( غادة .. أيقونة الجزيرة )
لمّا رأيْتكِ تحْفة ً..
وقدْ جادَ بها الوجودْ
لمّا رمقْتكِ لوحة ً ..
عليْها ارْتمى رسْمُ الخلودْ
لمّا لمحْتكِ نحْلة ً ..
لها اسْتسْلمتْ كلُّ الورودْ
لمّا قرأتكِ جمْلة ً ..
لها اسْتنْفرتْ كلُّ الحروفْ
لمّا سمعْتكِ فطْرةً ..
لها يحنّ ُ نبْضُ القلوبْ
لمّا ألِفْتكِ بسْمة ً ..
لها تتأمّلُ كلّ ُ العيونْ
لمّا .. ولمّا ...... اعْذريني
فقد اسْتبَحْتُ فيكِ كلَّ شيءٍ .. بلا حدودْ
اسْتبَحْتُ ليْلكِ .. وتجاهلتُ كلَّ القيودْ
أناجي فيكِ قمراً .. والنّجوم عليَّ شهودْ
استبحْتُ حُلْمكِ .. و تناسيْتُ عيْبَ الفضولْ
أناجي فيكِ وصْلاً .. و الصّبرُ جاوزه الشّرودْ
اسْتبَحْتُ عيْنيْكِ .. و اسْتَلفْتُ منهما الوعودْ
أناجي فيكِ نظرةً .. تحْييني منْ مَواتِ الجمودْ
استبحْتُ محْرابكِ .. و اسْتخرْتُ لربِّكِ المعبودْ
أناجي فيكِ وعداً.. و الأمل عليكِ معقودْ
أرجوكِ ...... اعْذريني
اسْتبَحْتُ فيكِ كلَّ شيءٍ .. و بلا حدودْ
وتوّجْتكِ توْأماً لروحي ..
لفكري .. بدون قيْدٍ أو شروطْ
وانتظرْتُكِ زمناً للقبولْ
بعد أنْ طال أمدُ الأفولْ
حتّى أتاني الختْمُ ونطق المرْسولْ :
يا منْ كنتَ في حضْرتها .. تناجي و بَوْحاً تقولْ
يا منْ اسْتبحْتَ حُرْمتها .. بدون إذنٍ مقبولْ
يا منْ تنسّمْتَ شَعْرها .. واكْتشفْتَ مسْكَ الفصول ْ
يا منْ سهرْتَ بقرْبها .. وتأمّلتَ تلك الحُقولْ
يا منْ همسْتَ بأذنها .. تطْلبُ فِكْرَ الحُلولْ
يا منْ اسْتبقْتَ عرْسَها .. بعزْفِ الدفِّ والطّبولْ
يا منْ ركبْتَ هوْدجَها .. واسْتلمْتَ زمامَ الخيولْ
مليّاً مليّاً .. هي قدْ فكّرتْ :
نعمْ للتّواصلْ .. نعمْ حسبَ الظّروفْ
جليّاً جليّاً .. هي قدْ قرّرتْ :
لا للوصالْ .. لاشاهدٌ و لا مشْهودْ
كفاكَ .. اسْتبَحـْتَ كيانَها ... بلا حدودْ
يكْفيكَ .. اسْتبحْتَ حِماها..و بلا حدودْ .
بقلم : تاج نورالدين .
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...