الرئاسة الغير التقليدية لدونالد ترامب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الرئاسة الغير التقليدية لدونالد ترامب

  نشر في 30 أبريل 2020 .

سبق و أن اشرت بأنني لم أتابع حملة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، فقط ركزت علي المرشحة الديمقراطية السيدة هيلاري كلينتون الجديرة برئاسة أمريكا آنذاك. لهذا بعد فوز دونالد ترامب، راجعت مباشرة برنامجه و الذي ساعدني كثيرا متابعتي له منذ 1986.

أول ما إسترعي إنتباهي في برنامجه الرئاسي الفائز إصراره علي بعث الصناعات الأمريكية، توظيف العمال، إعادة توطين في امريكا مصانع الشركات الأمريكية العابرة للحدود، إعادة بناء البنية التحتية لأمريكا و مواجهة المد الصيني عمليا في ميدان التجارة.

فهمت هدفه لأنه كرجل أعمال أمريكي تسنت له عدة مرات الفرص في الوقوف علي مهالك العولمة و إنعكاساتها السلبية جدا علي الطبقة الوسطي الأمريكية و التي صوتت له بكثافة بالمناسبة.

طوال مسيرته، كان يسجل نقاط الضعف في الأداء الإقتصادي لدولته و كيف أصبحت امريكا تابعة و ليست متبوعة لهذا رأيناه و قبل تنصيبه كرئيس لبلده حرصه و طاقم عمله علي إرسال إنذارات لكبار الشركات الأمريكية بتسليط عليها ضرائب ضخمة إن لم تغلق مصانعها خارج الحدود الأمريكية و العودة بها إلي أرض الوطن.

و حالما دخل البيت الأبيض، أمر الرئيس دونالد ترامب بمراجعة إتفاقيات نافتا اللتي تربط امريكا بكندا و المكسيك ثم الإتفاقيات الإقتصادية مع أوروبا و أهتم شخصيا بملف الصين.

نراه في كل هذا له هم واحد : النهوض إقتصاديا بأمريكا و عند كل إعصار و حرائق و فياضانات يصرح "هشاشة البني التحتية و قدمها وراء الخسائر المعتبرة علي المستوي البشري و المادي."

و طيلة رئاسته، كان منشغل و لا يزال بجمع الأموال و إستثمارها في الإقتصاد الأمريكي، و طبقا لبرنامجه الرئاسي الفائز أمر بترشيد نفقات الجيش الأمريكي و سحب قواته من العديد من النقاط في كوكب الأرض أولها سوريا، دول الساحل و أفغانستان، و هو اول من بدأ بسياسة التقشف : لا ينزل في إقامات الدولة و عائلته بل في فندقه في مار أ لاغو بفلوريدا، هذا و السيدة الأولي ميلانيا ترامب إعتمدت فريق صغير من الموظفين لتطبيق برنامجها "كن الأفضل" عوض جيش الموظفين و العمال الذي كان يعمل تحت إمرة السيدة الأولي السابقة ميشال أوباما.

و أقام في سياساته الخارجية مع الحلفاء و الأصدقاء و الأعداء علاقة نفعية بحتة، لا يهمه ما يجري في العالم بقدر ما يهمه تلبية إحتياجات شعبه و الإيفاء بوعوده لناخبيه و أما الأنظمة الديكتاتورية في مصر و السعودية فهو يبتزهم ماليا لحمايتهم و عند قصف لمجمع نفطي في السعودية العام الماضي لم يكلف نفسه الدفاع عن السعودية بل طلب من اليابان و كوريا الجنوبية بحماية ناقلات النفط في الخليج الفارسي بإعتبار أن أمريكا لا تعنيها صادرات النفط السعودية الموجهة لآسيا هذا و لنا أمثلة أخري ملموسة :

تقليص التدخلات العسكرية الأمريكية خارج حدود أمريكا و تركيز جهد الجيش الأمريكي لضمان حدود أمريكا الجنوبية مع المكسيك لمواجهة خطر المخدرات و خطر الهجرة الغير الشرعية.

كانت إحدي تعليماته و منذ جانفي 2017 أي شهر تنصيبه لوزير دفاعه :

" إسحب جنودنا من سوريا، فالنزاع هناك لا يعنينا."

تملص البنتاغون من الطلب الرئاسي داعيا إلي مزيد من الوقت و الدراسة لسحب متدرج و هكذا المجمع الصناعي مسيطر علي قرارات الرئيس الأمريكي في إدارة تدخلاته خارج أمريكا.

ماذا فعل الرئيس ترامب بعد نفاذ صبره ؟

قرر سحب الجنود الأمريكيين من دون مراجعة وزير الدفاع. فقدم هذا الأخير إستقالته، قبلها الرئيس ترامب و لم يسمح له بإنهاء مدته القانونية و طرده من المنصب و عوضه بوزير دفاع مؤقت.

إتخذ الرئيس أوباما قرار إستقبال المهاجرين الذين ترفضهم أستراليا. لم يفهم الرئيس ترامب لماذا علي أمريكا القبول بمهاجرين لم يختاروها كوجهة أولي لهم للهجرة بل تخلصت منهم أستراليا وجهتهم الأصلية للهجرة لترسلهم إلي أمريكا.

ماذا فعل ترامب ؟

ألغي قرار الإستقبال لأوباما بكل بساطة.

نصب الرئيس ترامب كمدير لمجلس الأمن القومي الأمريكي أحد الصقور الأمريكيين المحافظين جون بولتون، فإذا بهذا الأخير يضع له عراقيل في مفاوضات الإنسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان مع جماعة الطالبان.

ماذا فعل الرئيس ترامب ؟

عزل جون بولتون و عين مسؤول أمريكي آخر في مكانه.

تلاحظون قراءنا الكرام أن دونالد ترامب لا يعرف جماعات ضغط أو نفوذ أقليات أو موازين القوي هو يفكر فقط في تطبيق برنامجه الرئاسي الفائز، فيلتزم بوعوده لناخبيه و فقط و غير ذلك لا يهمه...

هذه الرئاسة الأمريكية الغير التقليدية لدونالد ترامب أسالت الكثير من الحبر و لا تزال لكنها مدعاة للتأمل و لإستخلاص العبر و الدروس في إعتقادي المتواضع...

www.natharatmouchrika.net


  • 2

  • نظرات مشرقة
    روائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة
   نشر في 30 أبريل 2020 .

التعليقات

Dallash منذ 4 سنة
ترامب يتعامل بلغة البزنس لكنه لا يعرف شيء في السياسة
0
نظرات مشرقة
أختلف معك الرئيس ترامب يفهم في السياسة اكثر من السياسيين أنفسهم و إلا كيف إنتصر علي المجمع الصناعي العسكري ؟ و كيف فضل حل المفاوضات مع كوريا الشمالية و أقام علاقة ثقة مع الرئيس بوتين بالرغم من عداء الكونغرس لروسيا ؟ و شكرا لك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا