الرسائل الطويلة الودودة
يا صاحب الظل الطويل
نشر في 28 غشت 2022 وآخر تعديل بتاريخ 12 نونبر 2022 .
من خلال قرائتي لرواية جين ويبستر المعروفة باسم صاحب الظل الطويل، والتي أيضا شهدناها كمسلسل كرتوني في طفولتنا ،والذي يحكي عن جودي أبوت (المعروفة باسم جيروشا أبوت قبل تغيير اسمها )والتي تغادر ميتمها التي قضت فيه حوالى 18 سنة بكل سرور نحو الكلية بعدما أخذ أحد الأوصياء الأغنياء عاتق مسؤوليتها ،وأشرف كثيرا(ماديا) على مستقبل دراستها أملا أن تصبح كاتبة عظيمة ذات يوم، والتي أخذت بدورها تراسله عن طريق رسائل مكتوبة بخط يدها تنفيذا للشرط الذي صاحب رحيلها للكلية ،تحكي فيها له عن مغامراتها الشيقة تارة، وعن أحاسيس جديدة خالجتها تارة أخرى ،كما تخبره كل شهر عن مستجدات حياتها ودراستها حتى وان كانت تخالف كثيرا شرط ارسال رسالة (امتنان)كل شهر الى وصيها فقد كانت تبعث بها في خلال أقل من المدة المطلوبة، حيث أنها تشعر بالملل الكثير والامتنان الأكثر نحوه والذي أطلقت عليه لقب صاحب الظل الطويل.
والان اختفت عادة كتابة الرسائل بخط اليد والتي لم تعد موجودة بسبب غزو التطورات الكثيرة عالمنا وجعل ارسال الرسائل الاكترونية القصيرة والتي تلخص لا شيء هي محور اليوم الطويل.
كانت ولازالت الرسائل الطويلة المكتوبة بكل شغف واهتمام هي ما أريد أن أنهي به يومي الطويل ،حيث أقرأ الكلمات المنمقة الجميلة التي أرسلت خصيصا لي لأكتشف ما يقبع وراء يوم مراسلي ،وأكتشف تفاصيل حياته التي تكون بعيدا عن ناظري غير أن هذا الرجاء قد اختفى وقته وزمانه .
حاولت البحث في شبكة الانترنت(أردت استغلال التطور الفظيع من أجل ارضاء رغبتي التي تبدو قديمة قليلة) عن مواقع تتيح التعرف عن أشخاص لديهم نفس شغف كتابة الرسائل الودودة الطويلة ،وتلقيها من طرف اخر في الدنيا قد يكون قريبا او بعيدا.
فكرت في الكتابة لنفسي كثيرا ،وقد بدأت بالفعل لكن لم أجد ردا مناسبا، او بالأحرى لم أعلم كيف أرد على ذاتي المستكشفة من قبل ،وعرفت أنني لاأرد جيدا على نفسي بسبب أنني لم احظ برد حقيقي من قبل.
التعليقات
احسنتي