الناجية (1) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الناجية (1)

  نشر في 02 ماي 2019 .

تشتعل اصوات عربات الاطفاء التي تنذر بوجود حريق هائل تعج الظلمات و الابخرة المتصاعدة بارجاء الموضع..  يتعالي انين سيدة مسنة من كرسيها المتحرك الذي اعجزها عن الهروب مما اسكنها في موضعها انتظارٱ لمصيرها البائس بينما نري صبية شابة قد تقلدت وشاحها الذي اسود من ريع الاتربة و النار و تفر هاربة علي درجات السلم و هي ترمقها بنظرات السخرية!!  

في هذه اللحظة تجمدت الدماء في عروق - نادية - المرأة المسنة التي لم تصدق ان - هبة - لم تنس لها فعلتها ابدآ مهما دار عليها الزمن!!! 

تدور برأسها لحظات الزمن الماضي منذ سبع سنون مضت لم تكن وقتها اسيرة الكرسي المتحرك بعد.. كانت - هبة - في بدايات عنفوان الشباب تلمحها العيون بالاعجاب و التقدير حينما اتت الي منزل المسنة - نادية - جارة لها في الشقة المجاورة و من هنا بدأت حلقات النزاع... 

كانت تشعر منذ اللحظة الاولي بوجود امر غريب مرتبط بهذه الفتاة الغريبة - مقطوعة الاصل - حيث لا اهل لها و لا رفيق مما اشعل اسئلة العجوز التي كانت وبالآ عليها.. 

الانوار دائمآ مطفأة في شقة - هبة - نهارآ الا ان الامر مختلف تمامآ ليلا حيث تسمع اصوات حفلات صاخبة آتية من منزلها رغم ان - هبة - وحيدة بلا رفقاء!!!  كما كانت تتسلل الي انفها روائح مسك و عنبر!!  

ذهبت اليها ذات ليلة مستفسرة عن الامر الا ان الغريب ان الاصوات توقفت تمامآ منذ ان وصلت اليها و فاجأتها - هبة - بثياب المنزل و قد استيقظت للتو من النوم متسائلة عن ما تريد تلك المرأة!!! 

عادت من غفوتها علي صراخ رجال الاطفاء عليها بالنزول معهم حمل اثنين من الرجال الكرسي - بنادية - بحرص و سرعة حتي نقلوها الي داخل الاسعاف... 

شعرت - هبة - بالامان بعدما غادرت ذلك البيت الغريب..  ظلت تفكر في نظرات تلك المرأة - نادية - التي تتجنبها منذ،رأسها للوهلة الاولي.. 

منذ سبع سنون كانت - هبة - تبحث عن شقة صغيرة بايجار زهيد لتسكن فيها قريبآ من عملها اليومي في مسرح العرائس.. اوعز اليها المخرج المسرحي - شادي - بمنزل كبير تسكنه امرأة مسنة غريبة الاطوار الكل يتحاشاها حيث اشيع عنها انها ساحرة مشعوذة..  مما جعل الجميع ينبذها لذا اوصاها - شادي - ان تدعي امامها انها وحيدة حتي لا تحاول تلك الساحرة ان تنبش في تاريخ اسرتها و تمسسهم بسوء.. 

سكنت - هبة - المنزل منفذة وصايا - شادي - و قد لاحظت محاولات تقرب العجوز الساحرة منها حتي وجدت ذات ليلة شعر ادمي مع طلسمات غريبة مسجي اسفل عتبة المنزل!!! مما اسكن الرعب في قلب - هبة - من تلك العجوز الساحرة!!! 

لاذلت تذكر تلك الليلة التي ايقظتها العجوز الثالثة فجرآ لتدعي وجود حفل صاخب في منزلها!!! ايقنت وقتها ان الحرب قد اشتعلت اوزارها مع تلك الساحرة!!! 

تعود الي الواقع و هي لاذلت تتعجب من تلك الساحرة التي نفذت تهديدها الاخير و احرقت المنزل بطلاسمها!! 

خطر الي بالها فكرة مجنونة و هي استكشاف منزل تلك الساحرة و لكن لا يجب ان يتم الامر وحدها فالامر خطرآ لم تجد امامها سوي - شادي - الذي سيساعدها حتمآ..  

كان - شادي - جالسآ في مكتبه و هو يجهز بعض الاوراق الخاصة بمسرحية الاطفال الجديدة حينما ولجت اليه - هبة - و اردفت قطعآ :

- شادي - يجب ان نستكشف معآ منزل العجوز - نادية - الليلة.. 

مجنونة انتي لكن ساتي معك حتمآ الامر خطرآ... و ساصطحب معنا ظابط صديق لي - محمود - بامكانه مساعدتنا فالامر خطر جدا.. 

حسنآ نلتقي الليلة.. 

عادت - هبة - الي منزلها و هي تلمح منزل - نادية - بقلق منتظرة حلول الليل شغلت وقتها بإشعال الشماعد والقراءة قليلا علي ضيها...  سمعت طرقات علي باب المنزل ولجت اليه لتجد - شادي - برفقته الظابط - محمود - الذي قدمه - شادي - اليها مبتسمآ 

اهلا - هبة - هذا رفيقي - محمود - 

نظر اليها محمود و قد اسكنت فؤاده :

لم اكن اعلم انكي جميلة هكذا يا - هبة - اهلا بكي.. 

احمر وجه - هبة - خجلا من لطف - محمود - داعبهم - شادي - ضاحكآ 

ماهذا يا - هبة - واضح اني ساتخلص منكي اخيرآ يا اختي اللطيفة...  

خجلت - هبة - و غيرت الجو قائلة :

الن نستكشف الشقة الان.. 

علق - محمود - بقوة :

اجل هيا بنا الان.. 

اقترب الجميع من الشقة التي بات منظرها غير مطمئنآ ابدآ كان الباب ماذا مفتوحآ و روائح غريبة تفوح من الداخل ولج الجميع باهتمام و حذر.. صدمتهم منظر الشقة من الداخل جماجم و عظام بشرية و دماء مسجاة في كل موضع!!! 

صرخ - محمود - غاضبآ :

ما هذه الجارة المجرمة احولت منزلها وكرآ للجرائم!!!!  

اخرج هاتفه من جيبه يتصل بقوة من الشرطة حتي تأتي فورآ... ثم طلب من الجميع الخروج فورآ و عدم الاقتراب من اي شئ حتي يتم رفع البصمات... 

لم تسمع - هبة - الكلام و اتجهت فورآ الي داخل الغرفة التي لمحت عليها منظر قناع غريب..  صرخ بها - محمود - غاضبآ و هو يشدها من كتفيها حتي ابعدها عن الغرفة :

- هبة - توقفي عن هذا الجنون فورآ... 

- محمود - هل تري هذا القناع الغريب مرسوم في غرفتي نسخة طبقة الاصل تمامآ ماذا تريد تلك الجارة الساحرة مني!!!  

يتبع... 






  • 1

  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 02 ماي 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا