الأنبياء, لذا فهى مقدسة, يكفى أن مستقبل أى وطن يقوم على التعليم........
فهل يعقل أن قيمة المعلم أصبحت تقل يومآ بعد يوم؟!
يكفى أن الطلاب فى المدارس أصبحوا لا يتمنون أن يصبحوا مدرسين, لإنهم يرون معلميهم وأحوالهم, وبعد أن كان المعلم قديمآ لة هيبة وإحترام ووقار, أصبح الطلاب لا يحترمون معلميهم, وأصبحت مهنة شاقة حقآ!!
ونستعرض معآ الأسباب التى جعلت المعلم فى هذة المكانة المتدنية فى المجتمع:-
1- الدروس الخصوصية:- أغلب المعلمين الآن إن لم يكن جميعهم, يعطون دروسآ خصوصية, زيادة المرتب تسير ببطء السلحفاة, بينما إرتفاع الأسعار تجرى بسرعة الخيل, فكل زيادة فى المرتبات, يقابلها زيادة غير معقولة على الإطلاق للأسعار, لذا فإن لم يعطى دروسآ خصوصية, لن يستطع حتى أن يشترى خبزآ جافآ, بينما مدرسون الأنشطة, يعملون بعد ساعات عمل المدرسة فى مهن أخرى, والذى لا يعمل فى مهنة أخرى, فهو غالبآ غير متزوج ويعيش مع والدية.
وبسبب هذة الدروس, أصبح الطلاب لا يحترمون المدرس, لإنهم وضعوا فى إعتقادهم, أن فلوس دروسهم هذة, هى من يجعل المعلم يعيش, فقد سمعت إحدى طالبات مدرسة بالمطرية تقول لزميلتها" خلينا نتأخر براحتنا على الدرس, وهو برضة هيستنانا لإن أحنا إللى بنأكلة"
وبعض المدرسين يتعاملون بإستهتار كبير مع الطلاب, مثل الضحك والهزار مهم بإنفتاحية شديدة, والمعلم يفعل ذلك حتى يحبة الطلاب ويستقطب الكثير منهم لإعطائهم دروسآ خصوصية, وخاصة الدروس التى فى منازل الطلاب, فالطالب حينئذ يقول" جايلى لحد بيتى عشان يدرسلى"
لذا فقد إختفت الهيبة والوقار التى كان يتمتع بها المعلم قديمآ, الذى كان لا يفكر حتى فى هذا, لأن راتبة يكفية ويذيد والأسعار فى متناول الجميع, وكان من بعد الظهر تجد جميع الموظفين فى منازلهم..........
2- سوء أخلاق الطلاب الآن, المعلمون قديمآ يترحمون على زمنهم, حيث كان الطالب يخاف أن يسير فى الشارع الذى يسير بة معلمة, زمن الإحترام والوقار الحقيقى والمثل الأعلى لجميع الطلاب, وكانت مهنة يتمنى جميع الطلاب أن يعملوا بها, ولقد ساءت أخلاق الطلاب لعدة أسباب أيضآ مثل: 1- التكنولجيا والإنترنيت, فحتى فى المدرسة, تجد الطلاب يحملون فى أيديهم هواتفهم المحمولة, ويدخلون على مواقع التواصل الإجتماعى, مثل الفيسبوك وتويتر, لذا أصبح كل طالب يعيش فى جزيرة منعزلة عن الجميع فى عالم إفتراضى خاص بة, ويسد أذنية عن الإستماع لأى نصايح لوالدية أو معلمية, ويتعلم السلوكيات الخاطئة من الأفلام الهابطة والفيديوهات والصور السيئة, وكل ماهو ممنوع يجدة متاح أمامة على هاتفة الصغير الذى يحملة بيدة.
2-نزول المرأة للعمل, مما لا شك فية أن عمل المرأة حق من حقوقها, ولا نختلف على هذا, لذا فأن يومها مقسم مابين العمل فى الخارج والعمل فى المنزل, وعلى آخر اليوم تكاد تستطع أن تفتح عينيها, من أين لها بالوقت الذى تتابع فية أبنائها, وتسئلهم عن أحوالهم فى المدرسة, وتذهب إلى معلميهم وتسأل عنهم, مثلما تفعل الأمهات غير العاملات, عدم المتابعة هذا جعل سلوك الأبناء فى إنحدار...
3- الأقران: الأصدقاء فى جميع الأزمنة والأمكنة من أكثر العوامل تأثيرا على سلوك الأبناء, فإذا إنشغل الوالدين عن الأبناء, وتغاضوا عن من يصادقوا أبنائهم, إنفلت زمامهم, ويصعب السيطرة عليهم بعد ذلك.
هذة الأسباب من ضمن أسباب كثيرة لإنحدار سلوك الطلاب فى المدارس.
أيضآ من أهم أسباب جعل المعلم مهان على الملأ:
3-تصريحات وزير التربية والتعليم التى لا تنتهى, وجميعها تصريحات تقل من قيمة المعلم وتجعلة ينزلق إلى الهاوية!
مثل, إنة يقول أن المعلمين كبار السن لا يتفقون مع منظومة التعليم الجديدة من تعميم التابلت فى المدارس والسبورة الذكية وما إلى ذلك!
دعونا نتفق أن من شب على شىء شاب علية, صعب أن تأتى بمعلم يعمل منذ أكثر من ثلاثين عامآ بالنظام التقليدى, وتطلب منة فى أواخر سنواتة بالتربية والتعليم أن يتغير, لكن بعض المعلمون كان لديهم إستعداد بالفعل للتغير وتواكبوا مع هذة التكنولجيا الجديدة, لكن بدلآ من أن يقوم الوزير بإذاعة السلبيات هذة على الملأ والتقليل من شأن المعلم على وسائل الإعلام, أن يقوم بعمل دورات تدريبية مكثفة لجميع المعلمين, حتى يصل بهم إلى المستوى المطلوب, بدلآ من يتهمهم فى خلال مؤتمرة فى الأسبوع العربى للتنمية المستدامة ب"صعوبة الإستيعاب" فهو بذلك يصدر طاقة سلبية للمعلمين.
كانت تلك من بعض الأسباب الحقيقية التى أدت إلى الوضع المتردى للمعلم فى مصر, فرفقآ بالمعلم أيها المجتمع, حتى يستطع أن يواصل رسالتة التى خلق من أجلها.........
-
هبه عبدالمنعم محمدانا هبة عبدالمنعم محمد, خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة, أهوى كتابة المقالات والقصص القصيرة والروايات, كما إننى أقرأ الكتب بنهم